زراعة الشعر في لبنان واحدة من أكثر العلاجات التجميليّة طلباً
شهدت السياحة الطبية المحلية تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، مع تركيز كبير على الإجراءات التجميلية، بما في ذلك زراعة الشعر، لذلك أصبح لبنان وجهة مفضلة للكثيرين الباحثين عن علاجات تجميلية متطورة. وبفضل مزيجه الفريد من الخبرات الطبية المتقدمة، والتكلفة المعقولة وثقافته الغنية وتاريخه الطويل، صار مركزا رئيسيا للسياحة الطبية، حيث يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، لتفوق مرافقه الطبية المتحضّرة وخبراته الواسعة في مجالات الترميم والتطبيب الصحي. وزراعة الشعر هي واحدة من أكثر العلاجات طلبا، التي تطورت بشكل كبير لتشمل ليس فقط فروة الرأس، ولكن أيضا زراعة الذقن عند الرجال والحواجب عند النساء.
ارتقاء هذه التكنولوجيا
وفي الإطار، يعود تاريخ هذا الانجاز في لبنان إلى عدة عقود، لكن التقنيات الحديثة قفزت بهذا المجال إلى آفاق جديدة، لان الطبيب اللبناني يستخدم اليوم أساليب متقدمة مثل زراعة الشعر باستخدام تقنية الاقتطاف (FUE)، التي توفر نتائج طبيعية ودائمة، مع تقليل وقت الشفاء والألم.
وفي هذا الشأن، تقر الدول العربية والأوروبية ان ما يجعل لبنان وجهة مفضلة للسياحة الطبية، وبخاصة زراعة الشعر، العوامل المتعددة التالية:
1- الكفاءة: يتمتع لبنان بطواقم طبية متخصصة ومدربة على أعلى المستويات في مجال زراعة الشعر والتجميل.
2- التكلفة المعقولة: بالمقارنة مع الدول الأوروبية والأميركية، يقدم لبنان أسعارا منافسة دون التنازل عن الجودة.
3- الاساليب المتقدمة: اعتماد أحدث التقنيات في زراعة الشعر لضمان أفضل النتائج.
4- الحفاوة: يُعرف لبنان بحسن استقباله وكرم ضيافته، مما يجعل تجربة السياحة الطبية مريحة وممتعة.
وانطلاقا من كل ما تقدم، تواصل السياحة الطبية وخاصة في مجال زراعة الشعر النمو والازدهار، بفضل الابتكار والتفاني في تقديم أفضل الخدمات الطبية، سواء كان الفرد يبحث عن تحسين مظهر الشعر، الذقن أو الحواجب، فإن لبنان يقدم الحلول المثالية مع تجربة سياحية لا تُنسى.
الزراعات المرغوبة!
من جهتها، قالت الطبيبة المتخصصة في الامراض الجلدية والطب التجميلي الدكتورة غادة قصير لـ "الديار": "لم تعد زراعة الشعر في الآونة الأخيرة تقتصر على فروة الرأس فقط، اذ شهدت زراعة الذقن عند الرجال والحواجب عند النساء إقبالا كبيرا. لذلك، الاشخاص الذين يرغبون في تحسين مظهر ذقونهم أو تكثيفها، يمكنهم الاستفادة من التقنيات الدقيقة للحصول على مظهر طبيعي وجذاب. اما بالنسبة للنساء، فتعتبر زراعة الحواجب حلا مثاليا لمن يعانين من حواجب رقيقة أو غير متناسقة، مما يعزز من جمالهن وثقتهن بأنفسهن".
وأضافت "أصبحت هذه العمليات من الأمور المهمة ومطلوبة جدا، وعليها إقبال كثيف على الرغم من توفر العلاجات المتعددة والجديدة، وآخرها عالم "الاكسوزوم" و "PRP" وفي السابق البلازما، وهناك أيضا التطبيب بواسطة الخلايا الجذعية. وتداوي هذه الوسائل مشكلة الصلع الوراثي والصلع الدائم، كما تحتل الأرقام الأولى عالميا في قطاع "Esthetique".
وعما اذا كان هناك طلب زائد على زراعة الشعر في لبنان، وسياحة مضاعفة من اجل القيام بهذا الفعل الطبي؟ تجيب قصير: "نعم لاحظنا مؤخرا تهافتا كبيرا، وتبيّن الأرقام ان لبنان بدأ ينافس جميع البلدان المحيطة به، رغم وجود دول مجاورة متفوقة في هذه الصنعة مثل تركيا".
لماذا لبنان؟ تجيب "لان التقنيات المتوافرة في بعض المراكز متقدمة مقارنة مع تلك الموجودة في الدول الأخرى. ونحن كأطباء لبنانيين نستثمر في هذه الحرفة الحيوية من جهة شراء أحدث الأدوات والماكينات، الى جانب تميزنا بالعمل الإبداعي الفريد".
وأشارت الى "ان زراعة الشعر تتطلب أيضا نوع من الفن والثقافة الطبية والعلم، وهذه الجوانب جميعها مؤمنة في لبنان أكثر من البلدان الأخرى، لهذا السبب يقصد العديد من الناس بلدنا".
واشارت الى ان "المعرفة جعلت الناس يدركون الفرق بين الزراعة التقليدية وتلك المتطورة المبنية على الابتكار، ويأتي الوافدون الأجانب الى لبنان طلبا لإجراء هذه العمليات ، نظرا للأداء المتمكّن من قبل الاختصاصيين". وأضافت: "نحن بحاجة الى مساعدة الوزرات المعنية من اجل تفعيل الدعاية السياحية ، بغية الوصول الى درجات أكبر من الانتشار واستقطاب الافراد من خارج لبنان، لما لذلك من إيجابيات على صعيد تنمية الاقتصاد المحلي، ونستحق ذلك عن جدارة نظرا للخبرات والمهارات التي يتحلى بها اطباؤنا".
التسويق لغة العصر!
من المؤكد ان ترويج المؤسسات الرسمية المعنية للسياحة الطبية في لبنان، يمكن أن يكون خطوة استراتيجية مهمة لتقوية هذا القطاع، الذي يمتلك إمكانيات كبيرة. وهناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر سلبا او إيجابا، على الرغم من عدم وجود قوانين تمنع التحفيز للسياحة الطبية.
تحديات محتملة
بالموازاة، أوضحت مصادر سياسية مطّلعة لـ "الديار" ان "بإمكان وزارة السياحة ان تؤدي دورا كبيرا في الترويج للسياحة الطبية، من خلال استراتيجيات مستدامة وشراكات فعالة، مما يمكن أن يسهم في تنشيط الاقتصاد اللبناني، وشد المزيد من الزوار الباحثين عن العلاجات الطبية المتقدمة، من خلال الخطوات التالية:
1- التعاون مع القطاع الطبي: إقامة شراكات مع المستشفيات والمراكز الطبية لتوفير حزم علاجية وسياحية جذابة.
2- الترويج الدولي: ويكون بإطلاق حملات تسويقية على المستوى الدولي تُبرز الخبرات الطبية المتقدمة والتكلفة المعقولة للمداواة في لبنان.
3- الانخراط في المعارض الدولية: مشاركة لبنان في المعارض والمؤتمرات الطبية الدولية لعرض خدماته ومزاياه في هذا المجال.
4- تطوير البنية التحتية: تحسين الهيكل الاساسي للسياحة الطبية، بما في ذلك الخدمات الفندقية والنقل، لتلبية احتياجات الزوار.
5- الاستفادة من الإعلام الرقمي: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، للوصول إلى جمهور واسع وعرض قصص نجاح للمرضى، الذين تلقّوا علاجات طبية في لبنان.
6- تسهيلات التراخيص: تيسير إجراءات الحصول على تأشيرات للمرضى الأجانب، لتشجيع المزيد من الضيوف على القدوم إلى لبنان.
وختمت المصادر "مما لا شك فيه ان لبنان يواجه منافسة قوية من دول مثل تركيا وإيران في مجال السياحة الطبية، ولكي يبرز بين هذه الدول، يجب التركيز على التفوق الطبي. وبالتالي، التأكيد على جودة وكفاءة الخدمات الطبية اللبنانية، وتقديم تجربة متكاملة تشمل العلاج، بالإضافة إلى السياحة والثقافة اللبنانية، وتبنّي أحدث التقنيات والاساليب لضمان واعطاء أفضل النتائج للمرضى، ولبنان قادر".
ندى عبد الرزاق - الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|