الصحافة

من الدولار الأميركي الى "بريكس"... من جشعين الى جائعين قد لا يشبعون أبداً؟!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ممتاز أن نستمع الى حديث من مستوى ضرورة رفع صوت دول الجنوب في مختلف القضايا والتحدّيات، ودعم حقوق الشعوب ومصالح الدول النامية، وذلك خلال قمة دول مجموعة "بريكس".

وممتاز أكثر فأكثر، أن نستمع الى الحديث عن السعي الحثيث لاستبدال التعاملات بالدولار الأميركي، بتلك التي تحصل بالعملات المحلية، تحضيراً لمرحلة التخلّي عن الدولار بالكامل، وإطلاق عملة "بريكس" الموحّدة في وقت لاحق، وعندما يتمّ تذليل بعض العقبات من أمام ذلك. ولكن ما الذي سنجنيه نحن من جراء ذلك؟

الظلم الاجتماعي

فمشكلتنا مع الدولار الأميركي، هي أنه تحوّل الى أداة عقوبات، والى سلاح اقتصادي يؤذينا نحن الشعوب، لا الجهات الحاكمة التي "تجتذب" العقوبات الأميركية الى بلداننا.

كما أن مشكلتنا مع الدولار الأميركي، هي أنه حُوِّلَ الى أداة لممارسة الفساد، ولخلق طبقات اجتماعية فاحشة الثراء، تحت ستار مبادرات فردية، وحريات، وديموقراطية، وليبرالية... تصفّي البعوضة بالنّسبة الى الفقراء، وتبتلع الجمل بالنّسبة الى الأثرياء. وهو ما أسقطنا في عصور الرأسمالية المتوحّشة منذ عقود، ومن دون حلول.

ولكن هل يأتينا الحلّ من بوابة عملة "بريكس"، ودول تلك المجموعة، بالفعل؟ ما هي الفرص العادلة القادرة "بريكس" على توفيرها لشعوب مثلنا؟ وهل ان النظام العالمي الجديد والبديل الذي تطرحه دول تلك المجموعة، سيُزيل عصر الظّلم الاجتماعي حقّاً؟

بدولار ومن دونه؟

الخوف الأساسي هو من أن ننتقل من عصر حكم جيل من الفاسدين، استعملوا الدولار الأميركي في فسادهم، الى عصر جيل جديد "جائع" الى السلطة، والى حكم الأرض، والى استعمال عملة "بريكس" الجديدة (عندما تجهز)، وذلك من أجل ممارسة فساد جديد.

وخوفنا الأساسي هو من أن يتمكّن الفاسدون في بلداننا وحول العالم من التحوّل التدريجي من عصر الدولار، الى عصر عملات أو عملة عالمية جديدة، بسلاسة، فيزدادون فساداً، فيما يزداد الفقراء فقراً، فيكون الظلم الاجتماعي الحقيقة الوحيدة في تلك الحالة، بدولار أميركي، ومن دونه.

تنفّس حقدها...

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "دول مجموعة "بريكس" تهدّد هيمنة الدولار الأميركي، والولايات المتحدة الأميركية على العالم، بشكل جدّي. فتلك الدول تنفّس حقدها على أميركا، وهو الحقد نفسه الذي تسبّبت به واشنطن، بسبب سياستها التعسّفية التي خلقت العداوات لها في كل مكان".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الاتّفاقات الماضية التي جعلت الدولار الأميركي قوياً الى هذه الدرجة، مرّ عليها الزّمن. ومن المرجّح أن البديل من الدولار هو عملة "بريكس" الجديدة الموحّدة، عندما تجهز. ولكن الأمور لا تزال بحاجة الى تدقيق أكبر في هذا الإطار".

حقوق الإنسان

وردّاً على سؤال حول مدى الخوف من أن ننتقل من عصر جوع على حكم الأرض، وعلى ممارسة الفساد بواسطة الدولار الأميركي، الى عصر جوع آخر بواسطة عملة "بريكس" البديلة، فتُصبح المساواة والعدالة من أبرز الضحايا، أجاب المصدر:"الصين هي الدولة الوحيدة ضمن مجموعة "بريكس"، التي من الممكن أن تكون "جائعة" الى حكم الأرض بالفعل. وأما الدول الأخرى، فهي تريد أن تتخلّص من الإقطاع الذي تمارسه أميركا على العالم".

وختم:"الولايات المتحدة الأميركية باتت دولة مكروهة جدّاً. ولذلك، تعمل بعض الدول على الابتعاد عنها، رغم أن أميركا موجودة فيها. وهذا ليس من لا شيء، إذ إنها (أميركا) أكثر دولة تخالف ما تُنادي هي به. فهي أكثر دولة تُنادي بحقوق الإنسان، ومن أكثر البلدان التي تخرق تلك الحقوق".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا