أزعور مع "رئيس مهمة" وخارج الاصطفافات
لا يغيب اسم الوزير السابق جهاد أزعور عن ألسنة الكتل النيابية التي اقترعت له او تلك التي لم تمنحه اصواتها. وليس من اسلوب الرجل وادبياته الغرق في عالم الاعلام واطلاق التصريحات والمناورات ولا التفرغ لاصدار الردود ضد اي جهة حتى لو طاولته بسهامها خصوصا بعد جلسة الانتخاب الاخيرة وحصوله على 59 صوتا والتقاطع الذي التف حوله، ولا سيما من اكبر كتلتين مسيحيتين تتمثلان في "الجمهورية القوية" و "لبنان القوي" فضلا عن حزب الكتائب ونواب مستقلين حيث لم يتوقع خصومهم تلاقيهم هنا ولو مرحليا.
وعاد ازعور الى مقر عمله في صندوق النقد الدولي وهو لم ينقطع في اتصالاته مع الجهات التي سمته وانتخبته ومن دون ضجة اعلامية. وهو يعتبر انه في حال وصوله الى سدة الرئاسة سيعمل على التعاطي مع الجميع اذا توفرت النيات الحقيقية لانقاذ البلد واعادة ثقة العالم بالمؤسسات اللبنانية زائد الانفتاح الدولي المطلوب ومد جسور علاقات حقيقية مع الدول العربية. في اختصار ما يريده ازعور وما يطبقه على نفسه ان المطلوب "رئيس مهمة" للخروج من هذا الكم من الازمات في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد وان لا يخوض سياسة التحدي. ولم يقدم ازعور اي التزامات او تعهدات للكتل التي اقترعت له وهو على تواصل معها، ولا سيما بعد ان تبلغت منه مضمون خطته الرئاسية قبل انتخابه في الجلسة ال 12. وتقول هذه الكتل انها مستمرة في ترشيح ازعور وخصوصا كتل المعارضة التي لم تتجاوب مع رسالة الموفد الفرنسي جان- ايف لودريان وعلى رأسها كتلة "القوات اللبنانية". ولم يعلن "التيار الوطني الحر" في عز تواصله مع "حزب الله" بأنه تخلى عن أزعور مع التذكير انه ليس من عادة النائب جبران باسيل ومراسه كشف تفاصيل كامل اوراق خطته امام محاوريه من الاصدقاء ولا خصومه بالطبع ، فكيف اذا كانت كل هذه اللقاءات والاتصالات في درجة انتخابات رئاسة الجمهورية.
من جهته لا يعلق ازعور على الكلام الذي يقال ان الكتل التي أيدته" تلعب بأسمه" بل يعتبر انه يتلقى دعمها وتأييد ترشيحه في وقت يردد فيه المؤيدون للمرشح الوزير السابق سليمان فرنجية ان الداعمين لازعور لا يمكنهم ايصاله وانجاحة بل كل ما يفعلونه هو استغلاله وحرق اسمه والتخلي عنه في ساعة الجد الرئاسية او بالاحرى تلك التي ترسمها الدول الكبرى اذا ارادت ذلك على غرار " اتفاق الدوحة" مع فارق هذه المرة ان خريطة البرلمان قد تغيرت في الانتخابات الاخيرة وحلول عدد من اللاعبين الجدد.
في غضون ذلك لا يحيد وزير المال سابقا عن التأكيد على مسلمة يعتمدها في مسيرته السياسية والمهنية بأنه "خارج الاصطفافات وان البلد يحتاج بالفعل الى مخرج حقيقي ومدروس". ولا يخفي أزعور هنا التشديد على أيمانه بلبنانيته وعروبيته واستقلاليته التي يمارسها بالقول والفعل. ولا يرغب في الاتصالات معه بالتعليق على ما يدور في مصرف لبنان بعد انتهاء ولاية الحاكم السابق رياض سلامة وتسلم وسيم منصوري هذا المنصب بالانابة من اجل ان لا يصور ولا يفسر هذا الامر من زاوية وكأن ازعور في موقع من يعطي الدروس والارشادات وربطها بترشحه لرئاسة الجمهورية مع اشارته الى ضرورة ان يملك الرئيس المقبل برنامجا انقاذيا.
ويهدف أزعور من ذلك من وجهة نظر جهات تتلاقى مع الرجل لمنع اطلاق "النيران السياسية" عليه واستغلاله في معركة الرئاسة الاولى في وقت يعمل فيه كل فريق على الاتيان برئيس على قياس خياراته.
ويريد أزعور ان يثبت للجميع وكل من يهمه الامر بأنه صاحب مقاربة ورؤية مختلفتين عن المرشحين الاخرين مع اشارته الى احترامه الشخصيات المرشحة وعدم النيل منها. ويفهم من خلاصة الرؤية التي يمتلكها انه قادر من خلال تجربته على ادارة هذا النوع من الازمات في لبنان والمساهمة في ايجاد الحلول لها مع تيقنه ان هذا الامر لا يتحقق من دون حكومة فاعلة تضع برنامجا واضحا للسير على مندرجات اصلاحية وانتاجية. وثمة مسالة يمكن لازعور الاستفادة منها في حال انتخابه وهي قدرته على التواصل مع مختلف بلدان العالم انطلاقا من تجربته في صندوق النقد الدولي وتعاطيه مع اكثر من رئيس ومسؤول في هذه الدول.
ويتمنى هو ان يكون محل اجماع العدد الاكبر من النواب. ويمد يده للجميع والحد من كل الصراعات والخلافات المفتوحة بين الافرقاء التي لا تؤدي الى مساعدة اي رئيس ولا الخروج من نفق كل هذه الازمات.
في اختصار لا يحبذ أزعور الاستفاضة في الرد على التساؤلات والاستفسارات بعد تقديم رؤيته في الشكل المدروس والمطلوب انه مستعد لتحمل كامل المسؤوليات الملقاة على عاتق رئيس الجمهورية في حال انتخابه. وفي النهاية لن يوفر وسيلة في دعم لبنان وفي اي موقع حل فيه. ويدخل هذه المسألة في صلب التزاماته الوطنية. ولا ينسى لبنانه الذي ولد فيه ويشكل له منطلقه الاول وسيبقى في مسيرته على هذا المنوال ومن دون تراجع. ومن المتوقع ان يحضر ازعور الى لبنان قبل نهاية ايلول المقبل بعد جولة له في شمال افريقيا ومنها الجزائر وبلدان في المنطقة.
"النهار"- رضوان عقيل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|