محليات

"الأونلاين" ليس تعليماً... أخِّروا انطلاق العام الدراسي واختصِروا المناهج...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تُصيب الحرب بشظاياها المتعدّدة الكثير من فئات المجتمع. ولعلّ الشريحة الأكثر تأثّراً بها هي فئة الطلاب الذين يبحثون عن مستقبلهم في هذا البلد، وعن مستقبل تحصيلهم العلمي، وشهاداتهم.

حلول كثيرة تُطرَح منذ مدة، بعضها ما هو جدير بالبحث، فيما بعضها الآخر يبدو بعيداً كل البعد من إمكانية تطبيق ولو القليل جداً منه، خصوصاً في المناطق التي هي على تماس مباشر مع المواجهات العسكرية وعمليات القصف.

التعليم "أونلاين" لا يزال الملاذ الآمن، والحلّ الأسرع والأسهل بالنّسبة الى البعض، وفور بروز أي مشكلة أو أزمة محلية أو عالمية. ولكن الواقع هو أن "الأونلاين" ليس تعليماً، والجميع يُدرك ذلك، بعدما اختبره اختباراً ملموساً في فترة الوقاية من جائحة "كوفيد - 19" (العام الدراسي 2020 - 2021).

فبعد عام من التعليم عن بُعد، اختبر الأساتذة وإدارات المدارس على حدّ سواء، الفارق بين التعليم الحضوري وذاك "الأونلاين"، وهو ما تجلّى واضحاً بتراجع مستوى الكثير من الطلاب بعد العودة الى قاعات التدريس خلال العام الدراسي 2021 - 2022، وبضعف تفاعلهم مع مختلف أنواع المهارات، وصولاً الى حدّ الحاجة الى مدى زمني طويل قبل التعافي الدراسي من جديد.

وانطلاقاً ممّا سبق، لا بديل من التعليم الحضوري الذي يجعل الطالب بتفاعل مباشر مع المعلومات، وضمن انتظام سلوكي يومي يساعده على تكوين استقرار تربوي حيوي ومُستدام له.

وبما أننا في حالة ظروف قاهرة الآن، وهي حرب تضع كل المناطق بحالة من الفوضى الشديدة، يمكن استبدال كل الأفكار المطروحة حالياً على مستوى التعليم "أونلاين" بأخرى، تقوم على تأجيل أي بحث بافتتاح العام الدراسي حتى تشرين الثاني القادم.

لماذا الشهر القادم؟ الجواب بسيط، وهو أن المدة الفاصِلَة بين الشهر الجاري والقادم هي بمدى ثلاثة أسابيع تقريباً، وهي المدّة الزمنية التي يمكنها أن تحدث تغييراً في الوقائع العسكرية التي نمرّ بها الآن.

فبعد أسابيع قليلة، قد تُصبح مناطق ساخنة عسكرياً اليوم، باردة ربما، فيما قد تتحوّل مناطق مُتاخِمَة لمواقع "الحماوة" العسكرية اليوم الى (مناطق) آمنة بالكامل، وهو ما سيُسهّل إعادة فتح كل المدارس فيها، وبدء عام دراسي حضوري بشكل مقبول على الأقل، خصوصاً إذا عاد أكبر عدد من النازحين الى المناطق التي نزحوا منها.

مسألة أخرى أيضاً، وهي أن إجبار الطلاب بالتعليم "أونلاين" اليوم قد يزيد الأعباء التي يرتّبها النزوح.

فبعض الناس نزحوا من مناطق ليست ساخنة عسكرياً بشكل مباشر، ولكنّها مُتاخِمَة لها. وهم باتوا إما في منازل أقرباء لهم، أو في بيوت يدفعون إيجارها بكلفة مرتفعة جداً، أي حيث لا يوجد إنترنت يسمح بمتابعة التعليم عن بُعد، أو حيث لا توجد إمكانية للاشتراك بالانترنت وتكبّد المزيد من التكاليف. وهو ما يعني أن التعليم "أونلاين" فوضى كبرى على هذا المستوى أيضاً.

الى تشرين الثاني... يبقى موعداً منطقياً لمزيد من الانتظار. فحتى لو تأخّر العام الدراسي الى ما بعد تشرين الثاني، فهذا لن يكون مشكلة، طالما أن المناهج التربوية "محشوّة"، والجميع يعترف بذلك، وربما حان وقت تقليص الكثير منها للعام الدراسي الحالي على الأقلّ، تحت ظروف الضّغط.

 

شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا