خماسية باريس غير مرتاحة للمسار الرئاسي
قبل ان يجف حبر المتفائلين بان جولات المواجهة الاسرائيلية – الايرانية قد انتهت، حتى خرجت طهران لتعلن انها سترد على الهجوم الذي استهدفها، والتي اجمعت المصادر الاستخباراتية الدولية على انه لم يكن مسرحية متفق عليها.
هذه التطورات تزامنت مع تصعيد المواجهة وتكثيف الضربات، على جبهة لبنان، بما في ذلك القيام بعملية برية اوسع جنوبا، يبقى احتمالها واردا، حيث قد يكون التحول الإسرائيلي نحو ذلك سريعا في ضوء ما يجري على الحدود، رغم الستاتيكو المتحكم بها، ورغم المساعي المبذولة،حيث لا يزال بعيدا من الحل العسكري والسياسيج مع دخوله مرحلة الاستنزاف، اذ من غير المتوقع ان يهدأ دون تسوية في غزة، وفقا لشروط حزب الله، علما ان المفاوضات للوصول الى تلك الهدنة قد تعثرت من جديد، وسط الخلافات المستمرة بين إسرائيل وحماس.
من هنا وفي ضوء هذه المشهدية المقرونة بعجز رسمي لبناني عن تجييش الاصدقاء العرب والاجانب، فعليا لا من باب رفع العتب، يبدو ان الامور بكليتها ذاهبة بكل ملفاتها نحو مزيد من التعقيد، بما فيها انتخاب رئيس للجمهورية، باتت مهمته الانقاذية شبه مستحيلة في ظل الاوضاع المستقبلية.
صحيح ان المواقف الداخلية تلتقي على ضرورة انتخاب رئيس توافقي لكن المهمة التي ستكون منوطة بلبنان ورئيسه بعد التسوية المنتظرة لانتهاء الحرب هي التي تحدد مواصفات الرئيس العتيد على ما جرى في المراحل التي رافقت انتخاب رؤساء سابقين، رغم ان ثمة من يردد ان المطلوب اليوم عدم وجود رئيس لان الاتجاه الدولي يميل نحو "توقيع" الرئاستين الثانية والثالثة، برمزيتيهما الطائفية،"للتسوية" المتوقعة مع اسرائيل، على ما تعتبر مصادر سياسية متابعة.
وتتابع المصادر بان التسوية ستشمل لبنانيا انتخاب رئيس جمهورية يتناسب شخصه والدور المنوط به بعد وقف النار لبنانيا واقليمياً، حيث لن يكون الرئيس العتيد من حصة الثنائي الشيعي، كما لن تكون هناك حاجة الى موافقة ال 86 نائبا لانتخابه، امور شكلت محور المحاولة التي بدأ التحضير لها امس، بالتنسيق بين كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني، في محاولة نحو احداث خرق في اتجاه التوافق على رئيس، وفتح النقاش في هذا الملف، بعدما باتت القناعة بان "الحرب قد تطول".
وكشفت المصادر ان ملف رئاسة الجمهورية دخل من جديد بازار المقايضة، فالطرح اللبناني يعرض من بين ما يعرضه انتخاب رئيس في ظل هدنة ال21 يوما، وهو ما ترى فيه اوساط دبلوماسية مطلعة عملية "بلف" متقنة، وفقا لما توصلت اليه نقاشات اللجنة الخماسية التي انعقدت على مستوى نواب وزراء الخارجية بلدانها على هامش انعقاد مؤتمر دعم لبنان في باريس بعيدا عن الاعلام، حيث خلص المجتمعون الى ان لا افق لاتفاق لبناني على اسم للرئاسة، بل ان الاوضاع التي طرات دفعت الى كل من الطرفين للتشبث بمواقفه، فيما التوازنات النيابية عاجزة عن انتخاب رئيس، على ما تؤكد مصادر سياسية مواكبة.
وتتابع المصادر ان الاتصالات الداخلية حتى الساعة، بين القوى المختلفة لم تنتج اي تقارب رغم كل ما يتم تسريبه، اذ حتى اللحظة يعتبر الوزير السابق جهاد ازعور، المرشح الوحيد الذي يحظى باجماع الاحزاب المسيحية، في وقت تردد فيه ان وزيرا سابقا، ذات خلفية مسيحية صرفة يكثر من زيارات العمل الطويلة الى عين التينة، معتبرة انه الورقة المخفية التي قد يطرحها ابو مصطفى في ربع ساعة الجد الاخيرة، محرجا القوى السياسية المختلفة. وفي هذا الاطار رات المصادر ان لائحة المرشحين الجدية تشمل وزيرا سابقا، ضابط متقاعد، يوصف بالذكاء والدهاء والمثقف، يتواجد خارج لبنان منذ مدة، ونائبان حاليان، حظوظهما غير مرتفعة حتى اللحظة.
ميشال نصر-الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|