محليات

عبد اللهيان في بيروت.. القصة طويلة؟ و رفضٌ لبنانيّ لربط أمن بيروت بأمن طهران

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الأوسط":

لاقت مواقف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، التي أطلقها عند وصوله إلى بيروت يوم الجمعة رفضاً لبنانياً، تحديداً تلك التي عدَّ فيها «أمن لبنان من أمن إيران».

ودعا حزب «القوات اللبنانية» على لسان جهاز العلاقات الخارجية في «القوات اللبنانية» الوزير السابق ريشار قيومجيان، الحكومة اللبنانية، إلى التحرك، وكتب عبر حسابه على منصة «إكس»: «(أمن لبنان من أمن إيران) معادلة خطيرة ضد مصلحة لبنان واستقراره وسلامة شعبه وأراضيه»، عاداً أن «سكوت الحكومة اللبنانية خيانة، يعني أنها سلمت قرار الدولة الاستراتيجي إلى دولة أجنبية»، ومؤكداً أن «مواجهتنا مستمرة و‫لبنان لن يكون في محور إيران... نموذج أمن غزة من أمن إيران أمامنا فلا تعيدوا التجربة».

وعدّت مصادر في حزب «الكتائب اللبنانية» أن كلام الوزير الإيراني يأتي ضمن سياق السياسة التي تعتمدها طهران في تعاطيها مع لبنان عبر «حزب الله»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «موقف الوزير الإيراني يؤكد أن لبنان لا يملك كلمة تجاه ما يجري من أحداث لأنه هو رهينة في يد (حزب الله) الذي يتلقى بدوره أوامره من إيران، وبالتالي يعتبر أن مصلحة طهران هي أولوية بالنسبة إليه وليس لبنان»، مجددة التأكيد على رفض «الكتائب» ربط الساحة اللبنانية بأي ساحة أخرى وإدخاله بلعبة المحاور.

بدوره، انتقد رئيس «المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان» النائب السابق فارس سعيد، زيارة الوزير الإيراني إلى بيروت شكلاً ومضموناً، وكتب عبر حسابه على منصة «إكس»: «زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى بيروت مثل زيارة المالك لملكه، يتصرّف بثقة، يصرّح فور وصوله إلى المطار قبل لقائه أي مسؤول لبناني، يبلّغ وجهة نظر بلاده من بيروت التي يعتبرها صندوق بريد سياسته»، وأضاف: «يستند كلامه على حضور إيران في الجنوب على حدود إسرائيل بطول 130 كيلومتراً، سائلاً هذا ليس احتلالاً؟ كيف يكون؟».

ويصف الباحث والأستاذ الجامعي، مكرم رباح، زيارات وزير الخارجية الإيراني «التي يدّعي أنها دبلوماسية بالمسرحيات»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تصريحاته التي يربط بها أمن لبنان بأمن إيران ليست من باب المحبة والصداقة إنما المقصود بها السيطرة الأمنية والسياسية لإيران على لبنان والتأكيد على أن طهران هي من تقرر ما يحصل في لبنان، لا سيما فيما يتعلق بخطوات الحزب المقبلة».

من  ناحية أخرى، كتب ميشال نصر في "الديار":

 

ازدحم المشهدان السياسي والامني نهاية الاسبوع بالتطورات الدراماتيكية، لا سيما مع توسع رقعة الاستهدافات الاسرائيلية التي بلغت العمق اللبناني وتحديدا اقليم الخروب، في تطور هو الاول من نوعه لجهة المكان، اما في السياسة فملأ الساحة وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان بمواقف تتصل بالوضعين اللبناني والفلسطيني، مشيرا الى ان التطورات الفلسطينية تبدو متجهة نحو حل سياسي، فيما اكد استمرار دعم ايران للبنان والمقاومة.

واضح ان الرد على زيارة عبد اللهيان لم يتاخر كثيرا، اذ جاء في كسر خطر لقواعد الاشتباك، حيث عمدت المسيرات الاسرائيلية الى توجيه ضربة الى مسؤول في حماس في العمق اللبناني، وهو ما حاول البعض فصله عن المسار الدبلوماسي والتأكيد على ان العملية تأتي في اطار استمرار محاولات استدراج الحزب، في وقت تدل فيه سلسلة من المؤشرات على أن خيار الحرب ما زال يتقدَّم على مسار الهدنة أو وقف النار أو الصفقة او التسوية.

شكلا توقف المتابعون عند امرين اساسيين، ان الزيارة تاتي بعد "عجقة" الموفدين الغربيين الذين حطوا في بيروت ناقلين الرسائل، حيث تحاول طهران خلق توازن دبلوماسي، ومن جهة ثانية، انها لم تأت بالتزامن مع زيارة الوسيط الاميركي، على ما درجت العادة مع اندلاع حرب طوفان الاقصى، اذ ان الاخير غادر تل ابيب الى لندن دون المرور ببيروت، بايعاز من ادارته في موقف احتجاجي على تصريحات الحكومة اللبنانية حول التسويات المطروحة، وهو ما كان له دوره ايضا في شطب لبنان من جدول مواعيد الوزير بلينكن، رغم ان هوكشتاين اتصل "بنظيره" اللبناني وابلغه نتائج محادثاته غير الموفقة في "اسرائيل".

اما في المضمون فقد توقف المتابعون امام مجموعة من النقاط ابرزها:

- تاكيده ان بلاده لا تريد الحرب، رغم الهجمة الاميركية التي تطالها، في العراق تحديدا مع استهدافها المباشر لكتائب حزب الله المسؤول عن التنسيق بين المقاومة العراقية والحرس الثوري، وهذه المرة الثانية بعد مقتل المهندس، وما يحمله ذلك من دلالات، كما في اليمن، وبواسطة "اسرائيل" في سوريا ولبنان، وهو موقف ايراني متقدم، رغم المحاولات لجر الجمهورية الاسلامية الى مواجهة محدودة.

- محاولة ايحائه بان طهران قادرة على ضبط اطراف المحور في حال عمدت واشنطن الى الضغط على "اسرائيل" لوقف حربها على غزة. وفي هذا الاطار تؤكد المعلومات ان الاخير لم يحمل معه اي مبادرة او اقتراح، بدليل انه لم يلتق الامين العام لحزب الله سوى مرة واحدة خلافا للمرة السابقة حيث التقاه ثلاث مرات في اقل من 48 ساعة، وسط اصرار على ان حزب الله غير معني باعطاء اي ضمانات "لاسرائيل".

- اشارته الى ان امن لبنان من امن ايران، وهي ليست المرة الاولى التي يعلن فيه ذلك. فهل يعني ذلك ان اي استهداف للبنان سيجعل طهران تتدخل مباشرة في الصراع؟ الاكيد ان طهران لن تسمح بضرب درة تاج المحور، في ظل السعي لتحييد حزب الله عن اي ضربات اميركية، مع ما يعنيه ذلك من اهمية لدور لبنان في المحور.

-اعلانه الدعم الكامل لحارة حريك "الحكيمة"، في موقف يزيل الالتباسات التي تحدثت عن خلافات مع طهران حول آلية خوض المواجهة وحدودها، حيث لحزب الله القرار في حدود معركته، وفقا للمعطيات الميدانية التي يراها مناسبة.

اوساط دبلوماسية كشفت ان زيارة عبد اللهيان، الذي يصفه الغرب بوزير خارجية الحرس الثوري، الى بيروت هي استطلاعية، اولا، اذ ترغب طهران في الاطلاع على فحوى الرسائل الغربية ومداها وجديتها ومناقشة تداعياتها، وثانيا، الوقوف على مدى استعدادات حارة حريك لمواجهة اليوم الثاني لوقف العمليات العسكرية وكيفية مواجهة الوضع السياسي الذي قد يستجد، اما ثالثا فهو الارادة بخلق توازن على الساحة اللبنانية مع الغرب.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا