فتح أبواب المجلس رئاسياً بين المدّ والجزر
تكاد عجلة الدفع بالانتخابات الرئاسية اللبنانية تشبه المد والجزر في البحر وقت الغروب. والنتيجة حركة ومراوحة في آن، من دون تغيير كبير في المشهد، ومن دون إسقاط كسر المراوحة.
وتسعى الأطراف المحلية على اختلاف اتجاهاتها إلى الإفادة من «لحظة ما»، خارجية على الأرجح، لتحسين أوراقها في المفاوضات الجارية لإنجاز الاستحقاق. ويشكل رئيس مجلس النواب نبيه بري نقطة التقاء للجميع، ذلك ان «مفتاح المجلس» في جيبه، وهو يتحكم بإشارات المرور الضوئية التي تفتح الطريق إلى صندوق الاقتراع الزجاجي.
صحيح ان بري يجاهر بتأييد المرشح سليمان فرنجية المدعوم منه ومن «حزب الله». لكنه لا يقطع مع الأفرقاء، ويدعوهم باستمرار إلى حوار غير مشروط، يتهيبه البقية لمعرفتهم ان رئيس المجلس لا يكشف أوراقه ولا يتخلى عن الرابحة منها بسهولة. الا انهم في المقابل يعولون على مرونته وحنكته في حل الأزمات المستعصية، والتجارب السابقة خير دليل.
يستقبل رئيس المجلس الجميع، ويرسل موفديه من معاونيه الكبار إلى الأقطاب، ليبقي حرارة تواصل، ولو بالحد الأدنى، مع الجميع.
ينصح هذا الطرف وذلك بالتقاط الفرصة والإفادة حتى مما يعتبره نكسة في قرار حكومي او آخر صادر عن المجلس. ويسلط الضوء على «الآتي»، داعيا إلى التبصر واعتماد النفس الطويل.
خطوطه سالكة مع الجميع، ويترك كوة صغيرة ضيقة لكنها غير مقفلة لتقريب المسافات، بينها «الخيار الثالث» رئاسيا.
«عطونا اسم لنمشي فيه»، عبارة مررها إلى أكثر من قطب مسيحي، من دون ان يعني ذلك التخلي عن دعم سليمان فرنجية. وأكثر من ذلك، ذكر أحد الأقطاب ان بري سمى اسما غير مرفوض من الجميع، من دون ان يعني ذلك اعتماده، انما في الحد الأدنى رسما لخارطة طريق رئاسية تتيح لبننة الاستحقاق تلازما مع «رياح توافقية دولية».
في المقابل، ترى مجموعة من رافضي وصول فرنجية إلى قصر بعبدا، ان أحد طرفي «الثنائي الشيعي» وتحديدا «حزب الله»، يقارب الاستحقاق في هذه الفترة وخصوصا بعد السابع من أكتوبر من منطلقين: الاول إنجاز الاستحقاق وهو ممسك بمفتاحه لجهة القبول بوصول رئيس يحظى بموافقته ويشاطره فيه بقية الأفرقاء. وهنا يتقدم مرشح «الخيار الثالث»، فلا يكون الحزب خسر «ورقة قوية» في الاستحقاق الرئاسي، فيصل إلى بعبدا رئيس لا يختلف معه، ولا يستفزه او ينقلب عليه.
وبين أسماء اللائحة الرئاسية القصيرة التي تم تداولها وأشارت اليها «الأنباء»، من سبق للحزب ان خبر التعامل معهم في مواقع حساسة شغلوها. لم يسايروه بالكامل ويعطوه كل ما يريد، لكنهم لم يقلقوه او ينصابوه العداء. وبعضهم وتحديدا مرشح شاب، أخذ الأمور بصدره وترك له دينا على الحزب في استحقاق سابق، مع إدراكه ان الخطوة ستؤدي إلى دفعه ثمنا في بيئته.
المنطلق الثاني الذي يعتمده الحزب، بحسب الرافضين للقبول بفرنجية، هو تمسك الحزب بترشيح الزعيم الشمالي وعدم التخلي عنه، واستخدام «ورقة قوة» لفتح الطريق أمامه إلى قصر بعبدا، وهي تنفيذ القرار 1701 كما يطالب أفرقاء عدة دوليا وإقليميا.
الـ1701 بمواصفاته الغربية كاملة، مقابل وجود فرنجية في بعبدا، على قاعدة رئيس يحمي ظهر المقاومة. وهذا ما أبدى الخشية من حصوله قطب مسيحي معارض بشدة للحزب، ولا يتردد في مهاجمته.
بين المقاربتين للحزب، لا يجد الأفرقاء وتحديدا المسيحيين من معارضي فرنجية ملاذا الا الرئيس بري. والأخير يتقن أصول اللعبة السياسية اللبنانية، واشتهر بأنه يمسك بأي ملف خاص بأزمة ما من زواياه الأربع كلها.
مد وجزر بمياه تتحرك بالحد الأدنى، لكنها غير راكدة. واستحقاق مؤجل إلى حين، ومفتاحه في «جيب» الرئيس بري، لجهة خروج الدخان الأبيض برئيس من «الخيار الثالث».
الأنباء الكويتية - ناجي شربل
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|