محليات

وسط محادثات الهدنة.. الجيش اللبناني "محاصر" بين "السياسة والتمويل"

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يجد الجيش اللبناني نفسه، بينما تشتد الجهود للتوصل إلى هدنة، في وضع معقد بين مطالبات دولية بدور أكبر لضمان استقرار الجنوب، وضغوط داخلية تفرض عليه الحذر في مواجهة نفوذ ميليشيا حزب الله.

وأفادت 7 مصادر، أن الجهود المكثفة للوصول إلى هدنة في لبنان سلّطت الضوء على دور الجيش الذي يُفترض به ضمان خلوّ جنوب لبنان من أسلحة حزب الله؛ إلا أن الجيش اللبناني ليس جاهزًا ولا قادرًا على مواجهة الجماعة المدعومة من إيران، بحسب وكالة "رويترز".

وعلى الرغم من العمليات الإسرائيلية المستمرة منذ عام التي أضعفت قوة الجماعة، فإنها لا تزال تتمتع بقوة عسكرية تتفوق على القوات المسلحة اللبنانية التي بقيت على هامش الصراع، حتى بعد أن أرسلت إسرائيل قوات برية إلى جنوب لبنان مطلع أكتوبر/تشرين الأول.

ورغم أن الجيش قد يُطالب بنشر آلاف الجنود في الجنوب عقب أي اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن ذلك يحتاج إلى موافقة ميليشيا حزب الله، الذي سيحاول الجيش تجنب أي مواجهة معها لتفادي صراع داخلي، وفقًا لما صرحت به المصادر التي تشمل 3 أشخاص مقربين من الجيش، و4 دبلوماسيين من دول مانحة.

موقف صعب وحساس

وقال العميد اللبناني المتقاعد حسن جوني: "الجيش اللبناني في موقف حساس وصعب؛ فهو لا يستطيع تنفيذ مهامه الاعتيادية مثل جيوش الدول الأخرى، بسبب وجود قوة عسكرية أخرى في البلاد"، في إشارة إلى حزب الله الذي يحظى بمكانة شبه رسمية.

وذكر مسؤول لبناني كبير أن الحكومة وحزب الله وافقا، هذا الأسبوع، على اقتراح هدنة أمريكي، مع التحفظ على بعض التعليقات في المسودة. وتعتبر موافقة حزب الله ضرورية لتنفيذ أي وقف لإطلاق النار، نظرًا لترسانته ونفوذه على الدولة اللبنانية.

وبحسب دبلوماسيين غربيين، تأمل الولايات المتحدة بأن يكون للجيش اللبناني دور أكبر في مواجهة حزب الله، وقد أبدت هذا الموقف للمسؤولين اللبنانيين. لكن المصادر تشير إلى أن قوة حزب الله العسكرية، ووجوده السياسي في الحكومة والبرلمان، بالإضافة إلى نسبة الشيعة بين قوات الجيش، تجعل من مواجهة كهذه محفوفة بخطر الصراع الداخلي.

وصرح دبلوماسي بأن "اقتحام الجيش للمنازل بحثًا عن أسلحة حزب الله قد يشعل حربًا أهلية"، ورأى أن الجيش يمكنه العمل إلى جانب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للقيام بدوريات في الجنوب دون الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب الله.

وفي الأسبوع الماضي، أكد محمد عفيف، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، أن علاقة الحزب بالجيش اللبناني لا تزال "متينة"، وأضاف أن محاولات فصل الجيش عن المقاومة لن تنجح. وقُتل عفيف في غارة إسرائيلية على بيروت يوم الأحد.

وامتنع البيت الأبيض أيضًا عن التعليق، بينما أفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها لا تستطيع التعليق على "مفاوضات سرية جارية".

ويتفق المسؤولون اللبنانيون، والإسرائيليون، والأمريكيون، على أن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 هو الأساس لأي هدنة دائمة، وينص القرار على خلو جنوب لبنان من الأسلحة باستثناء أسلحة الجيش اللبناني، ونشر ما يصل إلى 15 ألف جندي لبناني في الجنوب. ورغم مرور 18 عامًا على صدور القرار، فإن أيًّا من الطرفين لم يلتزم به بالكامل، إذ استطاع حزب الله بناء تحصينات وتسليح نفسه في الجنوب.

أبراج مراقبة غير مستخدمة

وكشف دبلوماسيون ومصدر مطلع أن أبراج مراقبة تبرعت بها بريطانيا للجيش لا تزال غير مستخدمة، ومكدسة في مستودع قرب بيروت، بينما يُجرى التفاوض على هدنة لضمان عدم إثارة غضب إسرائيل أو حزب الله.

ويُبرز تأخر استخدام أبراج المراقبة بعض التحديات التي قد يواجهها الجيش في نشر قواته على الحدود الجنوبية.

ويحرص الجيش اللبناني على تجنب المواجهة مع ميليشيا حزب الله، ولم يتخذ موقفًا حين سيطرت الجماعة وحلفاؤها على بيروت العام 2008. وقد انسحب الجيش من الحدود عند اقتراب القوات الإسرائيلية للتوغل، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كما لم يردّ بإطلاق النار رغم استهدافه بغارات إسرائيلية أسفرت عن مقتل 36 جنديًا لبنانيًا حتى الآن.

​التمويل الأجنبي

وبحسب رويترز، تزيد تعقيدات الوضع بالنسبة للجيش اللبناني، مع اعتماده المتزايد على التمويل الأجنبي، خاصة مئات الملايين من الدولارات من واشنطن، حيث بدأت الولايات المتحدة، العام الماضي، تقديم مساعدات لدعم رواتب القوات المتأثرة بالأزمة المالية، بعد أن توقّف الجيش عن تقديم اللحوم في وجبات جنوده، ولجأ إلى تنظيم جولات سياحية بطائراته لجمع الأموال.

ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن قائد الجيش جوزيف عون يشعر بقلق كبير من احتمالية فقدان الدعم الأمريكي، ويعتبر الحفاظ على وحدة الجيش أولوية لضمان إمكانية نشره في الجنوب عند إقرار الهدنة.

وصول المساعدات

وأفاد 3 دبلوماسيين بأن بعض المساعدات الدولية الموجهة للجيش قد توقفت بالفعل. وكانت القوى العالمية قد تعهدت بتقديم 200 مليون دولار للجيش في باريس الشهر الماضي، لكن ظهرت خلافات بشأن توقيت التجنيد في مقابل التوصل إلى اتفاق هدنة.

ونفى مسؤول أمريكي استخدام بلاده للمساعدات كوسيلة ضغط، مؤكدًا التزام واشنطن بدعم الدولة اللبنانية ومؤسساتها السيادية.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا