بري لا يُحسَد وميقاتي متلقٍّ!
يصل، اليوم إلى بيروت، المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكستين مُصطحبا معه مسودة وقف إطلاق النار والبعض القليل من الأمل لإحداث الاختراق السياسي والميداني المفقود.
وكان البيت الأييض تعمّد بعد ظهر أمس تسريب خبر عن إلغاء هوكستين زيارته، متقصّدا إثارة بلبلة لبنانية انتهت بتوضيحات عاجلة تلقتها الإدارية الأميركية من رئيس مجلس النواب نبيه بري تتعلّق خصوصا بموقف حزب الله من مسودة الاتفاق.
وظل برّي وفريق عمله على اتصال بهوكستين ومساعديه، للوصول إلى خلاصات يجري بموجبها صوغ المسودة النهائية التي ستُقدَّم إلى تل أبيب. وبات معلوما أن الردّ اللبناني لم يأتِ سلبياً مخافة تحمّل تبعات أي رفض، وإن كان يتضمن مجموعة من الملاحظات والأسئلة.
ولم يعد خافيا أن بري، والحزب أساسا وأولا، يتحصّنان بتشعّب اللغة العربية وتعدّد مفرداتها من أجل تشذيب ورقة الأفكار الأميركية بهدف وحيد وهو إعادة الوضع جنوبا وعند الحدود مع إسرائيل إلى ما كان عليه قبل ٨ تشرين الأول ٢٠٢٣. لكنّ واشنطن ومعها مجموعة العواصم المعنية لن تتيح للحزب نيل مبتغاه، لذا تصرّ على تطبيق كامل للقرار ١٧٠١ بما فيه خصوصا سحب السلاح والمسلحين ومنع إعادة التسلح وتدمير البنى التحتية غير المدنية في منطقة جنوب الليطاني. ويعدّ هذا المطلب أساسيا في مسودة الاتفاق، إلى جانب تشكيل لجنة المراقبة والتي لا تزال تعترضها عوائق وشروط لبنانية، لا سيما لجهة دورها وهوية الدول التي تتألف منها.
وسبق للحزب أن ابلغ رئيس مجلس النواب انه لن يقبل بأي مشاركة ألمانية وبريطانية ربطا بجبل الخلافات والتراكمات السلبية. لكن اللافت أن بري سعى إلى احتواء معارضة الحزب عبر اقتراح إحياء لجنة مراقبة تفاهم نيسان ١٩٩٦، وهي، يا للمفارقة، تضم في عضويتها الولايات المتحدة الأميركية.
ويقول مرجع سياسي رفيع إن بري في وضع لا يُحسد عليه، لا داخليا ولا خارجيا. ليس في استطاعته القبول بالورقة الأميركية لأنه سيوضع تلقائيا في خانة المتآمرين على المقاومة، تماما كما ليس في مقدوره مماشاة الحزب بالمطلق لاعتراضه منذ الأساس على حرب الاسناد، ولأنه لا يستطيع أن يتحمّل هو شخصيا المسؤولية عن تدمير ما تبقى في الجنوب والبقاع والضاحية، وخصوصا في مناطق نفوذه التقليدي. لذا يتمسّك بري بضخّ مناخات تفاؤلية، ويمشي على منواله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي يبدو أنه بات متلقيّاً لا غير على الرغم من محاولته تصوير دوره على غير ما هو عليه.
ميرا جزيني-ليبانون فايلز
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|