الصحافة

عِبرة لبنانيّة من فاجعة إيران!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الحادثة المفجعة التي أدت إلى مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين عبد الأمير اللهيان، أثارت موجات من الحزن والتضامن مع الشعب الإيراني، بغض النظر عن الغموض الذي أحاط بوقوع الطائرة الرئاسية، والذي من المنتظر أن تبدده التحقيقات لاحقاً، إذا كان ثمة ضرورة لإعلان نتائج التحقيق بملابسات الحادثة. 

ولكن سرعة تحرك المؤسسات الدستورية الإيرانية، لإستيعاب الفاجعة، وتجاوز مضاعفاتها العاطفية والسياسية، وتطويق إنعكاساتها السلبية على تماسك النظام، كان مدار متابعة دقيقة في العواصم العالمية، ولكنه كان موضوع مقارنة محزنة في العديد من الأوساط اللبنانية، التي تعيش أجواء من الضياع والإحباط، بسبب عجز المنظومة السياسية عن إنجاز الإستحقاق الرئاسي منذ أكثر من سنة ونصف السنة، فضلاً عن فشلها السريع في إيجاد الحلول المعقولة للأزمات الإقتصادية والمالية التي يتخبط فيها البلد منذ أربع سنوات ونيّف. 

لقد تم الإعلان عن تولي النائب الأول لرئيسي مهام رئاسة الجمهورية، حتى قبل الوصول إلى حطام الطائرة، والتأكد من مقتل الرئيس. كما تم الإشهار الإعلامي لنص المادة ١٣١ من الدستور التي تنص على إجراء الإنتخابات الرئاسية خلال فترة خمسين يوماً، من خلو منصب الرئيس، سواء بسبب المرض والعجز عن ممارسة مهامه، أو بسبب الوفاة. 

وحتى قبل التأكد من مصير الطائرة المنكوبة وركابها البارزين، سارع المرشد الأعلى لطمأنة الشعب الإيراني بأن أمور الدولة ستبقى تسير بشكل طبيعي، ولا ضرورة للقلق من أي تأثيرات سلبية. وقبل مضي أربع وعشرين ساعة على العثور على جثة الرئيس ووزير الخارجية، إجتمعت الحكومة وإتخذت قراراً بتعيين خليفة لعبد اللهيان. 

«اليوم التالي» في طهران مضى في مواقع القرار وكأن الكارثة لم تقع، وكأن الدولة لم تفقد رئيسها، ولأن الدولة هي الأساس، ولأن البقاء للنظام أهم من فقدان الرؤساء والوزراء. 
فهل نُعيد نحن في لبنان الإعتبار للدولة، ونضعها فوق الأشخاص، حتى ولو كانوا رؤساء وزعماء وو…..!!

 صلاح سلام -"اللواء"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا