محليات

لا تعنينا مشاكلكم ولا محاولاتكم لنَيْل "صكوك غفران" بعدما خربتم كل شيء...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لا يعنينا ما يحصل في بلادنا من مشاكل أو "إعادة هيكلة" داخل بعض التنظيمات السياسية، ولا محاولة البعض الحصول على "صكوك غفران" لذواتهم، بعد سنوات من التفاخر بآراء معيّنة، حتى في مرحلة ما بعد أزمة 2019 المعيشية التي حلّت بنا بسبب تلك الآراء "الفاخرة"، بل ان ما يهمّنا هو ضرورة أن "يدبّ" الوعي في عقول أهل هذا البلد، ليدركوا أن من "يستزلمون" أنفسهم لصالحهم "يعملون بمصيرهم"، ويعيشون من تلك "الصّنعة"، ولا شيء أكثر من ذلك في الواقع.

مشاريع الحرب

هناك بعض الزعماء في بلادنا الذين يتباكون على مصير اللبنانيين اليوم بسبب الحرب، ويؤكدون رفضهم لها، مُتناسين أنهم كانوا في السلطة منذ زمان غير بعيد، وأنهم حكموا بدعم من مشاريع الحرب، وبالاستناد إليها، وبالاتّكال على كل ما يرتبط بها. وها هم اليوم يغسلون أيديهم من كل ذلك، ويرفضون إقحام لبنان به، مُحاولين الإيحاء بأنهم لطالما كانوا على تلك الحالة، وعملوا من أجلها، وكأن لا كوارث حلّت بالبلد وشعبه بسببهم، وبسبب سياساتهم التي وضعت مصالحهم الشخصية ومكاسبهم الخاصة في المراتب الأولى، حتى في مرحلة ما بعد الأزمة الاقتصادية والمالية التي جلبوها الى البلد بسببهم، وبسبب "تنعّمهم" بسلطة خرقوا كل التسويات التي أجلستهم على كراسيها حتى الأمس القريب، والى يومنا هذا وإن بشكل مستتر أكثر، وغير مباشر تماماً.

لا يحقّ...

وهنا نقول إنه لا يحقّ لمن حكم بعصا مشاريع الحرب، أن يتنصّل من ذلك اليوم، ولا أن يُظهر أنه الحرية، والدولة، والعدالة، والحكم الفعّال. كما لا يحقّ لمن تجاهل مخاطر التماهي المفتوح مع مشاريع الحرب خلال السنوات الماضية، أن يتحدّث عن حاجة لبنان الى الهدوء اليوم، ولا عن التأثيرات السلبية للحرب على الاقتصاد المحلّي، وعلى الأوضاع الحياتية والمعيشية للناس.

ولا يحقّ لمن "ابتدع" كل أفكار التحالفات وإنشاء الأسواق المشتركة... مع مشاريع الحرب، خلال السنوات القليلة الماضية، أن يقول إنه ضد الحرب في لبنان الآن. فالحاكم والزّعيم يجب أن يكون على حقيقته، لا أن يتغيّر بحسب وضعيّة الحكم التي يكون فيها، أو حاجته الى هذا الدعم أو ذاك، في هذه المرحلة أو تلك.

خربوا كل شيء...

فأين كنتم عندما حكمتم من داخل مقرّات الحكم؟ وبماذا تحدّثتم مع الموفدين والزوار الدوليين في ذلك الوقت، حتى وصلنا الى هذا "التعتير" اليومي على المستويات كافة؟ وماذا فعلتم خلال أسفاركم الخارجية، حتى بلغنا كل هذا التدهور والتحلّل العام في بلادنا؟ أخبرونا، ماذا فعلتم في السلطة عندما كنتم فيها، بدلاً من أن تُطلِقوا النظريات اليوم، وبدلاً من أن ترفضوا أو تقبلوا من على المنابر، ما لا أحد يسألكم عن رأيكم فيه أصلاً؟

ولكن لو كان الشعب في بلادنا شعباً، لكان وضعكم وجهاً لوجه مع كل ما فعلتموه خلال السنوات القليلة الماضية، خصوصاً أننا نجني اليوم ثمار أعمالكم، وسياساتكم، وأفكاركم "الهمّامة"، عندما كنتم على كرسي أكبر المقرات في بلادنا، حتى الأمس القريب، ونحن نعاني من جراء ذلك.

ولو كان الشعب في بلادنا شعباً، لكان وضعكم وجهاً لوجه مع إهمالكم للإنسان في هذا البلد، ومع تقديسكم للحرف وللصلاحيات الجافّة والقاحلة، على حساب المرونة السياسية، والتجاوب مع بعض الأفكار التي كانت كفيلة بعدم تشديد الأزمة المعيشية والحياتية علينا، خلال السنوات القليلة الماضية.

لا يعنينا ما يحصل في بلادنا من مشاكل أو "إعادة هيكلة" داخل بعض التنظيمات السياسية، ولا محاولات البعض الحصول على "صكوك غفران" لذواتهم. ولكن نفضّل لو تعترف بعض الأصوات بأخطائها ولو قليلاً، علّها تُفلِح بمصالحة ضميرها أو ما تبقّى منه على الأقلّ، إذ لن ينفعها أي شيء، بعدما خربت كل شيء في هذا البلد.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا