محليات

من يصدّق أن هناك من يتحضّرون للحرب في لبنان بزيادة كل أنواع الأعباء على الناس؟؟؟...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

دول كبيرة وصغيرة، الى جانب مؤسّسات وجهات دولية عدّة تدعو الى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والى حماية المدنيين، سواء في قطاع غزة أو لبنان أو مختلف نقاط التوتر العسكري في الشرق الأوسط والعالم. فيما يتوجب على كل الأطراف والأحزاب والشخصيات السياسية وغير السياسية المؤثِّرَة في لبنان، أن تُسرّع خطواتها في تشكيل خلايا أزمة لدعم جماهيرها والناس جميعاً، تحسّباً لأي نوع من المخاطر التي ستُصيب الجميع في ما لو انزلقنا الى تدهور عسكري.

الدولة...
وهذا العمل يجب أن يحصل سريعاً، وبعيداً من الخطابات السياسية، وتسجيل النقاط الحزبية والسلطوية بين مختلف الأفرقاء في البلد.
فالمخاطر شديدة، والقلق كبير، ولا يجوز الاكتفاء بالنّظر الى الناس وهم يتعذّبون جوعاً ومرضاً وتشريداً، في حال حصول أي طوارىء عسكرية مدمّرة. كما أن الدولة مُلزَمَة بتوفير الموارد والحاجات كافة، من أي مكان، وفي كل المجالات الحيوية، وهذه مشكلتها وليست مشكلة أي أحد آخر في هذا البلد، ومن واجبها أن تكون بمستوى المسؤولية والنجاح فيها.

خطابات
ولكننا لن نخدع أنفسنا بانتظارات كثيرة، ولا بالغوص في ما يتوجّب حصوله. ففي بلادنا، هناك من ليسوا جاهزين سوى ليتفرّجوا علينا نتعذّب، ظنّاً منهم أن ذلك سيمنحهم فرصة الفوز بمقاعد نيابية ووزارية أكبر في مرحلة ما بعد التسويات الكبرى، ورسم مستقبل البلد.
وهم لا يجهّزون لشيء سوى لخطابات الـ "يجب أن"، و"سوف"... والتذكير بأخطاء ماضية، لا لشيء سوى للقول للناس إنه لو كنّا نحن في الحكم خلال هذه الحقبة أو تلك، فلما كنتم تتألّمون تحت نير الحرب الآن، ولما كانت الدولة لتُصبح بتلك الحالة الصعبة. وأما عندما يحين وقت تذكيرهم بضرورة توفير مساعدات، أو تشكيل خلايا أزمة تساعد كل الناس، لا الشرائح الاجتماعية التابعة لهم سياسياً أو حزبياً فقط، فسنجدهم "يختفون" ويغيبون عن السّمع، أو يتحدثون عن أننا لسنا الدولة، بل هناك دولة في لبنان، وهي التي يتوجّب عليها أن تفعل كذا وكذا.

زيادة الأعباء
من يصدّق أن هناك أطرافاً في بلادنا اليوم، لا تفعل شيئاً سوى الاهتمام بمصالحها السياسية وغير السياسية الخاصة، وذلك رغم كل ما يُحيط بنا من مخاطر؟
من يصدّق أن هناك أطرافاً من المُفتَرَض أن يكونوا سبّاقين في الدعوة الى مساعدة الناس، والتحضير لأي حالة طارئة، ولتشكيل خلايا أزمة، وفي "تزييت" الهمم السياسية والحزبية من أجل ذلك، (من يصدّق أنهم) يتحضّرون لكل الاحتمالات الصعبة مستقبلاً بزيادة الأعباء على الناس، تماماً كما لو كنّا في "المدينة الفاضلة" سياسياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً ومعيشياً؟


ولا في الخيال...
من يصدّق أن هناك أطرافاً في بلادنا لا يفعلون شيئاً سوى انتظار الظروف، لتحويل الناس وأحوالهم الى "صندوق فرجي" لا أكثر، في حين أنهم يمتلكون كل وسائل المساعدة على تخطّي الكثير من المتاعب؟
نعم، من يمكنه أن يصدّق أن هذا كلّه يحصل في بلادنا، بدلاً من الاهتمام بالتعاضُد الاجتماعي، وبتوفير كل متطلّبات حالات الطوارىء. ولكن هذا ما هو متوفّر في لبنان بالفعل، وهذا هو أقصى المُتاح، وأكثر ما يدلّ على أننا أمام احتمالات قد لا يمكننا أن نتخيّل ولا حتى القليل منها.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا