اتفاق تعاون بين وزارة الزراعة اللبنانية ومؤسسة SEAL لدعم المزارعين
بوساطة روسية.. دمشق تتبنّى توجهاً جديداً للتقارب مع العلويين
قالت مصادر سياسية سورية، إن حكومة الرئيس أحمد الشرع تسعى لتحقيق تقارب مع الطائفة العلوية، في توجه جديد يأتي كنتيجة للمباحثات التي أجراها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في موسكو أواخر الشهر الماضي، والتي أثمرت قبل أيام عن تقارب مماثل مع أبناء الطائفة المسيحية توّج بزيارة بطريرك الروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي إلى القصر الجمهوري ولقائه الرئيس أحمد الشرع.
وكشفت المصادر، في حديثها لـ"إرم نيوز"، عن "اهتمام" الشرع بملف العلويين، حيث وجّه بضرورة البدء بحوار مع ممثلي الطائفة ووجهائها، للوصول إلى حلحلة العُقد في العلاقة الشائكة بين السلطة والطائفة، والتي تعقّدت عقب المجازر التي شهدها الساحل السوري في مارس/ آذار الماضي.
وذكرت المصادر أن أبرز المؤشرات على التوجه الجديد هو الاجتماع الأخير لقائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، مع وفد من أبناء الطائفة العلوية في المحافظة، للمرة الأول منذ شهر يناير الماضي، حيث انقطع التواصل منذ المجازر التي شهدها الساحل السوري في مارس/ آذار الماضي.
وفي مؤشر يمكن وضعه في السياق نفسه، بدأت قناة "الإخبارية السورية"التابعة للحكومة في اليومين الماضيين باستضافة شخصيات علوية، لأول مرة منذ انطلاق بث القناة قبل حوالي 4 أشهر.
دور روسي قوي
تفيد المصادر أن روسيا تلعب دورا كبيرا في التطورات الأخيرة، ومحاولات السلطة السورية الانفتاح على المكونات السورية، بهدف تصحيح مسار العلاقة معها. مشيرةً إلى أن هذا المسار بدأ مع المسيحيين قبل أيام عبر زيارة الأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع إلى البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، ومن ثم استقبال الرئيس السوري للبطريرك بحفاوة في القصر الجمهوري.
وتفيد المصادر بأن النصائح والوساطات الروسية شملت علاقة السلطة مع كل الأقليات بما فيها العلويين والدروز والأكراد.
وكان مصدر مطلع أبلغ "إرم نيوز" على طبيعة المباحثات التي دارت في موسكو خلال زيارة وفد سوري رفيع إلى سوريا، ضم شقيق الرئيس، ماهر الشرع، ووزيري الخارجية والدفاع السوريين، بأن الجانب الروسي تقدم بعدة مطالب إلى الوفد السوري .
وكشف المصدر أن المطالب الروسية تركزت على إعادة ضباط من نظام الأسد إلى الجيش السوري الحالي، خاصة أولئك الذين تربطهم علاقات قوية بموسكو. كما طالب الروس بإعادة تعيين ضباط أمن من العلويين والدروز لإدارة الأمن في المناطق ذات الأغلبية العلوية والدرزية.
وقال المصدر إن روسيا طلبت أيضاً من الوفد السوري، توقيع اتفاقيات جديدة تمنح روسيا الوضع القانوني الكامل على قواعدها العسكرية في الساحل السوري.
ووفقاً لمراقبين، تشير التحركات الروسية الأخيرة في الساحل السوري، إلى أن المباحثات التي جرت في موسكو كانت نتيجتها إيجابية على الوجود الروسي في سوريا، خاصة في الساحل السوري، متوقعة بالمقابل أن تلعب روسيا دورا إيجابيا لصالح دمشق، داخليا، وعلى المستوى الدولي.
لقاء أثار انقساما
اللقاء الأخير بين ممثلي السلطة في اللاذقية ومشايخ ووجهاء من الطائفة العلوية لم يحظ بالقبول في أوساط العلويين، إذ أثار انقساما واسعا بين أبناء الطائفة.
ورغم إبراز السلطة للقاء مع "الوفد العلوي" والترويج له كتوجه جديد "يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الأمنية والمجتمع المحلي، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار، وتطوير آليات العمل المشترك لمواجهة التحديات الأمنية، والحفاظ على السلم الأهلي"، فإن الطرف المقابل وهم "العلويون" استنكروا اجتماع المشايخ بممثلي السلطة، إلى الحد الذي دفع أحد المشايخ المعروفين إلى كتابة بيان يبرر فيه الاجتماع، بعد أن تعرض لهجوم من قبل شريحة واسعة من العلويين اتهمته مع باقي أعضاء الوفد ببيع دم العلويين "الذي لم يجف بعد".
الشيخ ذو الفقار غزال، وهو ابن شقيق رئيس المجلس العلوي غزال غزال، قال إن حضوره للاجتماع لا يعبر بالضرورة عن موقفه ورؤيته، مضيفا "مثلي لا يبيع قضيته ولا يبيع مسؤوليته".
وقال ذو الفقار غزال: "جلست مجلساً مطلبياً لا مجلساً تجارياً، طرحت فيه هموماً وحاجات حمّلني إياها كثير منكم، وألقيت الأمانة عن عاتقي وأسمعت من يسمع ويقرر". مضيفا "لم يؤذني من شتمني وسبّني متحمساً مستعجلاً إلا بسوء ظنه، أما من له قصد غير العتب فهذا لا يؤذيني أصلاً"، حسب بيانه.
"أشياء لا تُشترى"
السياسية السورية منى غانم، المتحدثة باسم المجلس العلوي حاليا، انتقدت بدورها الشخصيات التي قبلت بلقاء ممثلي السلطة وسخرت من التوجه الجديد لحكومة دمشق، حيث قالت: "استفاقت حكومة الأمر الواقع متأخرة على أهمية ملف الأقليات، و ربما أتت هذه الاستفاقة بعد زيارة الشيباني إلى موسكو، أو ربما بعد ما فعلته إسرائيل لمنعهم من إبادة الدروز".
ولفتت غانم إلى أنه رغم محاولات السلطة الأخيرة للتقارب مع العلويين، "لم نرَ حتى الآن السلطة تعاقب أي من مرتكبي المجازر، فيما ما زال القتل و التفقير و التهديد مستمر على أبناء الطائفة العلوية".
وخاطبت ممثلي الطائفة الذين حضروا الاجتماع بالقول "لما كانت هذه السلطة لا تهتم لا بالقانون الدولي و لا بالقوانين السورية، نقول لمن يريد المصالحة مع السلطة دون أي مقابل للعلويين: حسب قانون العشائر التي يحترمها و يبجّلها رئيس السلطة لا مصالحة قبل الاعتذار ودية الضحايا".
وأوضحت منى غانم "أنا ضد المصالحة و الاعتراف بأي إمكانية للتفاهم، فنحن لسنا أقل من باقي المكونات السورية".
وختمت بالبيت الشهير للشاعر أمل دنقل: "أترى حين أفقأ عينيك.. ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى.. هي أشياء لا تشترى".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|