محليات

وليد جنبلاط الأجرأ

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كثرٌ يعملون في السياسة.. لكن قلّة يحترفونها. كثرٌ هم من يقرأون في التاريخ، وقلّة يتعلمون دروسه ويصنعون أحداثه. كثرٌ يحاولون المبادرة وقلّة منهم تنجح في الأوقات العصيبة.

كثرٌ من يدّعون الجرأة والشجاعة.. لكن قلّة تواجه في المحطات الأساسية المفصلية.

مما لا شك فيه أن وليد جنبلاط صدم الكثيرين في المرحلة الأخيرة، بالمعنى البديهي للكلمة. لكن مَن يقرأ تاريخ ومواقف وليد جنبلاط في العقدين الماضيين (على سبيل المثال لا الحصر)، يجب ألا ينصدم إطلاقاً.

في العام 2000، كان وليد جنبلاط الأجرأ في مواجهة النظام الأمني السوري – اللبناني، بالشراكة مع قرنة شهوان والشهيد رفيق الحريري والقوى الديمقراطية في لبنان.

في العام 2001، كان الأجرأ في تثبيت المصالحة الوطنية بالشراكة مع البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.

في العام 2004، كان الأجرأ في رفض تمديد النظام السوري لإميل لحود، وتصدّر مع رفاقه لائحة الشرف.

في العام 2005، كان الأجرأ في مواجهة النظام الأمني والوجود السوري إثر اغتيال الرئيس الحريري وقاد مع آخرين الاستقلال الثاني للبنان.

في العام 2006، كان الأجرأ في احتضان أبناء الجنوب النازحين من عدوان تموز متجاوزاً الخلاف السياسي الكبير مع حزب الله، مؤكداً تاريخه وإرث حزبه في مواجهة إسرائيل.

ولاحقاً، واجه موجة التهديد والتخوين الممنهج من قبل الحزب وحلفائه، وكان الأشجع في تلك المواجهة والأجرأ بسؤاله لمن سوف تهدي هذا النصر يا سيّد؟

في العام 2008، كان الأجرأ مع أهل الجبل في مواجهة غزوة السابع من أيار، في الوقت الذي كان فيه الحلفاء المفترضون في موقع المتفرّج، إن لم نقل أكثر.

في العام 2009، كان الأجرأ في الخروج الى الوسطية من أجل مصلحة البلد في مواجهة الانقسام الداخلي الحاد، محافظاً بالحد الأدنى على ما تبقّى من 14 آذار.

في العام 2011، كان الأجرأ في دعم ثورة الشعب السوري في مواجهة بشار الأسد ونظامه الاستبدادي المجرم. وكان الأجرأ في دعوته أبناء جبل العرب الى عدم الانجرار الى الفتنة مع باقي مكونات الشعب السوري.

في العام 2012، كان الأجرأ في الحديث عن التخاذل في دعم الشعب السوري خلال مؤتمر الإشتراكية الدولية، كما كان الأجرأ في طلب الدعم بالسلاح النوعي لمواجهة البراميل المتفجرّة والمقتلة التي يديرها نظام الأسد.

وكان الأجرأ لاحقاً في تحذير أهل الجبل من الإنجرار الى المخططات المشبوهة التي تحاول اسرائيل (ولم تزل) زجّ الدروز فيها خدمة لمصالحها الاستراتيجية، وفي التمسك بانتمائهم العربي وما خذلوه بذلك قط.

في العام 2016، كان الأجرأ في محاولة منع وصول ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، لكن بعد خذلان الحلفاء المفترضين، وعندما تيقن من حتمية وصول عون حاول عدم كسر التوافق المسيحي (بما يمثله) ومنح أصوات كتلته النيابية، وحاول مدّ يده.

في العام 2017، كان الأجرأ في التأكيد على تمسكه بالقضية الفلسطينية عندما سلّم الراية الى وريثه تيمور جنبلاط وألبسه الكوفية طالباً من حفظ الوصية.

في العام 2022، كان الأجرأ في تحذير حزب الله من ممارساته في السويداء لجهة التحريض على الاقتتال الداخلي ودعم عصابات تهريب السلاح والمخدرات، محذراً أن لدروز سوريا امتدادات عائلية في لبنان.

في العام 2023، كان الأجرأ في دعم انتفاضة أهل السويداء وما يمثله الشيخ حكمت الهجري بمواجهة ظلم النظام والعقاب الجماعي الذي يمارسه على دروز الجبل.

ومع بداية العدوان الاسرائيلي على غزة، كان الأجرأ في دعم مقاومة الشعب الفلسطيني بمواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو بهدف تصفية القضية الفسلطينية.

أما بالنسبة الى لبنان، فوليد جنبلاط الأجرأ في محاولاته تحصين الداخل اللبناني تحضيراً لتداعيات الحرب المدمرة فيما لو وقعت.. أما دولياً، فبادر بشتى الوسائل المتاحة بالنسبة له، ومنها الاجتماعات التي عقدها مع زعماء العالم من موسكو وباريس والدوحة والكويت وعمان.. علّه يؤخر قدراً محتوماً.

بعد جريمة مجدل شمس، كان الأجرأ في وأد الفتنة والمحاولات الإسرائيلية السريعة للاستثمار في الحادثة، فكان له الموقف الواضح والحاسم الذي قطع دابر هذه المحاولات، وأتى بعدها موقف أهل الضحايا وأهل الجولات ليؤكد صوابية موقفه.

وأخيراً، فاجأ وليد جنبلاط الحلفاء قبل الخصوم بحضوره معزياً في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو لذلك يطوي ذيول الإنقسام الداخلي الكبير وتراكماته الكثيرة، تمهيداً للآتي من ويلات على لبنان إذا ما وقعت الحرب الكبرى.

إنه وليد جنبلاط أيها السادة. يبقى الأجرأ في مواقفه والأفعل في حركته والأقدر على التعاطي مع المتغيرات بواقعية كبيرة وبنبل كبير، وبوطنية لا يضاهيها أحد.

خضر الغضبان - الأنباء الالكترونية

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني