الصحافة

تنبه أميركي لعدم إبقاء لبنان مهمشاً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في الجزء العلني من الزيارة المفاجئة لمستشار الرئيس الاميركي جو بايدن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت ما تقول مصادر سياسية انه يرتبط في شكل اساسي باستهداف اسرائيل السيارة المدنية والتي استشهد فيها ثلاث فتيات مع جدتهن على نحو مأساوي . اذ ان الزيارة تمت غداة القصف الاسرائيلي ما اثار المخاوف ، وفي ظل تهديدات " حزب الله" بالرد بالمثل على استهداف المدنيين وقصفه كريات شمونا حيث سقط قتيل اسرائيلي ، من انفلات الامور في الجنوب اللبناني على الجبهة الشمالية لاسرائيل.

هوكشتاين بادر بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري الى تقديم " التعزية بالضحايا المدنيين " ربطا باهداف زيارته والتي كانت فرصة في رأي هذه المصادر لتأكيد معادلة ، في حال كان ذلك ممكنا، دعم الولايات المتحدة فصل ما يحصل في غزة عن لبنان انسجاما مع الجهد الاميركي على الاقل لمنع توسع الحرب الى المنطقة وقوله ان "الولايات المتحدة الأميركية لا تريد لما يحصل في غزة أن يتصاعد ولا تريد له أن يتمدد إلى لبنان".

هذه الرسالة سبق ان وصلت الى لبنان عبر كل الديبلوماسيين الذين زاروا لبنان في الشهر الماضي من ديبلوماسيين اوروبيين وسواهم بالاصالة والنيابة عن انفسهم وعن الولايات المتحدة كذلك . اذ تتلاقى دول كثيرة على أن هناك خطراً جدياً من امتداد التصعيد الاسرائيلي في غزة إلى المنطقة، وأن هذا الخطر يبلغ أعلى مستوياته في جنوب لبنان، وأنه ينبغي تجنبه. وقد تضمنت ثلاثة من مشاريع قرارات مجلس الأمن الأربعة في تشرين الأول بشأن الأزمة في غزة وإسرائيل إشارات إلى خطر التصعيد الإقليمي على رغم انه لم يتم اعتماد مشاريع النصوص هذه بسبب الانقسامات الحادة بين الأعضاء حول جوانب مهمة أخرى من التصعيد الحالي. وهو ما عكس مدى المخاوف من تمدد الحرب وتوسعها.

البعض يرى ان زيارة هوكشتاين واهتمام الادارة الاميركية في الايام التالية لبدء الحرب الاسرائيلية على غزة بعدم تمدد الحرب لا سيما ان منطلق تمددها هو من لبنان في شكل اساسي ، كان يجب التعبير عنه في بيروت على نحو سابق لحادث سقوط مدنيين خصوصا ان الزيارات الديبلوماسية الاميركية شملت دولا عدة في المنطقة واستبعد منها لبنان فيما هو دولة مواجهة اي معني بمقدار الدول الاخرى واكثر او ربما لانه كذلك . يضاف الى ذلك ان ايران استبقت او زامنت زيارات وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الى اسرائيل والاردن ودول عربية وخليجية معنية بالحرب في غزة زيارة مبكرة لوزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى بيروت تثبيتا لوجود لبنان ورقة في يد ايران تستعد لاستخدامها او تهدد باستخدامها.

ولا يقع لبنان في سلم الاولويات الاميركية الى درجة تهاوي المواقع الدستورية التي تراها الولايات المتحدة ضرورية لبقاء لبنان كدولة من دون اي ضغط فعلي من جانبها خلال سنة على الشغور الرئاسي . وهي لم تفعل شيئا في هذا الشأن فيما تدرك الانعكاسات المخيفة لتحلل الدولة ومكاسب اخرين على حسابها ولذلك يقول هؤلاء انها تنبهت بفعل اصابة مدنيين بضرورة الاهتمام مباشرة بايصال الرسائل الى المعنيين . ولذلك فان الخوف من تمدد الحرب على غزة الى لبنان هو الحافز الوحيد راهنا ولو ان البعض توقف عند بعض الدلالات في ما اعلنه الديبلوماسي الاميركي : اولا في اعادة التأكيد على اهمية القرار 1701 والتزامه في الجنوب بقوله " أن المحافظة على الهدوء على الحدود الجنوبية اللبنانية على درجة عالية من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، وكذلك يجب أن يكون بالنسبة للبنان وإسرائيل كما ينص عليه القرار الأممي 1701 ولهذا صمم".

وقياسا على تأكيد كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تمسك لبنان بهذا القرار بعد ايام كثيرة على اشتعال الجبهة الجنوبية ، فان لبنان الرسمي استلحق خطورة ما يجري على نسف القرار وتجاوزه . وكان التأكيد الرسمي تعبير في شكل ما عن بداية تلمس عدم رغبة الحزب في فتح مواجهة واسعة مع اسرائيل ولم يكن في الامكان الجزم بذلك في الايام الاولى من الحرب على غزة . وذلك علما ان الامر ربما حفزه ايضا الاعلان عن المراجعة الدورية للقرار 1701 في مجلس الامن خلال هذا الشهر. اذ هناك مخاوف من مواقف حادة من الدول الاعضاء بناء على تقويم في الإحاطة التي قدمت في المجلس خلال المناقشة الفصلية المفتوحة التي جرت في 24 تشرين الأول حول "الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين".

اذ تحدث التقرير عن انه ومنذ 8 تشرين الاول "اطلق حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات باتجاه إسرائيل، في حين رد جيش الدفاع الإسرائيلي بنيران المدفعية والغارات الجوية”. كما تحدث عن عدة محاولات قام بها "مسلحون فلسطينيون من لبنان" للتسلل إلى إسرائيل، أهمها المحاولات التي جرت في 9 تشرين الأول. وهذه التطورات حفزت التحذيرات الغربية من استهداف القوة الدولية في الجنوب والتي تعرضت للقصف بين الجانبين الاسرائيلي واللبناني ما شكل تهديدا جديا لاحتمال ابقاء الدول المشاركة عناصرها في الجنوب على خلفية ان التصعيد في إسرائيل وغزة اثار مخاوف جدية من أن يمتد العنف في شكل اكبر إلى جنوب لبنان، حيث تدهور الوضع الأمني بشكل ملحوظ، مع تبادل منتظم لإطلاق النار عبر الخط الأزرق. وكانت زيارات وزراء اوروبيين الى اليونيفيل حملت مؤشرات عدة في هذا الاطار لم ينتبه اليها كثر في حمأة الانشغال ما اذا كان سيلتحق بغزة ام لا .

وثانيا ما نقل عن هوكشتاين " انه لمس من خلال محادثاته أن لبنان وإسرائيل لا يرغبان بتصعيد الوضع" . والاعلان عن ذلك يذهب انسجاما مع المواقف المعلنة على الاقل علما ان ما يتم ابلاغه في الاجتماعات الرسمية يذهب عادة غير ما يتم اعلانه اعلاميا والتي تعلو في خلالها السقوف والتهديدات لاسباب شعبوية او سياسية. في حين ان اي تغيير قد يطرأ يبقى ربطا بحوادث عشوائية او غير مقصودة .

الجزء المتعلق بتأكيد الديبلوماسي الاميركي الجهد الذي تبذله بلاده من اجل هدنة انسانية في غزة لا يخفف من وطأة الاستياء وربما ايضا الغضب من رفض الولايات المتحدة وقفا للنار في غزة ومدى الدعم الاميركي لاسرائيل في حربها ضدها والتي تصيب الاف الفلسطينيين بتدمير هائل على كل المستويات .

"النهار"- روزانا بومنصف

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا