هل عكار جاهزة لتطبيق نظام الفدرالية؟
لا تزال تصريحات النائب في كتلة «الاعتدال الوطني» وليد البعريني عن الدعوة لتطبيق الفدرالية، تتفاعل في الأوساط السياسية، وقد أحدثت ضجة على مستوى عكار والشمال، لا سيّما أنها تطلق للمرة الأولى على لسان نائب سنّي من عكّار، وفي مرحلة بالغة الدقة من تاريخ هذا الوطن.
فالفدرالية كنظام حكم، وعلى الرغم من أن لا توافق وطنياً عليها، إلّا أن أطرافاً مسيحية كانت قد نادت بها سابقاً، كأسلوب حكم يمنع تسلّط طائفة على أخرى، أو منطقة على أخرى، في بلدٍ منقسم كلبنان. وترى الأطراف المعارضة لهذا النوع من الحكم أنه مسعى نحو التقسيم، بينما هناك من يعتبره ضرورة في بلد منقسم، لا يملك السيادة على كامل أراضيه، ولا تسمح سلطته بتطبيق العدالة الاجتماعية على جميع مناطقه.
على العموم، ترى أوساط أنّ أحد أهم بنود اتفاق الطائف وهو دستور لبنان، هو اللامركزية الإدارية. وتضيف: «إن تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة، هو بمثابة فدرالية، تعطي للمناطق حقّها بالدولة وتحقق الإنماء المتوازن». لكن ثمّة من يتساءل: هل محافظة محرومة مثل عكار جاهزة لتطبيق نظام الفدرالية؟ لا سيّما أنّها ترجع إلى العاصمة المركزية في كلّ شؤونها المتعلّقة بالدولة تقريباً؟ ولماذا طرح البعريني هذه المسألة في هذا التوقيت؟ هل نتج ذلك عن قناعة؟ أم أنه مجرّد موقف أتى على خلفية استحقاق تشكيل الحكومة؟
يعتبر البعريني في حديثٍ لـ «نداء الوطن» أنه كانت لكل الطوائف تجربتها، وحاولت أن تحكم في لبنان. وتساوت جميعها في الخسارة، وذلك، لأننا لا نريد أن نتصارح ونتوافق ونتساوى تحت سقف الدولة».
ويضيف: «بتنا في لحظة نحتاج فيها للجلوس مع بعضنا، والحديث من دون سقوف ومن دون أن يخوّن الواحد منا الآخر، وبدون التهديد بحرب داخلية، ولا أن ننتظر الخارج ليجبرنا على الجلوس». وعن طرحه للفدرالية يشدّد البعريني على «أن في الطرح اتحاداً لا تقسيماً كما يحلو للبعض أن يصوّر لأسباب خاصة. وربّما باتت هناك ضرورة كي ينال كلّ طرف حقّه من الدولة المركزية، بغض النظر عن عدده وقوّته وارتباطاته».
ويتابع البعريني: «نحن السنّة دعاة الطائف ونشدّد على تطبيقه. ومن منعوا تطبيقه، هم من يسعون للتقسيم. ونطالب باللامركزية الموسّعة، وندعو لنقاش جادّ يسقط كل الحواجز بين اللبنانيين. بعضهم يقول: الفدرالية تصحّ في سويسرا ولا تصحّ في بلدنا، وهذا ليس الحقيقة. لذلك، ندعوكم إلى الحوار، ولنعتمد الفدرالية الملبننة، ونختار ما يتناسب مع بلدنا. كلنا نشاهد المنطقة إلى أين تذهب، فلماذا نغمض عيوننا ونصمّ آذاننا؟ وإذا كنا نريد الفدرالية، فإننا نريدها فدرالية حلّ لا فدرالية تقسيم أو حرب. نريدها لتحقيق الإنماء المتوازن، ولإسقاط المتاريس، ومنع التقسيم لا لتكريسه، لأن سياسة الدولة المتّبعة في دعم منطقة أو طائفة على حساب مناطق وطوائف أخرى، هي التقسيم بحدّ ذاته».
مايز عبيد-نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|