"لا نريد الحرب" لسان حال معظم اللبنانيين ولكن!...
لم تغب مشاهد حرب تموز العام 2006 عن ذاكرة اللبنانيين ولاسيما أولئك الذين خسروا أخوة أو أصدقاء أو اقارب وكذلك الذين تدمرت منازلهم وخسروا وظائفهم وتوقفت أعمالهم.
حصل ذلك في عزّ وضع مستقر اقتصاديا وماليا وعلى الرغم من ذلك عانى الشعب ما عاناه ، فحرب إسرائيل المدمرة آنذاك لم تترك شيئا ولولا تكفل دول صديقة بمساعدة البلاد واعادة اعمار البنى التحتية فيه، لكان الوضع أصعب بكثير.
ليس المقصود باسترجاع هذه الصور إلا الحديث عن انعكاسات اي حرب قد يشنها العدو الاسرائيلي مجددا، لكن هذه المرة كيف يصمد اللبنانيون في ظل الظروف الراهنة؟ ومن يساعد من؟ وكيف السبيل لحماية الأرواح والممتلكات والبنى التحتية التي في الأصل مصابة بالتصدع؟...
لا يمكن هنا الا ان يحمل اللبناني هذه الأسئلة ويجول بها في رأسه قبل أن يفصح عنها لجاره أو معارفه ، حتى أنها تحولت الى مدار نقاش بين أفراد العائلة الواحدة وبين مجموعات شبابية أبصرت النور في حرب تموز أو بعد ذلك بقليل.
بالطبع ما أكثر التحليلات عن تطورات غزة وإحداث الجنوب، وهذه وحدها غير قادرة على تبديد الهواجس لدى الناس، والانقسام واضح في المواقف السياسية وتجلى في أكثر من مناسبة. اما لسان حال الفئة الأكبر من المواطنين: "لا نريد الحرب"، وستظل ترددها رافضة جر البلاد إلى الدمار . ولعل ما جرى في مجلس النواب لا سيما تصريحات نواب المعارضة يدلل على هذه الرغبة قائمة لدى الشعب اللبناني.
لا يراد قيام أي انقسام أو اعتبار ما يحصل في الجنوب منفصل عن اجزاء البلاد الأخرى فكل جزء ومنطقة في البلاد مقدس. وهذا ما تشير اليه سمر ب. لوكالة "أخبار اليوم"، وهي التي شهدت احداث تموز كونها تقطن في محيط المطار وتبدي خشية من تكرار الحرب حيث لم تسلم عدة مناطق من القصف الإسرائيلي وان منزلها كاد "يتضعضع" خلال العدوان على الضاحية الجنوبية، معلنة ان لا ملجأ في البناية حيث مسكنها وأنها لا ترغب في أن تستعيد الذاكرة ولا اجواء الرعب التي عاشتها وعائلتها وقتذاك.
اما سمير م. فيرى أن توسيع رقعة الحرب هذه المرة خطير على كافة المستويات فلا إمكانات البلد المتوفرة، ولا إمكانات لدى المواطنين تسمح بالمواجهة، بمعنى شراء حاجات محددة من مآكل ومشرب وحتى الاختباء، وما من لبناني في أي مكان في الوطن يرغب في حرب تذوق مرارتها وشعر بعجزه وبمعاناة ابنائه. ويعتبر أن أبناء الجنوب هم أبناء الوطن كله وبالطبع هم مقاومون لكن بعضهم لا يريد أن يمنى بأية خسارة.
من جهتها سعاد س. فتؤكد أنها خلال حرب تموز خسرت وظيفة مرموقة وأقفلت الشركة التي تعمل فيها واستغنت عن عمالها بعد دمار مصنعها في منطقة كفرجرة، وأنها عانت وضعا صعبا قبل أن تستأنف نشاطها منذ خمس سنوات واستقرت في وظيقة جديدة تخشى خسارتها في حال اندلعت الحرب، وتؤكد أن الخسائر على جميع الأصعدة ستكون كبيرة لأن لبنان في العام ٢٠٢٣ لا يشبه ابدا لبنان العام ٢٠٠٦ .
هناك شبه إجماع شعبي على أن تكلفة الحرب ستكون باهظة جدا وإن نتائج التفرد في قرار للحرب كما يرى البعض وخيمة وهي مسألة تم اختبارها في حرب تموز .
كارول سلوم – "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|