هل طرأ تغيير على المشهدية في لبنان أو أن ما رُسم للمنطقة سيُنفذ ؟
كلما كثر الكلام عن وقف اطلاق نار، تزداد الضربات الاسرائيلية وتمطر على بيروت شروط اضافية للتي سبق وان رفضها حزب الله وتناولناها في مقالنا السابق. ولا بد من الاشارة الى ان الكلام عن عودة المبعوث الاميركي الى بيروت لم يتبلغها معنيون لا بل تأتي في سياق الكلام الاعلامي علما ان خيوطها تأتي عبر الكلام الاميركي الذي صدر عن حل دبلوماسي قبل تسلم الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب مهامه في 20 كانون الثاني.
ولكن التغيير الذي طرأ في الساعات الاخيرة، هو غموض الأحداث القادمة خصوصا وان الاعلام سرّب معلومات عن ان تل أبيب تدرس بجدية إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار محدود زمنيا في الشمال معللا ذلك تجنب أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها. ولكن! هناك تشديد على حديث يدور حول اتفاق جيد جدا لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل أمثل. بينما اكدت مصادر اعلامية اخرى ان نتنياهو لن يوقف الحرب الآن لأنه بذلك سيخاطر بسقوط حكومته.
وفي ظل حرب الالهاء الاعلامي والتسريبات، وما لا يتم تداوله هو التخوف من الاهداف التوسعية لاسرائيل التي تتخطى تدمير قدرات حزب الله العسكرية لتصل الى إحداث تغيير سياسي. وهذا الامر قد يؤدي الى فوضى داخلية الى حين تحقيق اهداف تهجيرية وتدميرية.
وبالعودة الى ما صرح به نتنياهو فهو قد حدد 3 مفاتيح لاستعادة الامن والسلام من اجل سكان الشمال : “أولا إبعاد حزب الله إلى ما وراء الليطاني أولا وقبل كل شيء وثانيا ضرب أي محاولة تقوم بها جماعة حزب الله لإعادة التسليح” و”ثالثا الرد بحزم على أي إجراء ضدنا، يجب قطع أنابيب الأكسجين عن حزب الله من إيران عبر سوريا.” واي اتفاق لاطلاق النار في حال اقترب حصولها سيتضمن تنفيذ هذه النقاط اضافة الى ما سرب عن المسودة.
حتى الان لم ترد ايران الضربة على الاسرائيل، وهذا ما يستدعي تساؤلات عديدة ابرزها افساح المجال امام المحادثات الدولية خصوصا وان الرئيس ترمب توجه في اول تصريح له لايران قائلا: “شروطي سهلة للغاية. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أود منهم أن يكونوا دولة ناجحة للغاية”. وبالتالي فإن ثمن عدم اندلاع حرب كبرى والانخراط في المجال الاقتصادي قد يكون نتيجته ما سيحصل في لبنان وغزة وسوريا واليمن.
حتى الحين، وحده الترقب سيكون سيد الموقف دون شعارات وحالات انكار وخطابات غير واقعية خصوصا وان ما رُسم للمنطقة يُنفذ مع انتخابات اميركية او من دونها ولن يؤثر اي احد على الخطة المرسومة لضمان أمن اكثر من 20 دولة.
بقلم : جان جورج زغيب
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|