الثنائي في السعودية: بداية تطبيع أم مجرد show off؟
من السعودية أطل حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري ومدير عام وزارة الاقتصاد محمد حيدر، كثنائي يمثل خطا سياسيا يبتعد أشواطا عن سياسة المملكة وكان حتى الامس القريب عدوا لدودا، قبل أن تأتي المصالحة الايرانية السعودية قبل أشهر وتقلب موازين القوى وتحول المسار من عداء بالمطلق الى تطبيع بالمفرق استعدادا لرسم خارطة طريق المنطقة بين الاقطاب.
منصوري الذي لبّى دعوة اتحاد المصارف العربية عبر المشاركة في فعاليات مؤتمر "الآفاق الاقتصادية العربية في ظل المتغيرات الدولية" المنعقد في السعودية وجد فريقه السياسي في المؤتمر فرصة ليُطل على المملكة كفريق يُريد فتح صفحة جديدة مع الخليج ويُلاقي المصالحة بين طهران والرياض بروح ايجابية، والعمل على طي صفحة الخلافات والمواقف المستعرة التي أطلقتها الماكينة السياسية والاعلامية لمحور الممانعة. وتُظهر حفاوة الاستقبال ومحور اللقاءات التي عقدها منصوري وعلى رأسها مع محافظ البنك المركزي السعودي اضافة الى مسؤولي مؤسسات مالية دولية وعربية ومصرفيين سعوديين، مدى اهمية الدور الذي يلعبه الثنائي في لبنان بالنسبة للمسؤولين في المملكة واقتناعهم بأن أي حل في هذا البلد لا يمكن أن يمر الا عبر حوار مع هذا الفريق وتحديدا حزب الله وفق ما تؤكد مصادر الثنائي التي تستبشر خيرا من زيارة الحاكم ومدير عام وزارة الاقتصاد، مشيرة في الوقت نفسه الى أن باب المملكة سيُفتح قريبا لمسؤولين من فريق الثنائي وربما نجد طائرة مسؤول أمني في حزب الله قد حطت على أراضي المملكة لاجراء مباحثات مع المسؤولين السعوديين خصوصا وأن مسار التطبيع الدبلوماسي بين طهران والسعودية انطلق ومعه انفتحت أبواب التبادل التجاري والاقتصادي.
تفاؤل المصادر يذهب ابعد من صورة منصوري وأبو حيدر ليصل الى امكانية اجراء لقاءات غير معلنة بين مسؤولين في السعودية وقيادات في الحزب لقيادة مرحلة انتقالية في لبنان، من هنا جاءت المواقف المُحايدة للسعودية في أكثر من ملف يؤثر على العلاقات اللبنانية اللبنانية وآخرها كانت الاشارات التي وجهتها المملكة للنواب السنة بعدم زج أسمائهم في عريضة المعارضة الاخيرة والبقاء ضمن دائرة النأي بالنفس ريثما تتوضح الصورة، وهي رسالة قرأها العدد الاكبر من هؤلاء النواب وعلى رأسهم نواب الاعتدال الوطني الذين يتقاطعون بمواقفهم مع الثنائي وعلى تواصل دائم مع الرئيس نبيه بري وهذا ما ظهر في لقاء الامس بين بري واعضاء التكتل الذين أيدوا من عين التينة دعوة بري الى الحوار.
في المقابل، لا ترى مصادر معارضة أي جديد يستأهل التوقف عنده بكل ما يتصل بدعوة منصوري الى السعودية، مؤكدة أن الثنائي يعمل على تسويق فكرة إظهار الرجل كبطل يسعى الى فتح خطوط التواصل مع أي دولة يمكنها مساعدة لبنان، والسعي الى ايجاد بدائل سريعة يمكنها تجنيب البلد الانهيار. وهذه الصورة النمطية بحسب مصادر المعارضة لا يمكنها تغيير جوهر المشكلة وهي وجود دويلة داخل الدولة تنشر أجنحتها العسكرية في أكثر من مكان وبالتالي تحاول اليوم استغلال المؤتمر لتوظيفه داخليا عبر تسويق فكرة الانفتاح العربي على الثنائي وهذا كله يأتي ضمن حملة show off تقودها مطابخ الثنائي ولن تأتي بأي جديد على مستوى العلاقة بين المملكة وحزب الله. بالرغم من كل ذلك يقول البعض ان منصوري يبقى كالطير المغرد خارج الطبقة السياسية و"فاتح عحسابو" عبر تطبيق القانون وهو ما يفسره البعض خروج عن كل الطبقة السياسية بما في ذلك الثنائي الشيعي المنزعج بعضه من أداء منصوري.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|