كي لا يضيع الانتصار وتضيع التضحيات..
حققت المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة انتصارات كبيرة على العدو الاسرائيلي، الذي يقوم بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية بمختلف انواع الاسلحة المدمرة والفتاكة.
ان المقاومة تتمتع بعدة عناصر قوى، اولها الايمان بالقضية، وثانيها قوة المقاومين وشجاعتهم وبطولتهم ، كما لديها عناصر اخرى عديدة لمظاهر القوة والبطولة، الا ان المقاومة في غزة بعد عملية طوفان الاقصى، حصلت على ورقة انتصار ذهبية، هي الاسرى من كبار الضباط في جيش العدو الاسرائيلي ورتباء وجنود ، اضافة الى مستوطنين «اسرائيليين» واسرى من دول غربية.
هذه الورقة الذهبية معرضة للضياع من خلال اقتراح قيادة حماس الافراج عن الاسرى بكاملهم مرة واحدة او على مراحل ، مقابل تصفير سجون العدو من كامل الاسرى الفلسطينيين.
هذه الورقة الذهبية لن تتكرر، فالحكومة الدينية التي يترأسها رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو، والتي قامت الادارة الاميركية بادخال وزيرين اليها، تربطهما علاقة جيدة بها، هذه الحكومة هي على حافة الانهيار. ونتنياهو الذي يتشح باللباس الاسود، ويبدو على وجهه الانقباض وعلامات الضعف، وفي عينيه نظرة اليأس، يحاول المقاومة للبقاء على رأس حكومته في وجه عملية طوفان الاقصى، وفي وجه الخسائر الكبيرة التي تلحقها المقاومة بجيشه، الذي حاول الدخول الى قطاع غزة، وفشل في ذلك.
لقد قام الاعلام الصهيوني اثر عملية 7 تشرين الاول، بتوزيع عشرات الافلام عن المحرقة النازية ليبرر العدو الاسرائيلي للعالم وحشــيته وظلمه، وليقول ان عملية طوفان الاقصى شبيهة بالمحرقة النازية، وان «اسرائيل» لن تقبل ان تتكرر هذه المحرقة مرة ثانية. ولقد فعلت هذه الافلام فعــلها، حيث انطلقت مقولة ان من حق «اســرائيل» الدفاع المطلق عن نفسها بكل الوسائل، وكان على رأس انتشار هذه المقولة الولايات المتحدة ودول الحلف الاطلسي وجمهورية الهند ودول اخرى في العالم، وكل ذلك تحت تأثير الدعاية الصهيونية، ونشر صور كاذبة عن قطع رؤوس 40 طفلا من المستوطنين وغيرهم.
لذا، استغل العدو مقولة انه يحق لـ «اسرائيل» استعمال كل وسائل القتال والتدمير للدفاع عن نفسها، فازدادت وحشيته وقام بعمليات التدمير الشاملة في قطاع غزة وقتل المدنيين، حتى وصل عدد الشهداء في القطاع الى اكثر من 8 آلالف قتيل وحوالى 20 الف جريح، وهنالك 3 آلاف مفقود منهم 700 طفل فلسطيني تحت سن العاشرة من العمر.
لقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية مقالا ليل السبت - الاحد ذكرت فيه ان الادارة الاميركية كذبت عندما قالت ان المستشفى المعمداني المسيحي ، الذي استشهد فيه حوالى 600 من نساء واطفال ورجال قد تم قصفه بصواريخ فلسطينية، في حين ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان كل التحقيقات اظهرت ان طائرتين حربيتين «اسرائيليتين» قامتا بقصف المستشفى المعمداني، كذلك ان طائرات حربية «اسرائيلية» هي التي قصفت الكنيسة الاورثوذكسية قرب المستشفى، والذي كان بداخلها اكثر من 1500 لاجىء. كما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الرئيس بايدن كذب عندما قال ان الكنيسة والمستشفى تم قصفهما بصواريخ فلسطينية.
لقد بدأ ينتصر مبدأ وقف قصف المدنيين ، ووقف العنف في غزة الذي يقوم به جيش العدو الاسرائيلي ضد المدنيين خاصة، والهجوم على مواقع المقاومة دون سبب، على مقولة ان «اسرائيل» لها الحق المطلق في الدفاع عن نفسها، وباتت اكثرية الدول وحتى الادارة الاميركية تطالب بوقف العنف في قطاع غزة، في تصريحات لعدة مسؤولين ليسوا على مستوى قيادي، بل هم على مستوى ديبلوماسي هام.
فاذا قالت حركة حماس كما اعلن الناطق باسمها ابو عبيدة، انها جاهزة لاطلاق كامل الاسرى لديها، مقابل الافراج عن كامل الفلسطينيين الموجودين في «السجون الاسرائيلية»، فان ذلك يعني خسارة الحرب ضد المخطط الصهيوني، وضد جيش العدو الاسرائيلي، لانه حتى لو تم فتح كافة «السجون الاسرائيلية» وتم اخراج الاسرى الفلسطينيين منها، فان جيش العدو سيعمل مجددا على اسر اكثر من 8 آلاف اسير خلال 6 اشهر.
ان حكومة العدو الاسرائيلي كما قلنا هي منهارة، ولا يجب الافراج او القيام بصفقة تبادل الاسرى والافراج عنهم في الضفة الغربية، وبخاصة ان وسائل الاعلام ومنها قناة «الجزيرة» ذكرت ان «الجيش الاسرائيلي» اعتقل يوم السبت 141 مقاوما ومواطنا من مدن الضفة الغربية.
لقد تفقد رئيس اركان «الجيش الاسرائيلي» محور بيت ياحون الذي لم يستطع جيشه التقدم اكثر من مئات الامتار، وقال لجنوده لرفع معنوياتهم: ها نحن نقاتل واصبحنا في قطاع غزة. لكن الحقيقة انه لم يستطع التقدم باتجاه مخيم البريج ، حيث تصدت له المقاومة بعنف ومنعته من التقدم . اما جهاز المخابرات العسكري «الاسرائيلي» فنصح نتانياهو ووزير الحرب «الاسرائيلي» بعدم الذهاب الى محور بيت ياحون، لان الوضع خطر هناك، وهذا يعني ان المقاومة صامدة بقوة، ويؤكد ان تقدم العدو ليس الا بضع مئات الامتار.
لقد خدعنا العدو الصهيوني منذ 1942 وحتى اليوم، لكننا حطمنا اسطورة التهديد اليومي باعادة لبنان الى العصر الحجري، من خلال مقاومة حزب الله ، حيث لم يتجرأ العدو الاسرائيلي على ارسال طائرة حربية واحدة، مع مقاومة حزب الله اليومية ضد مراكزه، ، ولم يكن لديه الشجاعة لاتخاذ هذا القرار ، لانه يعرف ان لبنان اذا عاد الى العصر الحجري سيعود الكيان الصهيوني ايضا الى العصر الحجري، بفعل صواريخ المقاومة الدقيقة وغير الدقيقة .
ان مخزون المقاومة لا يتوقف على الحصول على صواريخ من اي دولة، بل ان المقاومة قادرة على انتاج الصواريخ بالمئات يوميا، وهي تراكم قدراتها اليومية منذ عدوان 2006 في شهر تموز وحتى يومنا هذا.
نرجوكم يا قادة حماس، خاصة خالد مشعل واسماعيل هنية، الا تعلنوا عن تبادل الاسرى مقابل الافراج عن الاسرى الفلسطينيين، لانكم ستفقدون الورقة الذهبية التي هي بيد المقاومة في قطاع غزة، والتي حققها طوفان الاقصى.
ان الحل الوحيد يكون بانسحاب جيش العدو الاسرائيلي من كامل نطاق قطاع غزة، وفك الحصار الكامل باعادة الكهرباء، وادخال مواد الاغاثة والادوية، بدل المساعدات التي تدخل «بالقطارة» من معبر رفح. كذلك يجب وقف عمليات القمع الوحشي من المستوطنين ضد اهالي المدن في الضفة الغربية بدعم من الجيش الصهيوني، ودون ذلك سوف نخسر معركتنا ضد المخطط الصهيوني.
شارل أيوب-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|