عن قصد أو عن طريق الخطأ... صاروخ واحد قد يُشعل المنطقة كلّها إلى ما بعد سنوات!...
كلّما طالت مدّة الحرب، كلّما زادت من احتمالات تسبّبها بجرّ المنطقة الى تصعيد خطير، وبزيادة الإنفاق العسكري لكلّ دولها.
خسائر حسّاسة
فبعد أيام من إعلان الجيش الإسرائيلي عن أن إحدى دباباته أصابت موقعاً مصرياً قرب الحدود مع قطاع غزة عن طريق الخطأ، شهدت مدينة نويبع على البحر الأحمر سقوط مقذوف، بعد ساعات من انفجار في مدينة طابا الواقعة على البحر الأحمر أيضاً، والمحاذية لإسرائيل، بسبب طائرة مسيّرة قيل إنها "مجهولة الهوية".
وإذا كانت الأمور لا تزال محصورة ببعض الخسائر والإصابات المحدودة حتى الساعة، فإن لا شيء يمنع سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى والخسائر الحسّاسة، في وقت لاحق.
معاهدات السلام
هذا فضلاً عن أن ما يسقط عن طريق الخطأ حالياً، قد يتحوّل الى هجمات مقصودة مستقبلاً تحت ستار الخطأ، وهو ما سيجرّ المنطقة الى حرب كبرى وبشكل إجباري، خصوصاً أن لدى العديد من الأطراف مصلحة بجعل المواجهات في غزة شاملة.
وهذا قد لا يكون من جانب واحد، إذ يمكن للفصائل الفلسطينية أن توجّه مستقبلاً بعض الرسائل لبعض الدول العربية كمصر والأردن ربما، بالنار، وتحت ستار الخطأ. كما أنه يمكن لإيران أن تستثمر تلك الأحداث، وغليان الشوارع العربية بسببها، للدفع باتّجاه إلغاء معاهدات السلام العربية مع إسرائيل.
سقوط صواريخ
كما أن احتمال توحيد الساحات رسمياً في المستقبل، قد يجعل بعض المسيّرات أو الصواريخ "الحوثية" والعراقية والسورية... تقصف الأراضي السعودية والأردنية وغيرها عن قصد، وذلك تحت ستار الخطأ، أو التعرّض لتشويش، أو غيرها من الشروحات.
بالإضافة الى أن طول مدّة الحرب قد يُجبر الفصائل الفلسطينية وغير الفلسطينية على استعمال مخزوناتها من صواريخ وأسلحة غير مُجهَّزَة لقصف دقيق ومُحدَّد، بشكل أكبر، وتحت ضغط الاضطرار والحاجة، وهو ما سيرفع من احتمالات سقوط صاروخ هنا وآخر هناك.
تتراكم...
أكد مصدر خبير في الشؤون الأمنية أن "لا شيء يمنع حصول أخطاء عسكرية من هذا النوع مستقبلاً، وأن تتراكم الى درجة تؤدي الى إشعال نزاع كبير على مستوى المنطقة".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "لهذا السبب، تبرز حاجة ماسّة للتوصُّل الى وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن".
ردّ مصري؟
وأشار المصدر الى أن "لا قدرة للجيش المصري على اتّخاذ أي إجراء عسكري للردّ على الجيش الإسرائيلي قريباً. فبمعزل عن أن ذلك يحتاج أولاً الى انتهاء كل التحقيقات في ملابسات ما سقط على الأراضي المصرية، والتأكُّد من أنها كانت هجمات مقصودة. وبغضّ النّظر عن أن مصر تحتاج الى المساعدات المالية والاقتصادية الأميركية لها، والتي تمنعها من مهاجمة إسرائيل، فإنها (مصر) عاجزة أيضاً عن إيجاد حلّ لأمنها المائي مع إثيوبيا. وهو ما يعني استحالة انتظار الكثير من القاهرة في التعاطي مع إسرائيل".
وختم:"أما بالنّسبة الى دول أخرى كتركيا، وقدرتها على فرض إطلاق نار فوري وسريع في غزة، فلا بدّ أولاً من انتظار ما سينتج عن المسيرة الداعمة لفلسطين التي ستشهدها اسطنبول غداً. فالى جانب النزعة "الأخوانية" التي لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن تركيا لا تزال عضواً في "حلف شمال الأطلسي"، وهي بحاجة إليه، وستتسبّب بمشاكل لنفسها معه في ما لو هاجمت إسرائيل حتى النهاية".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|