خطاب نصر الله "منخفض السقف"... او غلبت عليه العقلانية؟!

اعتبر مراقبون سياسيون ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال تشييع القيادي العسكري فؤاد شكر، بـ"منخفض السقف"، لا سيما بالمقارنة مع المكانة الكبيرة التي كان يحتلها الاخير، كما ان اغتيال شكر في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية، استتبع باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في قلب طهران، عاصمة الممانعة!
يرفض مصدر مقرب من حزب الله الكلام عن سقوف عالية او منخفضة، فيما يتعلق بالمواقف التي يطلقها الامين العام، قائلا: حين يكون هناك ظروف تحتاج الى قرار تستحضر كل القدرات العقلانية والتقديرات الموضوعية التي لا تُخلّ ابدا بالاهداف او بالتوجه.

وفي حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، يذكر المصدر ان ظروف الخطاب جاءت نتيجة للعدوان الاسرائيلي على لبنان وطهران واليمن سابقا، وهذا ما يقتضي العقلانية، مشددا على ان لا غبار على هذا الخطاب او سواه، لا سيما وانه جاء قويا في المضمون ووجه الرسالة الواضحة الى كافة المعنيين بدءا من الاسرائيلي والاميركي...
ويشدد المصدر على ان خطاب "السيد" كان واضحا بان هذا العدوان لا يمكن ان يمرّ دون الرد، مضيفا: على الاسرائيلي ان يهاب ما ينتظره، اذا ما تجاوز حدود قواعد الاشتباك، وهذا ما لا يحتاج الى تفسير، فقد اكد السيد ان القرار متخذ وتنفيذه مرتبط بظروف وتقديرات الميدان.
وردا على سؤال، يؤكد المصدر ان المواجهة مستمرة وهي تعبيرا عن مساندة الحزب لشعب فلسطين في غزة والضفة ودعما للمقاومة، وبالتالي اذا كان هناك فعلا من يهتم بعدم استمرار المواجهة او تطورها عليه ان يلزم الاسرائيلي بوقف جرائمه وما يقوم به بحق شعب فلسطين.
ويضيف: في هذا الاطار ايضا كانت الرسالة واضحة بالامس، حيث ان الحزب موجود ومستمر في موقع المساندة، ولا شيء يؤثر على قراره وعزمه، فاذا نجح الاسرائيلي في استهداف احد مسؤولي الحزب، فان الامر لن يؤثر في قدراته ولا في عزمه ولا في تصميمه، لأن الرد آت وما هو الا مسألة حسابات.
وماذا عن وحدة الساحات، أليس هذا الوقت المناسب للقيام باعمال مشتركة؟ يجيب المصدر: الساحات حاضرة، كل واحدة تتصرف وفق تقديرها للهدف، لكن هذا لا يمنع ان يكون هناك تطور، حيث ان كل طرف موجود في هذا المحور يحدد كيفية ترجمته للرد. ولكن من حيث المبدأ التنسيق قائم والجهد مشترك، وتوزيع المهام يكون حسب الظروف والامكانات لدى كل طرف، وفي ضوء ذلك يتم توزيع اساليب الرد ومسؤوليتها وطريقتها.
من جهة اخرى، سئل: ماذا عن التطمينات التي تلقتها الحكومة بشأن الرد الاسرائيلي؟ يجيب المصدر عينه: الموفدون الغربيون الى لبنان مارسوا نوعا من التضليل عمدا ، لكن بالنسبة الى المقاومة تقديراتها واضحة وهذا الامر لا ينطلي عليها.
ويعتبر ان الديبلوماسية اللبنانية تتلقى التقارير وتسمع وتعطي اجوبتها بحسب سياسة الدولة اللبنانية، لكن في العموم موقف الحكومة لا شائبة فيها، خصوصا وانها تدرك تماما ابعاد الصراع القائم وخطورته على لبنان وتدرك ايضا ما يقوم به العدو الاسرائيلي.
ويختم المصدر مؤكدا: نحن في مواجهة مفتوحة، والاسرائيلي تجاوز الجبهة ونجح في استهداف شخصية بحجم القيادي فؤاد شكر هذا الامر قد يحصل، وهو ليس بالنسبة للمقاومة من خارج الحسابات... ولكن الرد آتٍ.

عمر الراسي - "اخبار اليوم"