جندي إسرائيلي بريطاني يعترف: "مقاتلو حزب الله هم الأفضل على الإطلاق وصفوة الصفوة"! (عاجل)
لا أسرّة للمصابين بحروق
بعد 14 عاماً على إنجاز الأعمال في المستشفى التركي لمعالجة الحروق وتجهيزه، افتتح وزير الصحة فراس أبيض، أمس، عدداً من أقسام المستشفى لتلبية الحاجة في ظل الحرب التي أدّت إلى خروج 8 مستشفيات عن الخدمة. بين أقسام المستشقى، واحد لمعالجة الحروق يضمّ أربعة أسرّة وعدداً من العيادات لمعالجة الحروق والجرحى. ولكن، هل يسدّ هذا القسم الحاجة المتزايدة لأسرّة معالجة الحروب؟
عملياً، لن يكون هذا القسم سفينة إنقاذ لهذا «القطاع» الذي يعاني من ازدحام في أعداد المصابين بحروق بالغة بسبب الحرب الدائرة، ومن وصول المستشفيين الوحيدين المتخصصين في لبنان بمعالجة الحروق، اللبناني الجعيتاوي في بيروت والسلام التخصصي في طرابلس، إلى قدرتهما الاستيعابية القصوى.
عملياً، يقوم الجعيتاوي بالجزء الأكبر من الواجب، إذ يضمّ العدد الأكبر من الأسرّة، بعدما انخفضت القدرة في مستشفى السلام من 33 سريراً إلى أقل من 15 بسبب أكلاف علاجات الحروق.
في 23 أيلول الماضي، عقب حادثتي الـ«بايجر»، رفع «الجعيتاوي» - بالتوافق مع وزارة الصحة - قدرته الاستيعابية من 9 أسرّة إلى 25، بعدما خلّفت التفجيرات عدداً كبيراً من المصابين بحروق في أنحاءٍ متفرّقة من الجسم. غير أن الزيادة لم تكف لمواجهة الارتفاع الهائل في أعداد المصابين، إذ امتلأت الأسرّة «خلال كم ساعة»، وفق المدير العام لـ«الجعيتاوي» الدكتور بيار يارد. وحتى اللحظة، لا يزال الوضع على حاله، فما إن يفرغ سرير من مريض حتى يحلّ آخر مكانه. أضف إلى ذلك أن خلوّ أحد الأسرّة أو بعضها لا يعني أن بالإمكان استقبال كل الحالات، لأن هناك 7 أسرّة فقط مجهّزة بأجهزة تنفّس اصطناعي، وفي الغالب «تأتي إلى هنا الحالات المتقدمة التي تحتاج إلى إقامة في غرف مجهزة بتنفس اصطناعي، وهذا بطبيعة الحال يحتاج إلى فريق للاهتمام به، ومستلزمات»، يتابع يارد.
يحمل «الجعيتاوي» الثقل الأكبر في معالجة المصابين بالحروق، ويستقبل في أغلب الأحيان الحالات المتقدّمة التي تحتاج إلى علاج معقّد أو طويل. المستشفى الآخر لمعالجة الحروق، «السلام» موجود في طرابلس، يعمل بـ«اللحم الحيّ» بحسب مديره العام الدكتور غابي السبع، إذ تغطي الوزارة سريرين فقط من أصل 33 يضمّها المستشفى، مشيراً إلى أن «كل العلاجات التي نقوم بها أعلى من السقف المعطى لنا. مع ذلك، لم نرفض أحداً. وفي الفترة الأخيرة، وصل من يعالجون في المستشفى إلى 13 من جرحى الحرب». وهناك أيضاً المرضى العاديون، «فهؤلاء يحتاجون إلى علاجات»، وإن كانت ليست بكلفة جرحى الحروب الذين يحتاجون إلى أكثر من عملية وتدخل طبي. ويؤكد السبع «أننا غير قادرين على استعادة كل قدراتنا الاستيعابية إلا إذا رفعوا السقوف». ويشدد على أن ذلك لا يأتي في إطار الضغط وإنما بسبب الأكلاف العالية للمصابين بالحروق، «فالعلاج ليس فقط سريراً، وإنما فريق عمل ومستلزمات وعمليات مكلفة جداً».
وليست الأكلاف هي فقط في المال، وإنما في ما خلّفته الحرب من إصابات بالغة ومتشعبة تحتاج في كثير من الأحيان إلى علاجات معقّدة وطويلة. وفي هذا السياق، يشير الاختصاصي في جراحة التجميل والترميم وفي جراحة الحروق، في «الجعيتاوي»، الدكتور زياد سليمان، إلى أن معظم الحالات التي وصلت من الجنوب «إصابات من الدرجة الثالثة، أي أنها عميقة» ويجري تحويلها من مستشفيات أخرى، مضيفاً أن «أغلب من عالجناهم تتخطى المساحة المحروقة من أجسامهم الـ40% تقريباً، وقد تصل إلى 95%، وهناك الكثير من إصابات الحروق التي تترافق مع إصابات بالرأس أو العظم وتحتاج إلى علاجات متنوعة». وهناك مصابون بحروق من الدرجة الرابعة «واصلة للعضل والعظام، وأعضاء متفحمة بالكامل»، يكمل يارد. وكثير من المصابين بهذه الحروق العميقة تكاد تكون حالهم ميؤوساً منها، أما من ينجو فيحتاج إلى رحلة علاجٍ طويلة ومكلفة. مع ذلك، تتراوح مدة العلاج بين أربعة وستة أسابيع، فيما هناك مرضى «موجودون هنا منذ شهرين وثلاثة أشهر».
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|