محليات

هل عدّل هوكشتاين "ترسيمه البرّي" وهل علِم برّي به؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

 "النهار"- سركيس نعوم

خطة إعادة تثبيت الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، ويُسمّيها البعض خطة الترسيم البرّي للحدود بعد خطة الترسيم البحري لها، التي نجح في إنجازها كبير مستشاري الرئيس الأميركي بايدن لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين، قدّمها الأخير الى رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل أشهر عدّة أي بعد انطلاق الحرب الطاحنة بين "حماس" وإسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.

وقد تضمّنت، استناداً الى معلومات متابعين بدقة حركة المتعاطين مع هذه القضية وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، الخطوات الآتية: "- لا يعني أبداً وقف إطلاق النار في غزة وقفاً لإطلاق النار في لبنان – التمسّك بإخلاء "حزب الله" مقاتليه العسكريين من منطقة عمليات قوات حفظ السلام الدولية المعروفة بـ"اليونيفيل" أو على الأقل إعادتهم الى ما وراء حدود لبنان مع إسرائيل مسافةً تُراوح بين سبعة وعشرة كيلومترات. أما المدنيون الحزبيون فيبقون في قراهم وبلداتهم – لا سلاح لـ"حزب الله" على مدى سبعة كيلومترات من الحدود اللبنانية – الإسرائيلية – عودة اللبنانيين الى منازلهم في قراهم وبلداتهم وعودة سكان الشمال من الإسرائيليين الى منازلهم – لا إطلاق نار من لبنان من أي سلاح كان على إسرائيل – سُئل هوكشتاين عن الطيران الحربي الإسرائيلي وإن كان سيستمر في التحليق في الأجواء اللبنانية بعد الاتفاق وفي ذلك خرقٌ للقرار الدولي 1701.

كان جوابه أنه يتوقّف وتحلّ مكانه أقمار اصطناعية تحلّق طبعاً على مسافات مرتفعة جداً في الأجواء – النقاط الست أو السبع المختلف عليها في "الخط الأزرق" المرسوم بين لبنان وإسرائيل يتم إيجاد الحل لكل منها ولمصلحة لبنان باستثناء ما يُسمّى الـ"B1". وإسرائيل تتمسّك بهذه النقطة لأنها تكشف الساحل الإسرائيلي كله – لا بحث في مزارع شبعا التي يُطالب لبنان باستعادتها منها لأن الجيش السوري كان فيها عندما احتلتها ولأن سوريا اعتبرتها دائماً سورية. وإن كانت قالت سابقاً أو قبل مدة طويلة وشفهياً إنها لبنانية فإنها تراجعت عن هذا الموقف. لا حل لهذه القضية لاحقاً إلا بتفاوض أو بحث بين لبنان وسوريا – الغجر قسمان جغرافياً واحد سوري وآخر لبناني. سكانها سوريون علويون يحملون جوازات سفر إسرائيلية. وبسبب النموّ الديموغرافي السوري توسّع أبناء الغجر السورية في القسم اللبناني منها. هذا القسم يبقى لبنانياً ويمكن ترتيب أوضاعه بعقد إيجار بين دولة لبنان وهؤلاء – هدنة غزة إذا تمّ التوصل إليها لا تعني هدنة بين لبنان – "حزب الله" وإسرائيل – إرسال خمسة آلاف جندي لبناني إضافي الى الجنوب للعمل مع "اليونيفيل"".

هل خطة آموس هوكشتاين هذه لا تزال على طاولة التفاوض عبر الأميركيين بين لبنان وإسرائيل؟ لا شيء رسمياً صدر عن واشنطن والمكلّف من الرئيس بايدن "ترسيم" الحدود البرية بينهما. لكن نُقل عنه أخيراً أنه تكلّم في حفل عشاء في واشنطن حضره نواب لبنانيون قبل مدة غير بعيدة وأميركيون من أصل لبناني يعملون في إطار جمعية معيّنة لمساعدة وطنهم الأم، عن مساعيه الترسيمية البرية بين لبنان وإسرائيل. كان كلامه مخالفاً جزئياً للخطة التي سلّمها للرئيس بري المفصّلة أعلاه ولا سيما في موضوع تصحيح الأخطاء الستة أو السبعة في الخط الأزرق ولمصلحة لبنان، كما في موضوع تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء لبنان، إذ قال إنه سيستمر ولكن على مسافات عالية جداً. لكن لا يبدو أن الرئيس بري وحلفاءه يصدّقون ما نُقل عنه سواء كان صحيحاً أو غير صحيح. فالمناورات وتفاصيلها لا يطرحها بدقة وسيط محترف مثل هوكشتاين في مأدبة عشاء، علماً بأنه كان عليه كممثل لرئيس دولته أميركا أن لا يشارك في حفلات اجتماعية ومآدب تطغى عليها الحماسة ومعها الرغبة في إرضاء الضيوف اللبنانيين فيها. في أيّ حال، لا يزال هوكشتاين بل يحضّر لكنه لن يقول شيئاً في العلن أو يجب أن لا يقول شيئاً في العلن لأن مهمته دقيقة وجدّية لإسرائيل حليفة بلاده كما للبنان، ولأن عليه الابتعاد عن شعبوية اللبنانيين وإن رسميين في مآدب واشنطن سواء حصلوا على الجنسية الأميركية من زمان أو بقوا على جنسيتهم اللبنانية. في أي حال قد يكون "الخبر" عن مهمة هوكشتاين "اليوم بفلوس" كما يُقال. لكنه عندما يحين أوان إنجاز مضمونه وإعلانه سيُصبح "ببلاش" كما يُقال أيضاً.

انطلاقاً من ذلك يمكن القول إن مهمة هوكشتاين مستمرة لكن في هدوء وبعيداً من الإعلام. ولا يمكن التمسّك هنا بأن ما ورد في الخطة شبه النهائية التي سلّمها الى الرئيس بري "مُنزل" وأن لا تعديل يمكن أن يُدخل عليه سواء من جهة لبنان أو من جهة إسرائيل أو حتى من إدارة بايدن المهتمة جداً بأمن إسرائيل حليفة أميركا التاريخية، ولكن المهتمة جداً أيضاً بلبنان. ليس لأنه البلد المُعجزة الذي لا وجود لجماله واستقراره وأمنه وهناء شعبه ووحدته وديموقراطيته ونظافة هوائه ومياهه وافتقار شعبه، بل لأنه يهم إيران الإسلامية والولايات المتحدة أيضاً من زاوية استراتيجية، إذ تسعيان منذ أعوام الى علاقة طبيعية تفتح طريق العودة الى "الماضي السعيد" بينهما.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا