منطقة "منزوعة الحياة".. مخطط الأمر الواقع
تُنذر كثافة الإعتداءات وطبيعتها المدمرة للمناطق الحدودية الجنوبية بأن إسرائيل تعمل ومن خلال الإعتداءات المركزة على إقامة منطقة عازلة وخالية من المواطنين و"غير قابلة للحياة"، حيث يشير عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب الدكتور قاسم هاشم، إلى أنه منذ الأيام الأولى للعدوان، أصبح واضحاً أنه من خلال استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً من قذائف فوسفورية وغيرها وعبر استهداف المنازل، أن التوجه كان لتحويل المنطقة الحدودية إلى منطقة "منزوعة الحياة"، إذ لم يتمّ استثناء الحجر أو البشر.
ويكشف النائب هاشم في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، بأن "العدو أراد أن يخلق منطقة خالية من البشر والشجر وينفذ غاياته وفق ما كان يطرح من أفكار على الموفدين وفي المبادرات التي كان يطرحها لدفع أبناء المناطق الحدودية للتراجع إلى مسافات معينة أو إخلائها، وذلك منذ الأيام الأولى للحرب وليس في هذه المرحلة فقط".
ولا يقتصر هذا التدمير للحياة على البشر والحجر فقط، كما يضيف النائب هاشم، الذي يلفت إلى أن الإعتداءات استهدفت الأراضي الزراعية والبنى التحتية من محطات مياه وكهرباء ومدارس ومؤسسات، من أجل دفع المواطنين إلى النزوح، مع العلم أن القصف لا يقتصر فقط على القرى الحدودية بل على مناطق بعيدة في البقاع وبعلبك كما في البقاع الغربي.
وعن النزوح الحاصل عن القرى الحدودية أو المنطقة التي تسعى إسرائيل إلى إقامتها عبر النار، يؤكد النائب هاشم أن "الأهالي لم يغادروا هذه القرى بشكلٍ نهائي بل هم يترددون إليها بين الحين والآخر، من أجل زيارة منازلهم وأراضيهم، على الرغم مما أصابهم من استهداف، وذلك من أجل منع هذا المخطط الهادف إلى إفراغ المنطقة وتفويت الفرصة على إسرائيل بإقامة منطقة منزوعة الحياة، وذلك على الرغم من كل عدوانيتها.
وعن احتمالات توسعة مساحة الإعتداءات، يتحدث هاشم عن إرادة إقليمية ودولية لمنع أي حرب واسعة على الجنوب، موضحاً أن هذا ينسجم مع وقوف المقاومة بوجه أي عدوان أو همجية إسرائيلية تمثل نموذجاً مصغراً عن عدوانه على غزة.
ويشدد هاشم على أن ما يمنع العدو عن تنفيذ خطته، هو ما يواجهه من ردع واستخدام جديد للمقاومة لهذا الردع، بشكل لم يكن يتوقعه وهذا ما يخشاه إذا كانت المقاومة تمتلك من قدرات وإمكانات أكبر من إمكاناتها الحالية.
وعن احتمال عودة الموفد الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت بطرحٍ جديد، يشير هاشم إلى أن هوكستين ربط عودته بوقف إطلاق النار في غزة، وقد يعود في أي لحظة من أجل استئناف مبادرته باتجاه تطبيق القرار 1701 ، موضحاً أن الإدارة الأميركية قد أبلغت المعنيين في المنطقة بأنها لا تريد توسعة الحرب وهذا ما أبلغته إلى أركان الموجودين في الولايات المتحدة، ولذلك قد تحصل زيارة مفاجئة لهوكستين كما سبق وفاجأ بيروت بزيارةٍ منذ أيام، كونه يمثل الإرادة الأميركية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|