7 تشرين آخر حروب المنطقة ام سبب انفجارها؟ ...صيغ التسوية على طاولة العرب
هل تكون حرب السابع من تشرين الاول آخر حروب المنطقة، فتفتح، على سوداويتها، درب التسوية والسلام، فتغدو عملية "طوفان الاقصى" رمية من غير رامٍ، تبدأ بعنوان وتنتهي بآخر؟
قد يبدو السؤال سورياليا في لحظة احتدام الصراع بين تل ابيب وحماس واستقدام الاساطيل الحربية والترسانات العسكرية الى المنطقة، وفيما الجبهات مشتعلة شمالا وجنوبا والتهديدات المتبادلة في أوجِها. بيد ان مجموعة عوامل تحمل بعض الخبراء العسكريين والدبلوماسيين على ترجيح الفرضية السلمية هذه.
يقول هؤلاء لـ"المركزية" ان بعد عشرين يوما بالتمام على اندلاع المواجهات وبلوغ العمليات حدّها الاقصى من دون ان تبادر اسرائيل الى دخول القطاع كما توعدت، تارة تحت ستار استكمال الاستعدادات واخرى بذريعة انتظار الدعم العسكري الاميركي، في ما تبين ان واشنطن التي تملك وحدها قرارا على هذا المستوى سيقحم المنطقة كلها في اتون النار، ليست في هذا الوارد اليوم، وما دامت ايران تكتفي حتى الساعة بالنأي بنفسها عن الدفاع عن غزة على رغم مآسيها وارتكابات اسرائيل، في ضوء كل ذلك، تراجعت الى حد كبير احتمالات الحرب الشاملة لمصلحة التهدئة تمهيدا لانطلاق المفاوضات.
ويضيفون : الاساطيل الاميركية المستقدمة الى المنطقة هي لتحصين السلام وحماية التسوية وليست لمساندة اسرئيل خلافا للظاهر والمعلن. فالرئيس جو بايدن الذي دخلت ادارته في العمق في الحرب الروسية –الاوكرانية ليس في وارد فتح جبهات اضافية ، بل يسعى لتسجيل انتصار وتوظيفه في معركته الانتخابية عبر انهاء الصراع في المنطقة. اما ايران وعلى رغم التهديد والوعيد الذي لا ينفك يطلقه قادتها وأخره جاء على لسان وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان اثر وصوله الى الولايات المتحدة الاميركية ، ملوِّحا باحتمال "أن تخرج السّيطرة من أيدي جميع الجهات"، فلا يعدو كونه تحذيرا لمنع اتجاه المنطقة نحو انفجار شامل. وتبعا لذلك، ولأن ورقة حزب الله في لبنان هي لدى ايران اهم من ورقة الحرس الثوري، فإنها لن تستخدمها في الصراع مع اسرائيل الا في شكل محدود على غرار ما يحصل على الجبهة الجنوبية، خشية فقدانها، بل تحافظ عليها في انتظار مرحلة المفاوضات لاستخدامها ضمن اوراق تعزيز الموقع والموقف في الوقت المناسب.
وما دامت مصالح واشنطن وطهران تتقاطعان عند عدم الانخراط في الصراع، فإن نهاية المسلسل الدموي ستفتح نافذة الحل التاريخي ليس على مستوى الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني فحسب، بل في المنطقة ككل، وفق تقديرات الخبراء، من دون اسقاط فرضية الحرب الكبرى التي تبقى قائمة في اي لحظة.
ويكشف هؤلاء عن ان ملامح التسوية المفترضة ترتكز على وقف العمليات العسكرية وتسليم السلطة الفلسطينية دفة المفاوضة، وتولي ثنائي بكين (السعودي والايراني) تحصين التهدئة ورعاية التسوية، على ان تتبلور في الغضون صيغة حل سياسي تنسج خيوطه مصر والاردن وتركيا والسعودية وقطر، والسلطة الفلسطينية يبدأ باقتراح وصاية خارجية على غزة لنزع سلاح حماس ، وتفعيل السلطة والمؤسسات في القطاع لتتولى ادارته. ويشير الخبراء الى ان من بين اقتراحات الحل المطروحة للنقاش راهنا، طرح اميركي يقضي بنشر قوات اجنبية على طول الحدود بين غزة واسرائيل، وانهاء الحالة العسكرية في القطاع ، فتتولى السلطة عملية تبادل الاسرى واعادة الاعمار باشراف عربي ورعاية مصرية.
فهل يسلك السيناريو التسووي هذا دربه الى التنفيذ وتنخرط ايران في المفاوضات مقابل مكاسب محددة، وتنطلق مبادرة حل النزاع التاريخي على قاعدة حل الدولتين، ام ترُد، اذا ما لمست محاولة لإقصائها واستلام العرب دفة فلسطين، بتوسيع المواجهة وفتح ساحات محور الممانعة؟
المركزية - نجوى ابي حيدر
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|