الراعي صاعد الى الجبل.. وبرّي راجع من "الحج"!
في سياق تكريس المصالحة التاريخية في الجبل التي حصلت في 3 آب من العام 2001، واقفال آخر صفحات حرب دموية ساهمت في تهجيرٍ وخسارة الكثير من ابناء المنطقة وشبابها، وذلك بفضل الجهود الجبارة التي ارساها مثلث الرحمات البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير، مع زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وطيهما معاً مرحلة الحرب الى غير رجعة.
اذاً، تحت شعار "الجبل بخير لبنان من شماله الى جنوبه بألف خير"، يزور رأس الكنيسة المارونية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الجبل بدعوة من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى يوم الجمعة 8 الجاري لتثبيت وحدة المنطقة بصلابة ووطنية جامعة، ولترسيخ العيش المشترك بين المسيحيين والدروز.
اما فيما خص برنامج الزيارة، سيكون هناك لقاء روحي لدى الشيخ أبي المنى في شانية، ويليه لقاء نوعي نخبوي في المكتبة الوطنية، من ثم غداء في المختارة عند الساعة الواحدة يقيمه على شرفه زعيم التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، يليه قداس في بيت الدين عند الساعة السادسة مساءً، ويختم الراعي زيارته بعشاء في قصر المير امين يقيمه على شرفه النائب السابق نعمة طعمة.
في هذا الوقت، يعيش البلد انقساما حادّاً بين كافة اركان القوى السياسية، وترتفع حدة التوتر والاحتقان السياسي الى مستوى لا مثيل له، وقد جاءت دعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي الى الحوار، وحظيت بتغطية كنسية ومسيحية من خلال التيار الوطني الحر، وجرعة جنبلاطية، وقبول من بعض النواب السنة، اضافة الى قوى مستقلة، فيما السؤال الذي يطرحه المراقبون، هل سيتطرق الراعي خلال المواقف التي سيطلقها بعد غد الى الاستحقاقات الحالية وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي والدعوة الى الحوار؟
تجزم اوساط كنسية في حديثها الى وكالة "اخبار اليوم"، أنّ سقف الزيارة سيكون وطنيّا جامعاً كبيراً.
ويبقى الوضع السياسي بأوّج اشتعاله، من خلال دعوة برّي الحوارية المستجدة، حيث يرى المراقبون السياسيون انّ القاصي والداني، يعلم انه في حال نجح برّي، بجمع الاضاد وجلوس المتخاصمين جنباً الى جنب، ستتحول طاولة الحوار الى "حلبة ملاكمة"، ولن تُفضي الى اية نتيجة. علما ان بري لن يزيح عن ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، على الرغم من ان هدف الحوار المُعلن الاساس، انتخاب رئيس جديد يحظى بالتوافق.
لكن ما هي ضمانة رئيس المجلس انّ الحوار سوف ينجح ؟ لا سيما وان آخر الحوارات التي حصلت وخرجت بـ "اعلان بعبدا" في العام 2012، والذي شدد على النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراع الذي يدور في محيطه، انقلب عليه الحزب قبل ان يجف حبره، اكثر من ذلك تسبب بإفشاله، وخرَقَهُ سريعاً، لأنه لم يناسب أجنداته، بحيث انخرط مباشرة في الحرب السورية.
شادي هيلانة – "اخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|