لقاء البابا - ماكرون... وقلق من انزلاق لبنان!
شارك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نهاية الاسبوع الماضي في اللقاء العالمي للسلام الذي عقدته منظمة سانت اجيديو في روما في 23 و24 الجاري. وكانت مناسبة زار خلالها، ترافقه زوجته بريجيت، الفاتيكان، والتقى البابا فرنسيس للمرة الثالثة منذ العام 2017.
وعقد الرجلان خلوة دامت 55 دقيقة، تم خلالها التركيز على القضايا الدولية وفي مقدمها الحرب الروسية الاوكرانية والتي أدت الى أزمة غاز وارتفاع أسعار غير مسبوقة في اوروبا. كما تم إيلاء منطقة القوقاز والشرق الاوسط وأفريقيا اهتماما خاصا، ولم يغب الشأن اللبناني عن محادثتهما التي وصفت بالودية.
مصادر مطلعة تؤكد لـ"المركزية" ان البابا وماكرون أبديا قلقهما بشأن حدوث فراغ رئاسي في لبنان، مع تأكيدهما على تمسك الفاتيكان وفرنسا بضرورة تجنب أي شغور دستوري وعدم الانزلاق في المجهول. وقد دعا الجانبان لبنان، في أكثر من مناسبة، لإعادة الاعتبار للمؤسسات، ومن ضمنها انتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية.
وتؤكد المصادر ان فرنسا والفاتيكان لا يوفران أي مناسبة، تضم رؤساء دول ومسؤولين كبار، إلا ويكون الوضع اللبناني على طاولة البحث. كما ان ثوابت الفاتيكان في لبنان معروفة وهي كيفية مساعدة البلد وانتشاله من حافة الهاوية كي لا ينهار بالكامل. وهناك رغبة في المساعدة في كل المجالات لكن في المقابل، على لبنان ان يكون جاهزا لتلقي هذه المساعدة بالشكل المناسب والتي يسميها المجتمع الدولي "القيام بالاصلاحات" خاصة تلك المطلوبة من قبل صندوق النقد الدولي.
وتلفت المصادر الى ان الموضوع اللبناني من الثوابت في السياسة الخارجية خاصة بالنسبة لفرنسا والفاتيكان، وإذا لم يتطرق الفرنسي إليه، فإن الفاتيكان بالتأكيد سيتناوله.
وبدا الحبر الأعظم والرئيس الفرنسي، في الصور التي نشرها الفاتيكان مبتسمين، وأزال ماكرون كما في العام 2021 الكلفة بينه وبين البابا وخاطبه بصيغة المفرد. وقال البابا وهو يحيي الزوجين مودّعا: "صليا من أجلي". فردّت بريجيت "أصلي من أجلكم كل يوم".
وتبادل البابا وماكرون الهدايا، حيث قدم البابا للرئيس الفرنسي ميدالية برونزية تمثّل ساحة القديس بطرس. وقدم إيمانويل ماكرون نسخة من "معاهدة السلام الدائم" لإيمانويل كانط يعود تاريخها إلى عام 1796.
كما التقى ماكرون لاحقا أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول والمنظمات الدوليّة المطران بول ريتشارد غالاغر.
وتناولت المحادثات الوضع في فرنسا والجدل الدائر داخل المجتمع الفرنسي بشأن مواضيع استقبال اللاجئين وموضوع الموت الرحيم الذي تستعد فرنسا لإطلاق اتفاقية بشأن هذه المسألة الحساسة بهدف التوصل الى احتمال تغيير القانون، والتي كان البابا قد عبّر في وقت سابق عن معارضته له.
وتطرق ماكرون في الخطاب الذي ألقاه في مؤتمر جمعية سانت اجيديو السنوي الى الموضوع اللبناني والى مسيحيي الشرق كاشفا ان الاديان في كل مرة تلعب دورا اساسيا في الدفاع عن المبادئ كما حدث مع مسيحيي الشرق في لبنان والموصل مرورا بأرمينيا، والذين أظهروا مثالا وقدرة على التحاور وعدم التنازل.
كما التقى ماكرون خلال زيارته الى روما الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء الجديدة جورجيا ميلوني ليصبح اول رئيس اجنبي يجتمع مع زعيمة اليمين المتطرف "فراتيلي ديتاليا" الفائزة في الانتخابات في ايلول الماضي وتعمد الجانبان بعدها وصف المحادثات باللائقة والودية.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|