دخان أبيض رئاسي و3 مرشحين بعد قائد الجيش وسفير سابق لدى الفاتيكان
تقرير لـ"Foreign Affairs": النصر الإسرائيلي الكامل ليس ممكناً
ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أنه "في شهر شباط، أفادت التقارير أن المخابرات العسكرية الإسرائيلية أبلغت قادة البلاد أن "حماس" سوف تبقى كجماعة إرهابية بعد الحرب. وعلى الرغم من هذا التقييم، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصراً على أن تحقيق "النصر الكامل" على "حماس" سوف يستغرق "أشهراً وليس سنوات". ويبدو أن الحملة الجوية والبرية التي شنتها إسرائيل على غزة كانت تهدف إلى استئصال "حماس"، وهي في الواقع مهمة شاقة. أما الثمن الذي دفعه الفلسطينيون فباهظ للغاية، حيث تسعى إسرائيل جاهدة إلى التأكد من أن "حماس" لن تتمكن أبداً من تهديدها مرة أخرى من غزة، وهذا الأمر دفع نتنياهو إلى اتخاذ قرار بإرسال قوات إلى مدينة رفح الجنوبية، على الحدود مع مصر. من جانبه، يرفض الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأمر معتبراً أن هذه الخطوة يجب الا تتم إلا بعد وجود خطة إخلاء لسكان غزة البالغ عددهم 1.3 مليون نسمة".
وبحسب المجلة، "فإن "حماس" وذا كانت ستستمر كمجموعة إرهابية في غزة، كما تتوقع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، فيتعين على نتنياهو أن يتقبل حقيقة مفادها أن أي انتصار في القطاع من غير الممكن أن يكون كاملاً. وفي الحقيقة، تحتاج إسرائيل إلى استراتيجية، وليس شعارات، لضمان ترجمة جهودها العسكرية في غزة إلى واقع سياسي جديد. وتتمثل نقطة البداية لاستراتيجية فعالة في صياغة الهدف بشكل مختلف، فقد حان الوقت لكي يدرك القادة الإسرائيليون أنهم لن يتمكنوا أبداً من استئصال حماس أو القضاء عليها. وفي الواقع، لن تتمكن إسرائيل من الاحتفاظ بوجودها في غزة إذا أرادت تحويل القطاع، ومع ذلك، فلا ينبغي لها أن تغادر غزة قبل أن تدرك أن حماس ليست في وضع يسمح لها بإعادة تشكيل نفسها، ووسائلها العسكرية، وسيطرتها السياسية. بعبارة أخرى، فإن هدف إسرائيل والولايات المتحدة يجب أن يكون غزة منزوعة السلاح بشكل دائم".
غزة لم تعد صالحة للسكن
وتابعت المجلة: "يرغب سكان غزة الذين تم إجلاؤهم في العودة إلى ديارهم، لكن المشكلة هي أن 70% من كل المباني في شمال القطاع إما دمرت أو أصبحت غير صالحة للسكن. ولهذا السبب فإن الخطوة الأولى في الاستراتيجية يجب أن تكون إنشاء آلية إنسانية، بقيادة الولايات المتحدة، وبالشراكة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج. ويجب أن يقدم هذا مساعدة فورية في ما يتعلق بالسكن المؤقت والمتنقل، ومن المؤكد أن السعوديين يمكن أن يكونوا مفيدين في هذا الجهد. كما ويمكن للإماراتيين والقطريين أيضاً المساهمة في التمويل. صحيح أن دول الخليج قالت إنها لن تقدم مساعدات إعادة الإعمار ما لم تكن مرتبطة بخطة لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنهم يقدمون بالفعل المساعدة الإنسانية، وليس هناك ما هو أكثر أهمية في تلبية الاحتياجات الإنسانية من توفير الغذاء والمأوى".
وأضافت المجلة: "بالتوازي مع إنشاء الآلية الإنسانية، يجب على إدارة بايدن أن تتوسط على الفور في إبرام تفاهمات بين مصر وإسرائيل لمنع تهريب الإمدادات السرية إلى حماس. وحتى لو عملت إسرائيل على القضاء على كتائب حماس الأربع في هذه المنطقة، فإن اتباع نهج جديد في التعامل مع رفح سوف يكون ضرورياً لمنع إعادة تسليح غزة. وفي الوقت نفسه، في الضفة الغربية، يجب على واشنطن أن تعمل على تشجيع إصلاح السلطة الفلسطينية. وبطبيعة الحال، فإن هذين الهدفين يعتمدان أيضاً على إنهاء الحرب في غزة. وتأمل واشنطن أن تؤدي صفقة الرهائن إلى توقف طويل يؤدي إما إلى وقف دائم لإطلاق النار أو إلى تغيير جوهري في طبيعة الحرب".
أربع مراحل
وبحسب المجلة، "فإن الجيش الإسرائيلي يتحدث عن أربع مراحل في حملته على غزة. المراحل الثلاثة الأولى هي الحملة الجوية الأولية، والتدخل البري العالي الكثافة، والذي شارك فيه أكثر من خمس فرق في غزة، والمشاركة البرية الأكثر محدودية واستهدافًا. وستشهد المرحلة النهائية انسحابًا من غزة مع إنشاء منطقة عازلة ضيقة حول "الكيبوتسات"، واحتفاظ إسرائيل بحق الدخول والخروج عند الضرورة لاستهداف قادة حماس الذين ما زالوا في الأنفاق أو لمنع جيوب حماس من الظهور مرة أخرى والتحول إلى تهديد. ومن الناحية النظرية، يمكن وصف المرحلة الرابعة بأنها نهاية الحملة العسكرية".
ورأت المجلة أنه "من الضروري أن تتطلب إعادة إعمار غزة مشاركة العديد من الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية. وسيشكل هذا تحدباً لإسرائيل، حيث قد تكون هذه الوكالات والشركات والمنظمات غير الحكومية غير راغبة في البقاء وإدارة إعادة الإعمار إذا استمرت القوات الإسرائيلية في العمل في غزة. كما ولن تستثمر أي جهة مانحة في غزة إذا كانت حماس تسيطر على القطاع أو تستنزف الإمدادات منه".
وبحسب المجلة، "أخيرا، هناك مسألة التطبيع السعودي مع إسرائيل. قبل 7 تشرين الأول، كان للرياض مصلحة في إظهار أنها قدمت على الأقل شيئاً رمزياً للفلسطينيين، واليوم، يدرك السعوديون أنهم بحاجة إلى شيء أكثر. بالنسبة للسعوديين والعرب بشكل عام، فإن الموت والدمار في غزة أيقظ شعوبهم إلى ضرورة معالجة القضية الفلسطينية. ومع وضع ذلك في الاعتبار، فإنهم يريدون نهاية واضحة تختلف عن العمليات السابقة والتي فشلت في تقديم حل دائم. أما في إسرائيل، فهناك وجهة نظر معاكسة. وبسبب يوم 7 تشرين الأول، أصبح الإسرائيليون مقتنعين بأن الدولة الفلسطينية سوف تنتهي في نهاية المطاف إلى الخضوع لهيمنة أو قيادة "حماس" أو الجماعات المشابهة لها. أضف إلى ذلك تصميم إيران على استخدام وكلائها لمواصلة مواجهة إسرائيل، حيث يرى الإسرائيليون أن الدولة الفلسطينية تشكل تهديدًا عميقًا".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|