حزب الله يستهدف تجمعين للاحتلال عند أطراف مارون الراس وثكنة "دوفيف"
رابطة الدم في الجيش أقوى من كل الروابط
لم يكتف البعض بالتشكيك بقدرات الجيش اللبناني في حماية لبنان، بل ذهبوا إلى محاولة اللعب بنار وحدة الجيش غير مدركين للعواقب الكارثية لهذا الموضوع. فيكفي أن تعود بهم الذاكرة إلى حرب العام ١٩٧٥ ليدركوا أنّ لبنان واللبنانيين دفعوا ثمناً كبيراً جراء انقسام الجيش ومنعه من ممارسة مهامه في الدفاع عن أمن البلاد وتتحمل السلطة السياسية وقتها مسؤولية هذا الشلل والتعطيل لأنها امتنعت عن اتخاذ قرار سياسي يطلق يد الجيش في حماية البلاد وأهلها.
إنّ اللعب على وتر انقسام الجيش هو في حد ذاته جريمة موصوفة ترقى إلى حد الخيانة العظمى لأن القائمين بها يهدفون إلى ضرب آخر مؤسسة فاعلة في الدولة والتي يعول عليها في استعادة الإستقرار والسيادة وبناء الدولة وتطبيق القانون، ويسعى هؤلاء إما لزجها في الصراعات الداخلية ما يعني القضاء عليها وإما لزجها في صراع مع إسرائيل بذريعة الدفاع عن البلاد في حرب لم يُسأل الجيش عنها وستؤدي لتدميره أيضآ ما يتيح لمن يرفضون قيام سلطة الدولة والقانون أن يفرضوا مشاريعهم.
لقد أثبت الجيش أنه عصي على هذه المحاولات وما لم ينجح في الماضي القريب لن ينجح الآن والأدلة على ذلك كثيرة، فالجيش اللبناني بقي متماسكاً في مرحلة الخلاص من الوصاية السورية وعرف كيف يتعامل مع القوى السياسية وتظاهراتها في معسكري ٨ و١٤ آذار، وازداد الجيش تماسكاً في معركة مخيم نهر البارد ولم يقف عند من حاول أن يضع له خطوطًا حمراء، وأبدى شجاعة منقطعة النظير في معركة فجر الجرود في العام ٢٠١٧ وكان رأس حربة في طرد الإرهابيين من أرضنا،وتصرف الجيش بحكمة كبيرة تجاه التحركات الشعبية التي اندلعت ابتداء من ١٧ تشرين الأول من العام ٢٠١٩.
واجه الجيش اللبناني بصلابة الأزمة الإقتصادية والمالية التي طالت البلاد وطالته كمؤسسة وجنود وضباط،ورغم الأوضاع المالية الصعبة بقي الجيش متماسكا يقوم بمهامه في جميع الأراضي اللبنانية ويستنبط الحلول من أجل الحفاظ على كرامة أفراده وحقوقهم، واستطاع مع قيادته عبور هذه الأزمة المتفاقمة والحفاظ على وحدته وجهوزيته.
لن تنتقل عدوى التقسيم والإنقسام إلى الجيش وهي المؤسسة الوحيدة التي يشعر اللبناني بالأمان في وجود جنودها وضباطها ولم يسأل يوماً ما إذا كان هؤلاء الضباط والجنود من المسلمين أو المسيحيين، من السنة أو الشيعة أو الدروز، وينظر أبناء هذه المؤسسة إلى اللبنانيين نظرة واحدة فهم من البيئة اللبنانية جمعاء فسلامتها من سلامتهم واستقرارها من استقرارهم وازدهارها من ازدهارهم.
لن تنتقل عدوى التقسيم والإنقسام إلى الجيش لأن من هم في هذه المؤسسة هم في خدمة الوطن وأبنائه يضحون من أجلهم وليس من أجل أي طائفة أو زعيم أو حزب أو تيار، وهم يعرفون جيداً التمييز بين العدو والصديق وجاهزون بقلب واحد وعقل واحد وعقيدة واحدة للدفاع عن الأرض والعرض تجمعهم رابطة الدم وهي أقوى من أي رابط يحاول البعض جرهم إليه.
بسام أبو زيد -”هنا لبنان”
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|