الصحافة

"كلّون يعني كلّون"... شعار خسّر انتفاضة 17 ت1 جمهوراً كبيراً هو جمهور أحزاب!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

دخلت انتفاضة 17 تشرين الأول سجلات الذكريات اللبنانية بسرعة قياسية، أي خلال وقت قليل من انطلاقتها. وهذا لم يَكُن بسبب انتشار جائحة "كوفيد - 19" فقط، ولا بسبب القمع والعنف حصراً، بل لأن "الثوّار" تركوا الثورة وحيدة في الشارع، بأشكال كثيرة.

"صحة الديموقراطية"

ومنذ شرارتها الأولى، تفاخر البعض بأنها ثورة لا قيادة لها، أو بأن قيادتها مستترة، بحدّ أدنى. فهل كان ذلك صدفة، أو لأن الطبقة السياسية والحزبية التي ثار الناس عليها، وعلى ممارساتها وفسادها، وعلى عقود حكمها الفاشل، هي التي كانت القائد الفعلي للتحرّك الشعبي بشكل مستتر؟

فلماذا هذا التكتُّم المستمرّ على القيادة الحقيقية لانتفاضة 17 تشرين الأول 2019، رغم فشلها، ورغم مرور سنوات على هذا الفشل؟ وهل ان سبب ذلك هو "الدولة العميقة" في لبنان، التي تجلس على الكراسي، والتي تستثمر هي نفسها بالأزمات وبفقر الناس، فيما تبتدع الانتفاضات من حين الى آخر كإشارة تقول من خلالها إن "صحة الديموقراطية" في لبنان سليمة 100 في المئة؟

حيوية شعبية

رأى الوزير السابق رشيد درباس أنه "لا بدّ من تسجيل أن الشعب اللبناني عبّر عن نفسه بقوّة في مناسبتَيْن متباعدتَيْن، أوّلها كانت في 14 آذار عام 2005، والثانية في 17 تشرين الأول عام 2019. وهذا دليل على حيوية هذا الشعب، لأن الناس عندما خرجوا من منازلهم الى الشارع، فعلوا ذلك لوحدهم، ومن دون تنظيم أو ترتيب، فدخلوا وجدان كل بيت من الطفل الى المسنّ".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الانتفاضتَيْن أُحبِطَتَا نظراً لغياب قيادات قادرة على أن تستثمر بالحالة الشعبية التي نتجت عنهما. ففي 14 آذار 2005، تبنّت قوى سياسية تقليدية بمعظمها مصالح الناس، بالخطاب السياسي الذي تحدثت عنه، وذلك قبل أن تتفرّق تدريجياً كل واحدة منها في "دكانها" الخاص، وهو ما أنهى الزخم الشعبي آنذاك. وهذا ما أدى الى إنهاء انتفاضة 14 آذار، وحوّلها الى ذكرى. وأما انتفاضة 17 تشرين الأول فكانت حقيقية أيضاً. فقد انطلق الناس بحبل بشري من الجنوب الى الشمال تعبيراً عن وحدة الشعب اللبناني، ولا أحد يمكنه أن يزعم فضله بإطلاق شرارتها الفعلية، إذ حتى الضريبة على "واتساب" لم تَكُن سوى النقطة التي طفح الكيل بها".

خوف سياسي

وشدّد درباس على أن "ذلك أقلق الطبقة السياسية كثيراً، لا سيّما تلك المُعادية للتوجّه الذي نادت به انتفاضة 17 تشرين الأول. والدليل على ذلك ما تعرّض له الناس من قمع جسدي في الجنوب، والاعتداءات التي حصلت من قِبَل الميليشيات على مركز الانتفاضة في بيروت. وخوف الطبقة السياسية من الناس تجسّد أيضاً بنتائج شعار "كلّون يعني كلّون" الذي خسّر الانتفاضة جمهوراً كبيراً هو جمهور أحزاب، كانت توجد مصلحة شعبية ببقائه في الشارع، أي مع باقي الناس. وبالتالي، سواء في 14 آذار 2005، أو في 17 تشرين الأول 2019، أُحبطت تحرّكات الناس التي تدلّ على حيوية الشعب اللبناني".

وختم:"لا يجب أن تسقط نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة من حسابات أحد أبداً. فانتخاب 13 نائباً تغييرياً، ورغم أن لا شيء يجمعهم ببعضهم، هو دليل على رغبة الشعب الذي مكّنهم من الخرق، بالتغيير، وعلى تمسّكه بتحرّكه".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا