حزب الله يرضخ لاسرائيل: تسوية تل أبيب تبدأ بطهران
هدفان حددتهما حرب السابع من اوكتوبر على مستوى المنطقة. الاول تتولاه اسرائيل ويقضي بتغيير النظام في ايرن أو بتقليم أظافره من خلال ضرب برنامج طهران النووي، فيما تولت الولايات المتحدة تحديد الهدف الثاني والقاضي بارساء معادلة السلام مع دول الجوار الاسرائيلي والبدء بعملية تطبيع اقتصادية تضم الخليج ودول شرق المتوسط.
وفق الرؤيتين الاميركية والاسرائيلية تسير المفاوضات الدبلوماسية والمعارك الميدانية، وهو ما بدا واضحا في خلال محادثات المبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكستين مع المسؤولين اللبنانيين، حيث تبلغت السلطات اللبنانية صباح الاثنين بتوقيت بيروت الغاء زيارة هوكستين بعد أن تبلغ الاخير رفض تل أبيب أي تعديل على الورقة التي تمت كتابتها بقلم الحكومة المصغرة الاسرائيلية وخضعت لرتوش أميركي بسيط يتعلق بالقوة العسكرية التي ستساند الجيش اللبناني في القرار 1701 وأيضا في بعض التفاصيل التقنية مع بريطانيا وفرنسا.
رفض تل أبيب أي تعديل لبناني ترافق مع تسعير ميداني عبر الجو والبر، حيث شهد الويك أند سلسلة غارات عنيفة على الضاحية وبيروت في رسالة اسرائيلية ضاغطة على لبنان لقبول الورقة الآن، والا سنشهد تصعيدا غير مسبوق في المرحلة المقبلة. وتتعامل حكومة نتنياهو بلا مبالاة مع التعديلات اللبنانية لأنها أعدت قرار الرفض مسبقا وما على الدولة اللبنانية وخلفها حزب الله سوى القبول بالمعروض أو تلقي ما هو قادم، وهو كما بات معلوما المزيد من الغارات لأهداف كثيرة منها بنى تحتية وعمليات اغتيال، ولاحقا البدء بمرحلة استهداف المرافق العامة للدولة اللبنانية.
ترغب اسرائيل بإقفال الملف اللبناني وفق أجندتها لتنتقل فيما بعد الى الساحات الاخرى وتحديدا العراقية والايرانية، والبدء بحملة انهاء الفصائل الموالية لايران في العراق بالتزامن مع توجيه ضربات محددة ضد ايران، ولكن عملية اقفال الملف اللبناني لن تكون وفق الشروط التي يُنادي بها الثنائي، وتكشف المعلومات عن تنازلات كبيرة قدمها حزب الله وكأنه يريد انهاء الحرب بأسرع وقت لأن كلفتها هذه المرة كانت كبيرة عليه وهو يُعاني من نقص كبير في التمويل اذ تضغط اسرائيل على المنظمات الدولية مانعة اياها من تقديم المساعدات والهبات وهو ما تلمسه بيئة الحزب الموجودة في مراكز الايواء، وهنا كان القرار بالتنسيق مع الرئيس نبيه بري على ضرورة الرضوخ للورقة الاميركية وفق الصيغة المقدمة من دون أن يكون للجانب اللبناني أي هامش للمناورة أو فرض الشروط، ويسعى الثنائي فيما بعد الى تسويق التوقيع على أنه انتصار على غرار انتصار ترسيم الحدود البحرية الذي كان مجحفاً بحق لبنان ولم ينل من حقل قانا سوى الوعود الرسمية والحزبية عبر الشاشة.
يؤكد دبلوماسي غربي موجود في بيروت أن ملامح الشرق الاوسط الجديد بدأت تتظهر من قطاع غزة، حيث خرجت حماس من المعادلة ليلتحق بها حزب الله فيما بعد وهو الامر الذي وضعه الغرب كشرط أساسي لمحاورة ايران، لنرى لاحقا حجر الدومينو وهو يتدحرج باتجاه سورية فالعراق وصولا الى ايران. عندها يتسلم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب خارطة جديدة لمنطقة الشرق الاوسط تكون مهيأة للتطبيع مع اسرائيل وتفتح معها الاسواق التجارية المهيأة لاستقبال حرب الذكاء الاصطناعي وهو سلاح الولايات المتحدة الجديد بوجه الصين.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|