الصحافة

"حرب المنابر" بحضور عبداللهيان وغياب نصرالله

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بدا من الملحوظ والملاحظ على مستوى الأروقة السياسية هذا "الكمّ المتلاحق" و"الإغداق المتواصل" من التصاريح الإعلامية المعبَّر عنها على نطاق وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان خلال زيارته إلى لبنان، كأن تحوّلت البلاد "طاولة مِنْبَرٍ" أُطلقَت منها "منصّات كلامية" تتمحور حول تأكيد طهران ما أعربت خلاله عن جهوزية #"حزب الله" و"استعداده للردّ" على إسرائيل. وإذ أثارت هذه التعابير استنكار #قوى المعارضة اللبنانية معبّرة عن الشجب الصريح والتوجّس المندّد حيال ما صدر عن الخارجية الإيرانية، فإنّ تساؤلاتها شملت في الموازاة أسباب انحسار الخطابات المتلفزة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مقارنة مع "أزمنة عادية" كانت مواقفه فيها أكثر بروزاً... السؤال "أين نصرالله؟" طرحه رئيس "المجلس الوطني لرفع الاحتلال الأيراني عن لبنان" #فارس سعَيْد، قارئاً نوعاً من "الارباك الحاصل لأن حضور نصرالله الإعلامي لإعلان الحرب سيؤدي إلى تحميله مسؤولية القرار أمام بيئته واللبنانيين جميعاً، وإذا كثّف ظهوره الإعلامي لمجرّد الكلام عندئذٍ سيفقد حضوره.. ما يجعل جميع القوى أمام مفصل".

وبالنسبة إلى ملاحظات فارس سعَيْد التي يعبّر عنها لـ"النهار" حيال طبيعة المرحلة، إنّ "جزءاً من المعركة الدائرة إعلامية الطابع ويُحاول أيّ فريقٍ خلالها إبراز مأساته وكبوته أمام الرأي العام العالمي. وقد دخل الإسرائيليون والفلسطينيون في سباق حيال تظهير سقوط ضحايا مدنيين من الجانبين. وما سيحدّد مسار المعركة خارج الاطار الإعلامي هو قياس مدى إصرار إيران على مبدأ وحدة الساحات، فإذا أصرّت على معادلة مماثلة رغم وجود الأساطيل الأجنبية في البحر، ستدخل وتُدخِل المنطقة في ما يُشبه حرباً عالمية ثالثة غير معروفة النتائج مع ترجيح خسارة طهران. وإذا لم تطبّق نظرية وحدة الساحات، ماذا ستُخبر بُعَيد انتهاء المعركة مع استخدام اسرائيل الدعم الأكبر لها ودخولها على غزّة في غياب تحرّك أذرع إيران في المنطقة؟". ويضيف، "لم يركّز أيّ مكوّن على احتساب نتائج معركة غزّة السياسية على المدى الطويل التي يبدو أنها لن تكون لمصلحة إيران التي تتمنى انتهاء المعركة بما يشبه إعلان القرار 1701 بين حماس وإسرائيل، ما يجعلها تُبقي على حماس في الحدّ الأدنى كحركة محاورة. بينما نحن نعتبر أنّ مأساة الشعب الفلسطيني يجب أن تؤدي إلى حلّ الدولتين".

تصاعُد تصاريح عبداللهيان الاعلامية في موازاة انحسار تصاريح نصرالله، لحظه أيضاً #تكتل "الجمهورية القوية"؛ ويقول النائب #سعيد الأسمر إن "القرار النهائي للحرب والسلم تحتكره إيران وفي حضور الوزير الأصيل لا داعي لتصريحات أخرى من الأمين العام لـ"حزب الله". وتضاؤل ظهوره الإعلامي قد يكون في انتظار تظهّر كيفية تطوّر الأوضاع في وقت بات الوضع على فوهة بركان ولا يحتمل قرارات شعبوية".

ومن ناحية قراءة قوى التغيير لتحليل انحسار الظهور الإعلامي لنصرالله وتقلّص تصاريحه، يقرأ النائب #وضاح الصادق أنه "يأتي من منطلق إما عدم توفّر معطى للتصريح وإما تجنّب التحدّث في مواقف غير واضحة من شأنها استكمال خطاباته السابقة تحت شعار توحيد البندقية. ويتمثّل الاحتمال الثاني في انتظار "حزب الله" اللحظة المناسبة لإعلان بداية المعركة. ولا يغيب اعتبار الحرب الدائرة معركة على مستوى دولٍ بحضور عبداللهيان في لبنان وتولّيه إصدار المواقف كسبب يمكن أن يؤدي إلى تقلّص حضور نصرالله".

في المحصلة، يقول النائب الأسمر لـ"النهار:" إن "ما جرى في الأيام الماضية كان أشبه بتوجيه عبداللهيان رسائل انطلاقاً من سوريا ولبنان وسط تحكّم إيران في زمام اللعبة على المستوى اللبناني. وأمام هذه المعادلة، ليس علينا كنوّاب سوى إعلاء الصوت بعد الأزمات التي يعيشها الداخل اللبناني نتيجة دوّامة انهيار متلاحق والمطالبة في انتخاب رئيس للجمهورية في غياب ترف الوقت. وتُعتَبر غالبية من المكوّنات اللبنانية ضدّ منهاج فريق "الممانعة" التي تعتمد لبنان منصّة إطلاق رسائل إعلامية وعسكرية وسياسية، مع الإشارة إلى تضامننا مع القضية الفلسطينية، لكن القرار الداخلي يجب أن ينحصر على نطاق الدولة اللبنانية". ولا يغيب عن قراءة الأسمر، التأكيد "أننا نُدرك جيّداً أنّ احتكار قرار السلم والحرب لبنانيّاً في متناول إيران وسط استقالة الدولة اللبنانية واعتكافها عن أداء مهمّاتها وانتفاء حضورها وسيطرة "حزب الله" بدءاً من استخدامه المواقع الدستورية التي لا تزال منها تابعة لمحور "الممانعة" مع تعطيله إعادة تداول السلطة بعد الانتخابات النيابية الماضية".

وفي الاستنتاج العام للنائب الصادق لـ"النهار"، "تحاول إيران رفع السقف والقيام بجولة لمحاولة تهدئة الأوضاع الحاصلة ومحاولة استيعاب التطوّرات الحاصلة انطلاقاً من المنبر اللبنانيّ واستخدام الورقة اللبنانية بغية محاولة تحصين مصالحه والتسويات الخارجية التي يقوم لها. وتحوّل وزير الخارجية الإيرانية إلى أشبه بالناطق الرسميّ الذي يُمثّل محور "الممانعة". وإذ يتبع "حزب الله" إلى مجلس الشورى الإيراني، يمثّل وزير خارجية الدولة صاحبة القرار محوراً بأكمله ويستلم زمام المبادرة متحدّثاً في وضوح أنه يمثّل ذلك المحور، ما لا يفاجئ مع انتقال النزال من صراع محاور إلى صراع دولٍ ومحاولة حجز إيران لمكان لها في المفاوضات من خلال رفع السقوف".

"النهار"- مجد بو مجاهد

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا