الصحافة

انتظروا "حزب الله" في تل أبيب

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

السؤال من داخل اسرائيل "اذا كان باستطاعة المقاتلين الفلسطينيين، بالرغم من ظروف الحصار، ومن غياب أي تضاريس طبيعية، اختراق الحائط الفولاذي حول غزة، والاستيلاء على المستوطنات، هل يكتفي "حزب الله"، اذا ما اندلعت الحرب، باحتلال الجليل، أم يكمل طريقه الى تل أبيب ؟".

منذ حرب عام 2006، لم تتوقف التعليقات، ولا الهواجس الاسرائيلية حيال القوة العسكرية للحزب (بعض مواقع التواصل تساءلت ما اذا كان الحزب مهندس سيناريو عملية السبت) . ثمة دراسات حول الأدمغة التي تعمل في مجال صناعة الصواريخ والمسيّرات، اضافة الى متابعة أداء مقاتلي الحزب ضد الفصائل السورية، ان في سفوح السلسلة الشرقية، أو في داخل المدن، ما أكسبهم خبرة ميدانية ما برحت تهز العقل الاسبارطي في اسرائيل.

استطراداً، وحيال العجز الذي ظهر في منظومة القبة الحديدية، كيف لاسرائيل أن تواجه آلاف الصواريخ، والمسيرات، التي تنطلق من كهوف داخل الجبال، وتستهدف القواعد الجوية، ومحطات الكهرباء والماء، وحتى المستودعات النووية التي بيعت اسرارها لأكثر من جهاز استخبارات.

الدراسات تحدثت كثيراً عن الثُغر التي تعتري أداء الجندي الاسرائيلي ابان المواجهة . منها اعتماده المطلق على الطائرات، والدبابات، ما يحد من قدرته على التصرف لدى الالتحام مع العدو، لا سيما في حال الحد من نشاط سلاحي الجو والمدرعات.

لم يعد الجندي الاسرائيلي يذهب الى المعركة كمن يذهب، مع صديقته، في نزهة صباحية. الأبحاث، ومنذ أيام رئيس الأركان غابي اشكنازي، تشير الى "نقص في الملاءة السكولوجية" حتى لدى عناصر القوات الخاصة، نتيجة الصدمة التي أحدثتها حرب 2006 في لبنان.

بالحرف الواحد، وكما قال معلق عسكري، "كان الجندي يفاجأ بكل شيء، حتى أن تقريراً لأحد الضباط حفل باللحظات الدرامية . حين كنا نشعر كما لو أن رياحاً هوجاء تبعثرنا على الطرقات" !

هنا تتجلى البربرية الاسرائيلية بأقصى صورها. تغطية الفشل الميداني بالضرب الساحق للأهداف المدنية. تماماً كما حدث في جنوب لبنان أو في جنوب بيروت. القتل ثم القتل، للتاثير النفسي على مقاتلي العدو، اذ حين تنهار الجدران، ولو من الفولاذ، ينهار الرجال.

الصدمة كانت مدوية لدى القيادة الاسرائيلية . الصحف ألمحت الى التقصير العارم من قبل الأجهزة الأمنية في اكتشاف الخطة قبل تنفيذها . بنيامين نتنياهو دعا الى جلسة لمجلس الوزراء، في الساعة الواحدة، أي بعد نحو 8 ساعات لبدء العملية. ربما ريثما يستفيق الجميع من الصدمة، وتبدأ المجزرة ضد المدنيين.

لكنه الانكسار الاسرائيلي . لم يعد المعلقون يتحدثون، عقب أن تحطمت في جنوب لبنان مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، عن "الاسطورة الاسرائيلية"، وقد تحطم مابقي منها يوم أمس. نعلم كيف كان وضع بنيامين نتنياهو في تلك الساعات حتى بدا كما لو أنه يتلمس رأسه، لكننا لم نر أثراً لمحمود عباس. هل انتقلت اليه عدوى الصدمة كما انتقلت الى بعض الحكام العرب؟

لا شك أن رئيس السلطة الفلسطينية (أي سلطة؟) رأى المستوطنين يفرون، مذعورين، الى الداخل. هل تذكر، في تلك اللحظات، وصية ياسر عرفات له بتعليب الشعب الفلسطيني، والعيش تحت نجمة داود؟

هذه القيادة البالية التي يفترض أن تزول ـ أو تزال ـ في الحال، وقد أثبتت الى أي مدى بلغت في التواطؤ بينما تمضي الميركافا في القتل، والاقتلاع، والتدمير ...

هذا السبت الرائع (السبت الأسود لدى الاسرائيليين) أظهر أن القضية الفلسطينية لا تزال في أيدي الفلسطينيين لا في أيدي أولئك الحكام الذين كل ما يعنيهم البقاء على عروشهم التي لم تعد تليق حتى بالعناكب ...

دماء كثيرة في عالم العرب عادت الى الغليان، بعدما كان ورثة يوشع بن نون يفاخرون بالاقتراب من تلك اللحظة التي يبكي فيها قادة العرب على قبر راحيل.

يوم استيقظت فيه حتى عظام الموتى في فلسطين. متى تستيقظ عظام يعرب بن قحطان؟

نبيه البرجي - الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا