الصحافة

باسيل متردد... واستطلاع رأي في "التيار" لفصل نواب ولخيار جديد غير فرنجية

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يحسم رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل بعدُ قراره بشأن فصل عضو تكتل "لبنان القوي" النائب آلان عون من "التيار". هو لا يزال يحاول أن يستوعب استباقياً أي ردات فعل على هكذا قرارات تؤدي لتقلص إضافي لعدد نواب "لبنان القوي" كما قد تؤدي لاستقالات لمحازبين.

وصدر عن باسيل الثلاثاء الماضي سلسلة مواقف أوحت بأنه قد يكون اقترب من إعلان فصل عون الذي تم استدعاؤه إلى المجلس التحكيمي داخل "التيار" مرتين بحجة مخالفته قرارات وتعليمات القيادة. ويأخذ باسيل على عون بشكل أساسي أنه لم يلتزم بالتصويت للوزير السابق جهاد أزعور خلال الجلسة التي انعقدت لانتخاب رئيس في حزيران، علماً أن النائب عون لم يعلن عدم التصويت له، بل رفض خلال مشادّة بينهما الإفصاح عن الاسم الذي اقترع لصالحه، بخلاف نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب الذي أعلن صراحة عدم التزامه بالتصويت لأزعور، ما أدى مؤخراً لفصله من "الوطني الحر". 

واعتبر باسيل خلال حفل عشاء شارك فيه الرئيس السابق ميشال عون الثلاثاء أن "الحفاظ على "التيار" أهم من الحفاظ على أي فرد فيه؛ لأن "التيار" أكبر من أي فرد، أكبر مني ومن أي واحد منا"، وتساءل: "هل تتخيلون نائباً من أحزاب ثانية، يصوّت لمرشّح خلافاً لقرار حزبه ويبقى فيه، أو يخرج على الإعلام ويتحدث خلافاً لسياسة حزبه ويبقى فيه، أو يقوم بسفرات ولقاءات واجتماعات ومبادرات وسياسات مغايرة لسياسة حزبه ومن دون علم حزبه ويبقى فيه؟". 

ولعل ما رجّح فرضية اقتراب إعلان فصل عون هو إجراء "التيار" استطلاع رأي داخلياً حزبياً عبر تطبيق خاص به، ورد فيه أسئلة من نوع: "هل تقبل أن يكون للنواب والمسؤولين في التيار سلوك ومواقف وتصريحات لا تلتزم بسياسة التيار وقراراته ونظامه؟"، كما سؤال: "هل توافق أن التيار أكبر من أي فرد فيه ولو كلّف الحفاظ عليه خسارة أي نائب أو مسؤول فيه؟". 

وتؤكد المعلومات أن مؤسس "التيار" العماد ميشال عون يغطي أي قرار يتخذه باسيل في مجال فصل غير الملتزمين من النواب والقياديين. هو غطى فصل بوصعب وترك لباسيل اتخاذ القرار بما يتعلق بابن شقيقته آلان عون.

وقالت مصادر نيابية قريبة من باسيل لـ"الشرق الأوسط" إنه "بعكس ما يشاع، فإن قرار الفصل لم يُتخذ ولا يزال هناك نقاشات ومحاولات لعدم الوصول إلى اتخاذ هكذا قرارات". 

ويعتبر مؤيدون لباسيل أن "ما يقوم به طبيعي ومفهوم جداً، وهو يحصل في كل الأحزاب لكن بعيداً عن الأضواء"، ويرون أن "ترك الحرية لكل نائب أو قيادي باتخاذ القرارات التي تناسبه يضرب مفهوم الانتماء الحزبي ويؤدي إلى تضعضع "التيار" وإضعافه". 

بالمقابل، استهجن مصدر قيادي في "لبنان القوي"، معارض لباسيل، إصرار الأخير على الخروج لـ"نشر غسيل "التيار" ومهاجمة نواب التكتل وقيادات مؤسسة له بالعلن"، معتبراً في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "ما يريده بات واضحاً، ومفاده الاستئثار بقرارات الحزب وإقصاء كل من يرفع الصوت للتعبير عن رأي آخر". وقال المصدر: "يعي النواب الذين يعارضون هذا الأداء أنه في حال إقصاء أحدهم فإنه سيأتي الدور عليهم؛ لذلك هم راهناً يد واحدة وصوت واحد". 

ولطالما تم التداول بأسماء 5 نواب يعارضون علناً طريقة قيادة باسيل لـ"التيار" ويرفضون ما يقولون إنه "استئثار" باتخاذ القرارات. وتشير المعلومات إلى أنه في حال فصل عون فإن نواباً آخرين قد يستقيلون من «التيار»، ما يجعل على الأرجح باسيل يتريث في التعامل مع الملف؛ لأن من شأن ذلك أن يؤدي لتقلص كتلة "لبنان القوي" التي تقلصت من 21 نائباً إلى 19 مع خروج النائب الياس بوصعب منها، ومن قبله وزير الصناعة والنائب جورج بوشكيان بعد فصله من حزب "الطاشناق". ولم يتضح ما إذا كان النائب محمد يحيى الذي انضم إلى تكتل "التوافق الوطني" لا يزال جزءاً من "لبنان القوي"، مع العلم أن نائبي "الطاشناق" والنائب يحيى لم يلتزموا أصلاً بالتصويت لأزعور وصوتوا لرئيس "المردة" سليمان فرنجية.

تبدو خبايا الكواليس الرئاسية كثيرة، وكل يوم تظهر بشكل متجدّد فتزيد الاسماء المرشحة الى الرئاسة، وتلك التي يتم التداول بها من دون معرفة برنامجها، او على الاقل وجود دعم نيابي لها كي تحظى بالتصويت، إضافة الى غياب اي دعم داخلي او خارجي لها، فضلاً عن أسماء شخصيات طموحة مغمورة وغير معروفة، عملت في مجالات عديدة وهدفها الوصول الى قصر بعبدا.

 لكن ووسط الانقسامات والخلافات، تبقى هوية مَن سيصل الى المركز الاول غير معروفة، حتى ولو جرى التلميح اليها من بعيد، فالكلمة الفصل وكما جرت العادة في لبنان، هي للضوء الخارجي الذي يتفق اولاً على اسم الرئيس اللبناني، ومن ثم يتصاعد الدخان الابيض من الداخل، ليصل الرئيس المقبول من اكثرية الاطراف، ولو على ظهر تسوية جديدة سياسية كما اعتاد اللبنانيون.

وسط هذا التخبّط والسيناريوهات التي تُحضّر، يبدو رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، كمَن يقاتل وحده على الجبهة، ضمن صورة سلبية مطوّقة بالازمات والانهيارات التي لا تنتهي، والمرشحة الى التفاقم، وهذا ما يتردّد في الكواليس مع غياب الحلفاء ، الذين يعمل باسيل على استعادتهم بصعوبة، ولو من تحت الطاولة وبصورة خفية، خصوصاً بعدما غيّر لهجته منذ فترة وجيزة في إتجاه حارة حريك، لكن "لم يمش الحال" مع الحزب، خصوصاً خلال اللقاء الذي جرى بين باسيل ورئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" محمد رعد منتصف الشهر الماضي، وتحديداً خلال طرح باسيل لمبادرته الرئاسية. ووفق كواليس التيار الوطني الحر وحزب الله فلا يمكن ان تصل  العلاقة بينهما الى القطيعة، مهما حصل بينهما من تبادل للردود والسهام، لانه في نهاية الامر سيعود الطرفان الى طاولة حوار للتنسيق من جديد، على الرغم  من التباينات والاختلافات في وجهات النظر.

هذا المشهد السلبي المرفوض من قبل باسيل المأزوم سياسياً ورئاسياً، جعله يستدير بقوة في اتجاه عين التينة، علّه يخرج بمنفعة ما، لذا وبعدما تأكد له خلال اللقاء الاخير مع النائب رعد أنّ رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية خط احمر لدى حزب الله، وأنه المرشح الوحيد لديهم ولن يُستبدل بآخر، لانهم يثقون به كثيراً ، لذا انطلق باسيل بخطة اخرى وضع من خلالها الكرة الرئاسية في ملعب رئيس مجلس النواب نبيه برّي، اللاعب الرئاسي الاول على الساحة، لذا استعان به  باسيل وفق مقولة: "لا للتباين السياسي مع الحليف القديم – الجديد مهما حصل". وفي هذا الاطار افيد بأنّ لقاءً عقد قبل حوالى الاسبوع بين برّي وباسيل بعيداً عن الاضواء، جرى خلاله طرح فكرة باسيل الجديدة، وهي اختيار برّي لمرشح رئاسي جديد غير فرنجية، مع وعد باسيل بتصويت نواب تكتل "لبنان القوي" له.

الى ذلك، وعلى الرغم من معرفة باسيل بأنّ بري لن يوافق على هذا الطرح، لانه متمسّك بفرنجية ومتفق مع الحزب على ذلك،  أي انّ كلمة الثنائي معروفة في هذا الاطار ولن تتغير، فإنن باسيل ما زال يحاول علّ الوضع يسير وفق ما يبغي، مع تأكيد المقرّبين منه أنه لن يقبل وصول فرنجية الى قصر بعبدا مهما جرى،  فيما ما زال فرنجيه يأمل بانقلاب الوضع لمصلحته، لانّ رئيس "الوطني الحر" لطالما ردّد على مسامع حارة حريك أنه لن يوافق على وصول رئيس لا يرضى عنه الحزب، لكن تبدلات باسيل الفجائية أطلقت الهواجس والمخاوف لدى رئيس "المردة"، الذي لطالما تلقى نصائح باريسية بمحاولة التقرّب من باسيل، لكسب اصوات تكتل "لبنان القوي" في المعركة الرئاسية، والنصيحة عينها تلقاها ايضاً من حزب الله، لكن ووفق ما نقل الوسطاء فالمهمة هذه تبدو شاقة، فباسيل اتخذ قراره ونقطة على السطر، وفق ما ينقل المقرّبون منه، لذا وضع الكرة في عين التينة مع امنية بتحقيق ما يطمح اليه، فيما الكواليس تؤكد أنّ الامنية العونية ستبقى صعبة التحقيق.

 بولا أسطيح -"الشرق الأوسط"

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني