محليات

حزب الله والخسارة الأكبر في تاريخه

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تدرّجت الاحداث يوم الثلاثاء الماضي على الساحتين الغزاوية واللبنانية من إعلان هزيمة لواء رفح التابع لحماس في جنوب غزة الذي يعتبره الجيش الإسرائيلي إنجازاً كبيراً يسمح له بتوجيه جهده الحربي إلى جبهة الشمال مع حزب الله، فكان تصديق المجلس السياسي الأمني على إضافة عودة المستوطنين إلى منازلهم شمال إسرائيل إلى أهداف الحرب، ثم نشر شائعة حول إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت واستبداله بجدعون ساعر، حليف بنيامين نتنياهو الأكثر تشدداً تجاه حزب الله. وقد سبق هذه الشائعة ما أعلنه جهاز الشاباك من كشف عملية أعدّ لها الحزب لإغتيال ضابط كبير سابق في الجيش الإسرائيلي بجهاز تفجير عن بعد على شكل لغم مضاد للأفراد، ثمّ التحذير الأمريكي من التصعيد مع لبنان وحضور المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى تل أبيب ناقلاً هذا التحذير، لنصل إلى ساعات بعد الظهر عندما أُعطي جهاز الموساد الضوء الأخضر لتفجير الآلآف من أجهزة النداء اللاسلكية في مختلف أنحاء لبنان وصولاً إلى دمشق في جيوب وحقائب أعضاء الحزب، وتوجيه ضربة بدنية ومعنوية في أكبر عملية إختراق أمني لحزب الله، قتلت عشرة من عناصره وثلاثة من أسر عناصر آخرين وخلّفت ما يقارب الثلاثة الاف جريح أكثر من مئتين منهم في حالة حرجة بحسب إحصاءات وزارة الصحة.

الضربة الإسرائيلية التي أُطلقت عليها تسمية "الضرب تحت الحزام" أوجعت حزب الله وأربكت مقاتليه وجمهوره والجهاز الاستشفائي بكل فئاته والشارع اللبناني برمته من مؤيد للحزب أو معارض له، وأطلقت الكثير من الشائعات حول إصابة أمينه العام السيد حسن نصرالله، لكن الإعلان عن إطلالته عصر اليوم يدحض الشائعة ويؤكد سلامته.

ولكن ما هو تأثير هذه الضربة الكبرى على مسار حرب الإسناد؟

في العلم العسكري بات نحو ثلاثة آلاف من قيادات ومقاتلي حزب الله خارج المعركة أو ما يعرف بـ Out of combat وهم لن يتمكنوا من العودة إلى مواقعهم القتالية إما بشكل دائم بسبب الإعاقات التي تسبب بها إنفجار أجهزة البيجرز في أيديهم أو أعينهم أو أطرافهم، وهذا الرقم من الإصابات غير مسبوق في أي معركة ويعدّ خسارة كبرى يصعب تعويضها في فترة زمنية قصيرة. هذا بالإضافة إلى أن المقاتلين على الجبهات وخطوط المواجهة الأمامية ما عادوا يثقون بأجهزة الإتصال التي يستخدمونها وباتوا يسعون إلى التخلّص منها، كما يمكن الإشارة إلى انخفاض منسوب الاندفاع للقتال لدى قسم كبير منهم في مقابل استشراس القسم الذي فقد أباً أو أخاً أو قريباً أو صديقاً أو رأى زملاء يصابون بانفجار أجهزتهم، وبات لديه دافع أكبر لقتال الجيش الإسرائيلي.

وفي العلم العسكري أيضاً تسببت الضربة الإسرائيلية بضعضعة في صفوف حزب الله لأن الكثير من عناصره أصيبوا في مخابئهم على الجبهة الأمامية، وبسبب عدم القدرة على التواصل كما في السابق، من هنا سيجري البحث عن وسائل اتصال أخرى ولن يكون الأمر سهلاً أو سريعاً، وكلنا يعلم أن العناصر على الجبهة تتحرّك بتعليمات القائد الميداني فانقطاع التواصل يعطل العمل العسكري ويشلّ الحركة.

خسارة حزب الله لثلاثة آلاف عنصر دفعة واحدة في غضون أربع ثوانٍ في المناطق اللبنانية كافة وفي سوريا، أمر لم يكن متوقعاً على الرغم من كل الاستعدادات ورفع الجاهزية في صفوف الحزب، الذي اكتشف في غضون لحظات أنه مكشوف أمنياً واستخبارياً وأن سلسلة التوريد الخاصة به، باتت مخروقة ومكشوفة وتضمّ في صفوفها عملاء لإسرائيل التي ستعمد إلى الاستفادة من وضع الحزب راهناً ومن التكنولوجيا الأكثر تطوراً التي تمتلكها، لتسديد ضربات قاتلة كلما سنحت لها الفرصة.

أما حزب الله الموجوع من الضربة فهو مرغم على الرد عليها، ولكن في الوقت الحالي لن يكون رده بمستوى أقوى ضربة أصابته في تاريخه كله، ونحن لا نعلم عدد القادة الكبار الذين أصيبوا بالهجوم التكنولوجي. وقبل أن يستفيق الحزب من الضربة الأكبر، كررت إسرائيل أمس تفجير المزيد من أجهزة بيجرز بأيدي عناصره، موقعة المزيد من الضحايا واللافت أن قيادة حزب الله لم تعمد إلى التخلص منها إنقاذاً لمقاتليها، فهل تعمد حكومة نتنياهو إلى شلّ كل قدرات الحزب قبل أي ضربة كبرى وتوغل بري يخلي جنوب الليطاني بالقوة؟

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا