بعد سقوط الأسد.. فنان سوري شهير: "بدي إرجع على وطني كنس الشوارع" (فيديو)
إسرائيل كانت ستضرب “السّيّد” في 11 أكتوبر
بعد عام من القتال الدامي، يبدو أنّ إسرائيل تغلّبت على صدمة 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، على ما يقول المحلّل والكاتب السياسي في صحيفة “واشنطن بوست” ديفيد إغناتيوس. ويبرّر اعتقاده بالقول: إسرائيل اكتسبت ما يسمّيه الاستراتيجيون العسكريون “هيمنة التصعيد” على إيران ووكلائها: ضرب خصومها متى شاءت بينما تتكبّد أضراراً طفيفة فقط في الردّ. فهي بعد قطع رأس الحزب في لبنان الأسبوع الماضي، استعدّت لهجوم انتقامي إيراني كبير. ولكنّ إيران ردّت بإطلاق حوالي 180 صاروخاً بالستياً في هجوم وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنّه “غير فعّال”... لكنّ الجديد بحسب إغناتيوس أنّ إسرائيل كانت ستقتل الأمين العام للحزب في 11 تشرين الأول، بعد 3 أيام من فتح جبهة جنوب لبنان، لكنّها تراجعت في اللحظات الأخيرة.
يتوقّع إغناتيوس أن “تصعّد إسرائيل حملتها ضدّ إيران درجة أخرى بعد وابل ليلة الثلاثاء، كما يقول المسؤولون المطّلعون إنّه سيكون ضربة عسكرية”. يعتقد إغناتيوس أنّ “إسرائيل تأمل تجنّب المواجهة الشاملة. ويبدو أنّها تعمل مع الولايات المتحدة لصياغة مجموعة من العقوبات على إيران، مع التركيز على قطاع الطاقة، بدلاً من إطلاق وابل كبير من الصواريخ ضدّ طهران”.
وفقاً للكاتب، فقد استعادت إسرائيل التفوّق العسكري الذي فقدته عندما اندفع مقاتلو حماس عبر حدود غزة في 7 أكتوبر. اليوم تمّ ترويض حماس عسكرياً. ويعاني الحزب من اغتيالات زعيمه ومعظم كبار قادته العسكريين والسياسيين. ويبدو أنّ إسرائيل استوعبت وابل الصواريخ الانتقامية الإيرانية دون خسائر كبيرة. ونقل عن مسؤول أميركي مطّلع على تقارير الاستخبارات يوم الثلاثاء قوله في هذا السياق: “الهجوم الإيراني كان فشلاً ذريعاً. لقد ألقت إيران مرّة أخرى بكلّ ما لديها، أي ما يقارب 200 من صواريخها البالستية التي كانت تتفاخر بها، وما بقي منها أجزاء صواريخ في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
ثقة بالنّفس لا تعرف الرّحمة
بالنظر إلى مسار هذه الحرب، يعتبر إغناتيوس أنّ “إسرائيل تصدّت لشبكة وكلاء إيران في غزة ولبنان واليمن، وحتى الآن كانت قادرة على الصمود في وجه جهود طهران المتواضعة للهجوم المضادّ. توقّف المنتقدون عند عنف الحملة الإسرائيلية، والإدانة الدولية لها التي ستكون تكلفتها طويلة الأجل لإسرائيل وسيكون من الصعب حسابها. لكن بالنسبة للإسرائيليين أنفسهم، يبدو أنّ الحملة المتصاعدة ضدّ شبكة إيران ستسمح بولادة جديدة للثقة بالنفس التي لا تعرف الرحمة”.
ينطبق المسار نفسه على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “فقد انتقل من تراجع شعبيته بشكل عميق، بعدما كرهه العديد من الإسرائيليين بعد صدمة 7 أكتوبر، إلى كونه بطل الانتصار في زمن الحرب. وبعدما حاولت إدارة بايدن عبثاً كبح جماح نتنياهو وفرض وقف إطلاق النار مع حماس والحزب، باتت اليوم تساعد حليفها في مواجهة هجمات إيران، مع انضمام المدمّرات الأميركية إلى الدفاع ضدّ الصواريخ الإيرانية”.
بحسب إغناتيوس، وصف مسؤول إسرائيلي الوضع العسكري بهذه الطريقة ليلة الثلاثاء: “نقول دائماً إنّه إذا لم نتمكّن من ردع أعدائنا، فلن نتمكّن من البقاء. حطّم 7 أكتوبر هذا الردع، ورأينا الوكلاء يهاجموننا، واحداً تلو الآخر، لأنّهم اعتقدوا أنّهم يستطيعون الإفلات من العقاب. لكنّ وجهة النظر هذه بشأن الضعف الإسرائيلي انعكست الآن”.
فرصة البيجر وفرصة نصرالله
وفقاً لما نقله إغناتيوس عن مصادر مطّلعة، فإنّ “فعّالية الحملة الإسرائيلية المدمّرة ضدّ الحزب نتجت عن سلسلة من الفرص التكتيكية غير المتوقّعة. إذ كانت إسرائيل قد قامت سرّاً بتخريب شبكة الاتصالات الخاصة بالحزب، التي تتكوّن من أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكية، استعداداً لحرب شاملة محتملة معه. وتمّ تنفيذ خطّة التخريب هذه على عجل في الشهر الماضي. كانت حالة “استخدمها أو تخسرها”. وبعدما بدأت الهجوم، واصلت إسرائيل اغتنام الفرص التي أتاحها ارتباك الحزب، فقامت بتصفية كبار القادة وقاذفات الصواريخ والذخائر الأخرى. ومع تصاعد الحملة الأسبوع الماضي، علمت إسرائيل أنّ نصرالله ربّما ينقل مقرّه من ضاحية بيروت الجنوبية، التي كانت قد رسمت خريطة لها بدقّة. ومرّة أخرى، كانت معضلة “استخدمها أو تخسرها”.
كانت إسرائيل، بحسب هذه المصادر، قد فكّرت في توجيه ضربة إلى نصرالله في 11 تشرين الأول، بعد أيام من الهجوم، كردّ انتقامي فوري. لكنّها تراجعت حينها، جزئياً بسبب الضغوط الأميركية، لكن بشكل أكبر بسبب المخاوف بين كبار القادة الإسرائيليين من أنّ الدولة التي تعرّضت للصدمة لن تكون قادرة على امتصاص وابل من مئات وربّما آلاف صواريخ الحزب. وأضافت المصادر أنّ توجيه ضربة إلى نصرالله كان يُنظر إليه عدّة مرات أخرى على مدار العام الماضي. لكنّه رُفِض في كلّ مرّة إلى أن اتّخذت إسرائيل قرارها المصيري قبل أن يغادر نتنياهو إسرائيل إلى نيويورك لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. في تلك اللحظة بالذات، كانت إدارة بايدن تطرح خطّة لوقف إطلاق النار لمدّة 21 يوماً في لبنان، وأشار كبار المسؤولين في البيت الأبيض للصحافيين إلى أنّ الهدنة ستحظى بدعم إسرائيلي.
كم كانوا مخطئين! يكتب إغناتيوس. قد تكون هذه الجولة من الصراع المستمرّ منذ عقود لفائدة إسرائيل. لكن إذا كان هناك يقين واحد بشأن الشرق الأوسط فهو أنّ المزيد من القتال المروّع ينتظرنا حتّى مع استعادة الردع الإسرائيلي.
إيمان شمص - اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|