هل يقبل الدروز بالانفصال؟
لم يكن تفصيلاً أن يرفع المتظاهرون في السويداء صورة الشهيد كمال جنبلاط، مع كل ما تحمله من رسائل ودلالات بعد 46 عاماً على استشهاده، وفي اللحظة التاريخية التي يمرّ بها جبل العرب على وقع الاحتجاجات التي بات من الواضح أنها تعدّت الملف المطلبي المعيشي.
ومع رفع صورة كمال جنبلاط في جبل الدروز، وعند المفترق الحرج الذي يمرّ به، يعود ليحضر المشروع الاسرائيلي في العام 1967، والذي قام على محاولة إنشاء دولة درزية مستقلة تمتد من الشوف حتى الجولان فجبل العرب مروراً بالبقاع الغربي وحاصبيا وراشيا، ويكون للدروز على أساسها كيانهم المستقل.
كان المخطط يقوم على دغدغة مشاعر الدروز واستدراجهم الى إنشاء كيانهم الطائفي ليكون مبرّراً لقيام الكيان اليهودي، على أن يقابلهما أيضاً دولة مارونية. إلا أن المشروع لم يُكتب له الحياة، ولعب كمال جنبلاط الدور الأساس في إسقاطه بعد الخدمة الجليلة التي قدّمها يومها "الكمالَين"، والمقصود بهما المحامي كمال أبو لطيف من بلدة عيحا - راشيا، وكمال كنج من مجدل شمس - الجولان، اللذين فضحا المخطط الصهيوني الذي حاولوا رسمه معهما في روما.
ومع استمرار التظاهرات في السويداء، عادت بعض الأصوات لتحذّر من مشاريع انقسامية يُخطّط لها من بوابة الجنوب السوري، في مشهد أشبه بوضعية الأكراد في الشمال، والغمز دائماً من قناة قوى خارجية تضغط بهذا الاتجاه وتشجيع الدروز على الانفصال.
ولكن هل الأجواء مؤاتية لهكذا مشروع؟ وهل تقبل القوى الدرزية في المنطقة بمثل هكذا مخطط أن يبصر النور؟
الأنظار تتجه بطبيعة الحال الى موقف وليد جنبلاط، صاحب مروحة العلاقات الدولية الواسعة، والداعم منذ اللحظة الاولى للثورة السورية، واليوم للتحركات في السويداء. وكان له تعليق على الصور التي انتشرت لمتظاهرين يرفعون صورة والده الشهيد بالقول بلسان أهل جبل العرب: "يا حيالله".
وبالعودة إلى أرشيف مواقف جنبلاط، يبرز تشديده الدائم على رفض أي مشروع درزي مستقل، ودعواته للتواصل مع عرب 48 هو من باب تعزيز التواصل لا الاتجاه نحو هكذا مشاريع، وأما دعمه لأبناء السويداء واتصاله بشيخ العقل حكمت الهجري فهو في سياق وقوفه الى جانب الثورة السورية منذ اللحظة الاولى في العام 2011... فأي موقف لجنبلاط اليوم تجاه مشاريع قد تحاول خطف الدروز الى مثل هكذا مغامرات؟
مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي تؤكد عبر موقع mtv أن "خيار جنبلاط معروف، وكان واضحاً في تغريدته التي حذّر فيها من اليمين الصهيوني وبعض الأصوات التي تصدر في الولايات المتحدة الأميركية وغيرها، والتي تحاول اللعب على وتر التحركات في السويداء ومحاولة إعادة إحياء مشروع الدولة الدرزية".
وشدت المصادر على أن "من أولويات جنبلاط التصدّي لهذا المشروع، وكان قد تصدّى له في لبنان أثناء محاولات إنشاء كانتونات درزية ومارونية وغيرها. وهو يعي أن هذا الأمر يمكن أن يتكرر في أي لحظة قد تشكل فرصة لليمين الصهيوني. ولذلك كان تنبيهه للدروز منذ العام 2011 وتأكيده على وحدة الشعب السوري وأن هذا الشعب واحد ومطالبه وثوابته واحدة، ومَن يحاول اليوم تشويه موقف أبناء السويداء من باب التهويل بالتقسيم إنما هو يحاول التلطي خلف هذا المشروع، مع أهمية التنبّه له، وذلك لضرب الحراك في السويداء"، مؤكدة ان الحراك في السويداء واعٍ.
"رفع صورة كمال جنبلاط في السويداء هو أكبر دليل على أن الجبل أبعد ما يكون عن مشروع أسقطه هذا الرجل. وأهالي السويداء برفعهم صورة كمال جنبلاط إنما يرفعون ما عمل لأجله هذا الرجل، أولاً في مواجهة المشروع الاسرائيلي وثانياً في مواجهة النظام السوري"، تختم المصادر.
نادر حجاز - موقع mtv
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|