محليات

مصير لبنان بيد رجلين

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا


حركة سياسية لافتة تتزامن مع المعارك العسكرية الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل يشهدها مقرّ عين التينة، حيث يلتقي الرئيس نبيه بري الكتل السياسية لبحث ملفين أساسيين، الأول هو ملف وقف الحرب والثاني هو ملف ما بعد الحرب.
الخروج من الحرب الدموية والمدمّرة التي تشنّها إسرائيل على لبنان ليس بالأمر السهل، أو إذا صحّ التعبير لم يعد سهلاً كما كان قبل أن تبدأ إسرائيل باغتيال قادة الحزب وتدمير بنيته التحتية وتهجير جميع سكان مناطق جنوب لبنان والبقاع والضاحية.



يشعر بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه منتصر في الحرب ولذلك تبدلت حساباته وطموحاته وراح يوسّع عدوانه ضارباً عرض الحائط بكل التوصيات والنداءات الدولية التي تطالب بوقف إطلاق النار في لبنان. كما أن نتنياهو يرفض الخوض في الملف اللبناني لناحية وقف الحرب، حتى يُقال إنه لم يعد مقتنعاً بالقرار 1701 بل يريد الذهاب إلى أكثر من ذلك، وربما يريد فرض القرار رقم 1559 الذي يطالب بحل جميع المليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها.

لكن ما لم يكن في حسبان نتنياهو وفريقه، هو أن ايران ستتدخل في الوقت الضائع وتبدل الظروف رأساً على عقب. فبعدما أدارت الدول الكبرى ظهرها للبنان أتى الردّ الإيراني أول من أمس ليعيد لفت نظرها، خصوصاً وأن الضربة الإيرانية لإسرائيل كانت غير مسبوقة وقد تستدعي رداً إسرائيلياً ومن ثم رداً إيرانياً، ما يهدّد بجرّ المنطقة بأسرها إلى الحرب وهذا ما لا تحبّذه هذه الدول وفي مقدمها أميركا التي تخشى على مصالح إسرائيل وأمنها.

ما فاجأ نتنياهو أيضاً، هو قوة "حزب الله" الذي لا يزال على قيد الحياة بعدما ظنّت إسرائيل أنها قضت عليه، وهذا ما ترجمته المعارك البرّية التي وقعت والتي ألحقت بالجيش الإسرائيلي خسائر جسيمة، وهذا بحدّ ذاته قد يستدعي تدخلاً دولياً سريعاً لوقف الحرب.
أما في ما يخصّ اليوم التالي بعد الحرب، فأصبح من الواضح أن عين التينة أضحت نقطة استقطاب الحركة السياسية بحكم المكانة الدستورية لرئيس مجلس النواب أولاً، وبحكم تعاظم مرجعيته للثنائي الشيعي ثانياً، حيث أن استشهاد السيد حسن نصرالله ترك فراغاً كبيراً على المستوى السياسي، لم يتمكّن الحزب الله من ملئه بعد وهو أصلاً منغمس بالحرب العسكرية مع إسرائيل، ما يرتّب مسؤولية كبيرة على الرئيس بري في تمثيل الثنائي بجناحيه في المفاوضات السياسية الجارية.

وقد أظهرت لقاءات جميع الكتل اللبنانية التي التقت الرئيس بري في اليومين الآخرين، إعترافاً له بهذا الدور مع تطلّعات متفاوتة لتلك الكتل بين من يراهن على أن يتخلّى الرئيس بري عن مرشح الثنائي سليمان فرنجية ويتفّق معه على رئيس آخر كما يأمل رئيس "التيار الوطني الحر"النائب جبران باسيل، وبين من يأمل من انتكاسات الحزب في الحرب الدائرة، تغييراً في موازين القوى يسمح له بالإتيان برئيس جمهورية أقرب اليه كما حال بعض أطراف المعارضة، وأخيراً بين من يؤمنون أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو بتوافق الفريقين المتنازعين، لينتج رئيساً وفاقياً وجامعاً كما تتمنّاه الكتل "الوسطية".
لكن كل هذه الحركة ستبقى دون بركة، إلاّ إذا تمكنّت غالبية كبيرة من الكتل من الإتفاق في ما بينها على اسمٍ لرئاسة الجمهورية يلقى بمواصفاته قبولاً لدى الثنائي وتقاطعاً مع المجتمع الدولي وتأييداً واسعاً من الكتل الأخرى حتى لو استحال الإجماع حوله.

لكن مسار التنقيب عن هذا المرشح ما زال شاقّاً ولن تكفي اللقاءات التي حصلت والتي من المفترض أن تحصل بالمباشر أو بالوساطة بين الرئيس بري والكتل النيابية كافةً لتحلّ المشكلة، خصوصاً وأن الجميع ما زال يترقّب موقف "حزب الله"، الغائب الأكبر عن كل تلك المشاورات والذي تدور تساؤلات كبيرة حول ما سيطرأ على موقفه وأدائه السياسي بعد الحرب، في ظلّ قيادة جديدة مرتقبة له.

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا

فيديو إعلاني