هوكستين يختتم مباحثاته في بيروت.. وترقب لـ"إعلان حاسم" من تل أبيب
التسوية في مهب الغموض الأميركي الايراني
هل تشهد الأيام القادمة بارقة أمل تفضي الى التوصل الى وقف لاطلاق النار، والدخول في مفاوضات جدية لتسوية دائمة، تشكل منصة لإخراج لبنان من أزماته المتشعبة والمعقدة؟ هذا التساؤل سبق ورافق زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الى لبنان، لتسلم الموقف الحاسم والنهائي بشأن المقترح الأميركي لوقف اطلاق النار وبالتالي ترسيخ هدنة أو تسوية دائمة.
لم يكشف أي طرف حتى الآن كل تفاصيل الورقة الأميركية التي سلّمتها السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون الى الرئيس نبيه بري، وتسلّمت الرد عليها بـ”الإيجاب”، لكن أكثر من مصدر قريب من هوكشتاين والمفاوضين اللبنانيين أشار إلى أن الأميركيين يريدون من اللبنانيين الموافقة على إشراف أميركي على ترتيبات أمنية تشمل بيروت والمرفأ البحري والمطار الدولي، ومنع وصول أية أسلحة عبر سوريا إلى “حزب الله”، على أن يشترك الفرنسيون وربما أطراف دوليون آخرون في آليات تطبيق هذه الترتيبات. مع العلم أن ردّ لبنان على مسودة المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، تضمّن الموافقة على معظم البنود، مع إبداء ملاحظات وتعديلات على تشكيل لجنة المراقبة، حيث هناك اشتراط أميركي على المطالبة بإنشاء لجنة مراقبة لتنفيذ القرار 1701 بمشاركة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإنكلترا، فيما رفض الجانب الرسمي اللبناني و”حزب الله” مشاركة وألمانيا وإنكلترا، وأن تقتصر تلك اللجنة على مشاركة أميركية فرنسية.
كما أن المسودة التي قدمتها السفيرة الأميركية تتضمن بنوداً إضافية على القرار 1701، وهذه الإضافات من الوجهة اللبنانية، تضع عراقيل أمام تنفيذ القرار الدولي، لأنها تحتاج إلى مزيد من التدقيق وبالتالي تحتاج إلى موافقة من الأطراف المعنية سواء في لبنان أو خارجه. كذلك، هناك اشتراط أميركي على أن تقوم قوات “اليونيفيل” بإبلاغ الجيش اللبناني في حال حدوث أي انتهاك من “حزب الله” للقرار 1701، وذلك كي يتدخل لوقف هذا الانتهاك، وفي حال عدم القيام بذلك يتولى الجيش الاسرائيلي التدخل.
قد تكون الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب أعطت الضوء الأخضر للوسيط الأميركي هوكشتاين لاستكمال المفاوضات. ومع ذلك، فإن المواقف الأميركية كانت دائماً تحمل تناقضات، بحيث كان يتم الاعلان عن دعم وقف إطلاق النار في العلن، بينما يقدم الدعم العسكري والسياسي لاسرائيل في الوقت نفسه. وهذا يجعل من الصعب الاعتماد على الموقف الأميركي الرسمي في تحقيق تقدم فعلي في الأزمة. في المقابل فإن “النعم المشروطة” التي قالها “حزب الله” للمرة الأولى على المقترح الأميركي، الذي يبدو لقي قبولاً ضمنياً وعلنياً منه، تجعل المشروع برُمته قابلاً للنقاش والتفاوض.
موقف الحزب هذا، جاء عقب زيارة كبير مستشاري المرشد الايراني علي لاريجاني الى لبنان، ما يدعو الى الاعتقاد أن القرار إتخذ في إيران وليس في لبنان. فصحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن مصادر إيرانية، مرتبطة بالحرس الثوري الايراني أن لاريجاني نقل رسائل إلى “حزب الله” من المرشد، تفيد بأنه يدعم إنهاء الحرب مع إسرائيل، مضيفة أن الرسائل أكدت أيضاً للحزب أن إيران ستواصل دعمها ومساعدتها له في إعادة بناء قواته والتعافي من الحرب. بالتأكيد إيران ليست هي الطرف المقرر بصورة كاملة في هذا الصراع، ولكنها واحدة من الأطراف التي تدعم هذا الحل، بحيث إن القرار النهائي بشأن وقف إطلاق النار يرجع بالدرجة الأولى إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، وإيران لا يمكنها فرض هذا الحل بمفردها.
لا يزال بعض التفاصيل غامضاً بشأن شروط الاتفاق، ويصعب تحديد ما إذا كانت الأطراف قادرة على التوصل إلى توافق في هذه المرحلة، على الرغم من أن المفاوضات بشأن الحل الديبلوماسي مستمرة، ما يشي بأن الاتفاق لم ينضج بعد. فهل سيتم تأجيل الاتفاق الى حين تسلم دونالد ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض، خصوصاً مع رجحان أن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لن يعطي هذا المكسب لإدارة أصبحت خارج السلطة، بل على العكس يريد أن يعطي هذا المكسب الأساسي والكبير لإدارة ترامب؟
يبقى مصير الحرب المفتوحة بين إسرائيل و”حزب الله” في مهب الغموض الأميركي الايراني والشروط الاسرائيلية، في ظل التعقيدات الاقليمية والدولية التي تحيط بالملف، على الرغم من الضغوط العسكرية التي يتوسع نطاقها وحجمها ومخاطرها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|