بالفيديو- في سجن صيدنايا... العثور على امرأة عمرها 85 عاماً: "لا تتركوني"
باسيل: لا أحد يقبل أن يكون الحزب مسيطراً على البلد لكن لا أفق للتصادم معه
بدو ملامح الارتياح واضحة على جبران باسيل، هدوؤه يعكس ذلك، على الرغم من حيويته وكثرة حركته. يكاد الرجل يكون هو الأكثر قدرة على التحرك والحيوية على الساحة السياسية اللبنانية.
هو في ورشة دائمة، بحثاً عن أفكار أو مشاريع يتقدّم بطرحها، كان آخرها اللامركزية الإدارية الموسّعة والصندوق المالي الائتماني، يتفاوض بشأنهما مع حزب الله، وفي حال الوصول إلى تفاهم، يبدو الرجل مستعداً لتحمّل تكاليف انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، لكن بشرط أن يتم إقرار المشروعين بشكل واضح، وتتم عرقلتهما فيما بعد.
باسيل، الذي زارته «الجريدة» في منزله في البياضة بالرابية، بدا متصالحاً مع ذاته أكثر من أي وقت مضى في مقارباته السياسية وتقييماته لواقع البلاد، فالاختلاف مع حزب الله قائم، ولكن لا بديل عن الحوار والتواصل، ولا داعي لأن يؤدي هذا الاختلاف إلى صدام أو إلى توتر، لأن أي توتر يمكن أن ينعكس تدهوراً، كما كان حصل في الكحالة أو في غيرها، وهذا ما لا يتحمله لبنان على الإطلاق.
لا يكتفي باسيل بمتابعة التطورات الداخلية فقط، فهو أكثر من يشير إلى أن أي تطورات إقليمية ودولية يمكنها أن تنعكس على الساحة المحلية، ولطالما شدّد على أن أي حوار إيراني ـ أميركي، أو تطور في العلاقات السعودية - الإيرانية، سيفرض تهدئة في لبنان، ولذلك لا داعي للدخول في مواجهة أو العودة إلى الانقسام العمودي.
هذا الكلام لا يزال سارياً أكثر في هذه المرحلة، إذ يشدد على ضرورة الذهاب إلى توافق على انتخاب الرئيس وإعادة تكوين السلطة، مع التركيز على ضرورة استعادة التوازن السياسي، لا أن تكون كفة طرف سياسي مرجحة على حساب الطرف الآخر.
في السياسة المباشرة، يدخل باسيل إلى صلب الموضوع، فلا يرى أي تغيرات دراماتيكية قريباً على الساحة اللبنانية، لا اقتصادياً، ولا اجتماعياً، ولا مالياً ولا حتى أمنياً أو عسكرياً، سيبقى الوضع على حاله بانتظار الوصول إلى تفاهمات داخلية وخارجية تؤدي إلى إعادة إنتاج السلطة وفق قاعدة التوافق.
وينفي باسيل كل الكلام الذي يتحدث عن أنه يريد ضمانات سياسية أو في المواقع والمناصب والوزارات في العهد الجديد، في ظل التفاوض مع حزب الله، لانتخاب فرنجية، كما ينفي أي تفكير لديه بالمطالبة بالحصول على ضمانة بانتخابه رئيساً للجمهورية بعد 6 سنوات، كل هذا الكلام بالنسبة إليه مردود لأصحابه، والمسألة الأساسية عنده تتعلق بكيفية إنقاذ لبنان الذي وقع وأصيب نموذجه بإصابات قاتلة، ولا بدّ من التفكير في وضع رؤية مشتركة من شأنها أن تنقل البلاد من مكان إلى آخر، وهو ما يتمثل بمشروعَي اللامركزية والصندوق الائتماني، بما يمثلانه من تطور إصلاحي. وهو يرى أنه لا حاجة له للمواقع والمناصب، لأنها كلها قد حصل عليها في السابق، وكانت نتيجتها عكسية، وبالتالي لا يمكن إعادة التفكير بالأمر من هذا المنطلق.
ويشدد على أنه في حال وصل حزب الله وحركة أمل إلى قناعة بإقرار المشروعين المقدّمين، فحينها يوافق على انتخاب فرنجية، ومستعد لتحمّل كل التكاليف والتصدي لكل الحملات، لأن هذين المشروعين يمثّلان إنجازاً عظيماً للبنان، وليس لأي طرف سياسي على حساب الآخر.
لا يبدو الرجل واثقاً من إمكانية موافقة حزب الله وحركة أمل على إقرار المشروعين كما يريدهما، إذ لا بوادر تشير إلى ذلك.
وفي قراءة للمعطيات المتوافرة حالياً، لا يرى إمكانية لانتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، ولا إمكانية أيضا لانتخاب قائد الجيش جوزيف عون، معتبراً أن دولة قطر لا تحصر نفسها بخيار قائد الجيش فقط، إنّما المطلوب الذهاب للبحث عن مرشح ثالث يحظى بتوافق.
توازنات عنوان وسط: وهنا يشير إلى أن جهاد أزعور يمثّل الشخصية الأفضل لهذه المرحلة انطلاقاً من بروفايله واهتماماته، كما أن الرجل متوازن سياسياً ويعرف توازنات البلد بدقة، ولذلك وافقنا على تبنّي ترشيحه، وكان بإمكانه العمل بجدية على وضع خطة إنقاذية، بغضّ النظر عن كل الاعتراضات التي تساق بحقه.
ويؤكد أنه لم يسعَ إلى إحراق أزعور، إنما كان يشدد على حمايته وحماية ترشيحه بعدم تصويره كمرشح مواجهة لحزب الله.
لا أحد يمتلك تصوراً حول موعد إمكانية الوصول إلى تسوية، لكنّ باسيل يرى أن هناك جهات عديدة تراهن على حواره مع حزب الله للوصول إلى تفاهم، فيما بعض الجهات الإقليمية لا تؤيد خيار فرنجية، ولذلك تريد الوصول إلى تفاهم على شخصية وسطية، هذا الأمر يمكن أن يحصل بعد فترة من الوقت، خصوصاً في ظل معلومات عن ممارسة المزيد من الضغوط الدولية أو الأميركية على بعض القوى، مما سيدفع الثنائي الشيعي للذهاب إلى البحث عن خيارات بديلة.
في قراءته للمواقف الدولية حول لبنان، يعتبر باسيل أن الموقف السعودي الحالي، الذي يشدد على ضرورة إنجاز الإصلاحات المطلوبة، هو موقف يصب في المصلحة اللبنانية العليا، لأنه يفرض على اللبنانيين إقرار الإصلاحات والإقلاع عن التعاطي وفق الآليات السياسية السابقة.
ويبدي إعجابه بما يقوم به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، معتبراً أن لبنان يحتاج إلى مثل هذه الإجراءات الثورية الإصلاحية، مشيراً إلى ضرورة إصلاح العلاقات اللبنانية مع العالم العربي، و«هذا وحده سيكون كفيلاً باستعادة التوازن السياسي، لأنه لا أحد يوافق على أن يكون حزب الله مسيطراً على لبنان، وهذا يجب أن يحصل بناء على توافقات داخلية وخارجية، من خلال إعادة انتاج اتفاق سياسي يعيد الاعتبار للدولة ومؤسساتها، ولا يرتكز على مسألة مواجهة الحزب الصدامية والتي لن يكون لها أي أفق».
لا بد من الوصول إلى تسوية، وفق قراءة باسيل، وذلك بتوافر مقومات داخلية وخارجية لها، لأن البلد لا يمكن أن يكمل كذلك.
وبالنسبة إليه لا يجب انتظار الخارج، والأهم تركيز الاهتمام على إعادة التواصل مع كل المكونات، وفق رؤية جديدة يستعيد من خلالها اللبنانيون التوازن، وهذا ما كنا قد سعينا إليه لدى الاتفاق مع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، ولكن لأسباب كثيرة لم تنجح المحاولة، اليوم لا بدّ من الاضطلاع بصناعة تصور جديد بين المسيحيين والمسلمين، هذا جزء مما يفكر به للمرحلة المقبلة، من خلال التواصل مع كل المكونات، والتي كانت هناك خصومة بينه وبينها، لافتاً إلى ضرورة التواصل مع السنّة أيضاً، لإعادة صياغة تصوّر ورؤية جديدة للبنان، وذلك في حال تحسنّت العلاقات مع السعودية، لأنّ ذلك سيرخي ارتياحاً في الوجدان السنّي.
منير الربيع - الجريدة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|