خطة نتنياهو:خنق تدريجي للحزب عسكريا..والتسوية لتثبيت المكتسبات
قبل أيام قليلة، كانت القيادة العسكرية في إسرائيل وعلى رأسها وزير الدفاع يوآف غالانت، تعتبر ان ساعة الحل السياسي للواقع العسكري على الحدود الشمالية مع لبنان، دقت، وبات من الممكن البحث فيه جديا لان الجيش العبري أنهى بشكل شبه تام عملياته العسكرية في هذه المنطقة. حينها، نقلت الصحف العبرية معلومات مفادها ان المسؤولين في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن الوقت قد حان لبلورة إنجازات الجيش الإسرائيلي في تسوية سياسية من شأنها أن تعيد سكان الشمال إلى منازلهم".
في الاطار نفسه، كان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اعتبر انه لم يتبق لحزب الله أكثر من 20% فقط من قدراته الصاروخية التي كان يمتلكها قبل الحرب، مشددا على أن إسرائيل ستواصل العمل ضد حزب الله وإعادة السكان إلى الشمال بأمان. من جهتها، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله إن الحرب في لبنان ستنتهي قبل نهاية العام. غير ان هذه المناخات التي كانت أقله تتحدث عن نهاية للحرب، تبددت منذ تعثر وساطة المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين. فعلى وقع مغادرة الاخير تل ابيب خائبا، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو انه لا يمكنه تحديد موعد لنهاية الحرب متحدثا عن صناعة شرق اوسط جديد. اما الاحد، فغالانت نفسه، الذي كان يستعجل دائما وقف النار ويحبذ التسوية السياسية أكان في غزة او في لبنان، قال لصحيفة فايننشال تايمز ان "الهجوم البري على لبنان سيستمر طالما هناك حاجة لذلك".
هذه المعطيات كلها، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، لا تبشر بالخير. فالتبدل الكبير في لهجة المسؤولين الإسرائيليين، ومنهم مَن كان يُعرف باعتداله، يدل على ان كلمة نتنياهو لا تزال الاقوى في تل ابيب، وخياراته ايضا. وبالتالي، هو سيبقى ماض قدما في تنفيذ مشروعه لضمان امن إسرائيل، بالخيار العسكري، بعيدا من اي وسائل اخرى.
هذا في المشهد الإقليمي الكبير. اما لبنانيا، فالرجل يعرف ان مستوطني الشمال غير قادرين بعد على العودة الى بيوتهم بأمان، بما ان صواريخ الحزب لا تزال تنهمر على الشمال وصولا الى حيفا، وهنا المشكلة الاساسية التي تمنعه من وقف الحرب وابرام تسوية. على الاقل، تضيف المصادر، الرجل يريد ان تتراجع نسبة عمليات الحزب وعدد الصواريخ الذي يسقط على إسرائيل، كي يعيد مستوطنيه الى منازلهم، الامر الذي لم يحصل بعد.
لكن مع الطوق الذي يفرضه الإسرائيليون على امدادات الحزب، عبر قطع الطرق بين لبنان وسوريا، واستهداف آليات نقل العناصر والاسلحة كما حصل في عاريا، ومنع الطائرات الإيرانية والعراقية من الهبوط في مطار بيروت، وهو ما اعلن عنه صراحة نتنياهو من الحدود الشمالية الاحد، يراهن الاخير على عامل الوقت لتنفذ ذخيرة الحزب اقله جنوبا، ويراهن على الدمار الذي سيلحقه بلبنان برمته وعلى العمليات النوعية التي ينفذها كجيشه كتلك التي شهدتها البترون فجر السبت، ليجر بعدها حزب الله ولبنان منهكين الى التسوية، فتأتي لتثبت ما أنجزه في الميدان وتلبي اكبر كم من الشروط التي يطمح اليها، تختم المصادر.
شاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|