أفكار لملء الوقت في انتظار الحسم الأميركي!
بات واضحا أن كل الأفكار الرئاسية المطروحة راهنا إنما هي حصراً لتمرير الوقت في انتظار وقف النار في غزة. بذلك صارت مبادرة تكتل الاعتدال، كسابقاتها من الأفكار، لزوم هذا السيناريو ولملء الفراغ بما يُشغل أهل السياسة بعيدا من الجنوب وتطوراته، إلى أن يقرّر حزب الله إعادة التواصل الفعلي في الملف الرئاسي. ويقول الحزب انه لا بد من وقف الحرب في غزة واستطرادا في الجنوب، كمقدمة لتحقيق هذا التواصل.
يُحتّم هذا الواقع الاستنتاج بأن الاستحقاق الرئاسي ليس داهما في أجندة الحزب، لا بل هو غير مستعد لبذل أي جهد أو حتى الانشغال به طالما الأولوية المطلقة للحرب ونفيرها.
في المقابل، تتقدّم واشنطن صوب الداخل اللبناني، عبر المستشار الرئاسي آموس هوكستين الذي يتوقّع البعض أن يكون له دور متقدّم في الملف الرئاسي حين تنضج طبخة إعادة الهدوء الى الحدود الجنوبية مع إسرائيل.
وتعتقد الإدارة الأميركية أن التحديات الماثلة أمام لبنان تفترض انهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت، مع إدراكها في الوقت عينه العقبات، وتفضيل حزب الله شراء الوقت والاستكانة الى الحكومة المستقيلة ثمنا موضعيا لعدم قدرته راهنا على المجيئ بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. يعني هذا أن الحزب راهنا يضع اللبنانيين أمام معادلة إما سليمان فرنجية وإما الفراغ الممهّد للفوضى الكبرى، في حال لم يستدرك المسؤولون اللبنانيون هذه الحقيقة.
وتعتبر واشنطن أن التغييرات الجيوستراتيجية التي تُعدّ لها المنطقة تفترض أن يكون لبنان ممثلا برئيس جمهوريته، لكي يحفظ له الدور ويكون الشريك في أي ترتيبات للحدود البرية وللمناطق التي تحتلها إسرائيل، والغاز لاحقا، فيحضر على طاولة المفاوضات لا أن يكون مجرد رقم أو عنصر من عناصر التفاوض على الحصص والأثمان.
ولا يخفى أن البنتاغون يعود شيئا فشيئا الى الاهتمام بالمسألة اللبنانية تأسيسا على الأولويات التي وضعتها قيادة المنطقة الوسطى التي تشمل فيما تشمل الشرق الأوسط، وهي تنطلق من ضرورة تحقيق فصل بين الأداء الرسمي اللبناني وطهران، على قاعدة تشبه كثيرا قاعدة الخير والشر التي يحلو لسياسيين أميركيين كثر اعتمادها لقسمة العالم بين خير مُبين وشر مستطير.
ليبانون فايلز - ميرا جزيني
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|