لجنة التحقيق الدولية "كذبة"... نتنياهو ينفي ويرد!

ردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعنف على تقرير الأمم المتحدة الذي أعلن دخول قطاع غزة في مرحلة المجاعة، واصفاً إياه بأنّه "كذبة واضحة" و"افتراء دموي معاصر".

وقال مكتب نتنياهو في بيان: "تقرير لجنة التحقيق الدولية ليس تحليلاً بل كذبة واضحة. إسرائيل لا تُجَوّع الفلسطينيين في غزة، بل تمنع عنهم الجوع. الرهائن الإسرائيليون هم الوحيدون الذين يعانون من الجوع الحقيقي في غزة"، مضيفاً أنّه منذ بداية الحرب تم إدخال ما يقارب مليوني طن من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، أي بمعدل أكثر من طن لكل مواطن.

وشدد البيان على أنّ إسرائيل ستواصل إدخال المساعدات الإنسانية "للمدنيين في غزة"، في الوقت نفسه الذي تواصل فيه "القضاء على آلة الإرهاب حماس"، على حد تعبيره.

في المقابل، أكّد تقرير أصدرته شبكة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، وهي المرجعية الدولية في تقييم الأزمات الغذائية، أنّ قطاع غزة يعيش فعلياً حالة مجاعة، محذّراً من أنّ نطاقها قد يتسع ليشمل محافظة دير البلح في وسط القطاع وخان يونس جنوباً بحلول نهاية أيلول المقبل.

وبحسب بيانات التقرير، فإنّ أكثر من 500 ألف شخص يواجهون ظروف "المرحلة الخامسة" من انعدام الأمن الغذائي، وهي الأخطر وتُعرَّف بالمستوى الكارثي. كما أنّ نحو 1.07 مليون شخص، أي ما يعادل 54% من سكان القطاع، يعيشون حالياً في ظروف "المرحلة الرابعة" الموصوفة بـ"الطوارئ".

وتوقعت الشبكة أنّه بين منتصف آب ونهاية أيلول 2025، سيرتفع عدد من يواجهون المرحلة الخامسة الكارثية إلى نحو 641 ألف شخص (ثلث سكان القطاع)، فيما سيصل عدد من يواجهون المرحلة الرابعة إلى حوالي 1.14 مليون شخص. وأوضحت أنّ هذه الأرقام قد تكون أقل من الواقع نتيجة صعوبة جمع بيانات دقيقة من شمال غزة بسبب القيود الإسرائيلية على الوصول، فضلاً عن استبعاد سكان رفح من التقديرات بعدما باتت شبه خالية من المدنيين.

ويأتي هذا السجال بينما يواجه القطاع منذ أشهر ظروفاً إنسانية هي الأسوأ منذ عقود، في ظل الحرب المستمرة منذ 7 تشرين الأول 2023، وما تبعها من حصار خانق ودمار واسع في البنية التحتية، ما دفع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر وأطباء بلا حدود إلى التحذير من انهيار تام للنظام الصحي والغذائي في غزة، واعتبار الوضع الراهن أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم المعاصر.