"السلام لروحك وروح سمير"... الجميّل: شهادتك فدا لبنان لا قضايا خارجية
لا يطلب وقف النار إلا الخاسر
في عالم الحروب لا يَطلُب وقف إطلاق النار قبل الإتفاق على تسوية إلا “الخاسر” الذي يريد أن يتفادى وصوله إلى مرتبة “مهزوم” .
التسوية تستحق عندما يتساوى أطراف الصراع في الهزيمة، عندها فقط يكون وقف إطلاق النار نتيجة واقعة بفعل الهزيمة الجماعية.
أما أن يُطلَب وقف إطلاق النار قبل أي تسوية، فالإستنتاج المنطقي يؤكد أن طالبه خاسرٌ يريده ليحول دون هزيمته.
الملفت في هذه الصدد هو أن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أبلغ المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أن “أولويتنا وقف إطلاق النار والعدوان على لبنان وحفظ السيادة اللبنانية على أراضينا كافة.”
وأضاف: “همنا عودة النازحين إلى قراهم ووقف حرب الإبادة الإسرائيلية والتدمير العبثي للبلدات”.
وشدد ميقاتي “على ضرورة تطبيق القرارات الدولية الواضحة وتعزيز سلطة الجيش في الجنوب”.
إستناداً إلى ما سبق يتضح أن من طلب وقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله هو لبنان، علماً بأن لبنان ليس طرفاً مقاتلاً في الحرب التي تدور رحاها على أرضه بين حزب إيران وإسرائيل.
فهل يعني ذلك أنّ دولة لبنان هي المهزومة في الحالتين، حالة الميدان غير المتواجدة فيه، وحالة طاولة المفاوضات التي ليست صاحبة رأي فيها بل منفذة لرأي حزب إيران؟
فهل تأمل حكومة “الجمهورية اللبنانية” أن تكبح أميركا إسرائيل لصالح حزب إيران المسلح؟ وتمنعها من مهاجمة أهداف الحزب في لبنان؟
أميركا، التي أجازت لأوكرانيا مهاجمة العمق الروسي بصواريخ أميركية، لا تقدر أن تحرم إسرائيل من صلاحية مماثلة تتيح لها تنفيذ هجوم “إستباقي” على حزب الله في لبنان بأسلحة أميركية إذا رصدت خرقه لإتفاقية وقف إطلاق النار بعد تبنيها.
كما لا تقبل أميركا بترؤس لجنة متعددة الجنسيات لرصد خروقات مفترضة من قبل حزب الله، سواء في الداخل اللبناني أو عبر الحدود مع سوريا، إذا إستثنيت من عضويتها بريطانيا وألمانيا بناء على طلب المفاوض اللبناني نزولاً عند رغبة حزب الله، علماً بأن بريطانيا هي الدولة التي زودت الجيش اللبناني بشبكة أبراج لرصد خروقات الحدود اللبنانية مع سوريا، كما أن ألمانيا ترأس قوة اليونيفل البحرية التي تراقب إلتزام المرافيء اللبنانية بتطبيق القرار الأممي 1701 لجهة عدم السماح بدخول أسلحة وذخائر غير عائدة للدولة اللبنانية أو اليونيفل إلى لبنان.
هذا بغض النظر عن التساؤل عما إذا كانت “دولة” لبنان قادرة على تحمّل تبعات الإرتدادات السياسية لمقاطعة بريطانيا وألمانيا نزولا عند رغبة حزب الله.
كشف دبلوماسي أنغلوفوني متابع للجهود التي تبذلها أميركا أن إدارة الرئيس بايدن لم تجد دولة عربية راغبة بالإنضمام إلى لجنة متعددة الجنسيات يعمل على تأليفها لمراقبة الإلتزام بوقف إطلاق النار “لأن الدولة اللبنانية ليست شريكة في الحرب والدول العربية ترفض مهمة لها علاقة بحزب تعتبره غالبيتها إرهابياً كي لا تُتّهم بإزدواجية المعايير.”
وأوضح الدبلوماسي أن “صلب المشكلة يكمن في أن المفاوضين اللبنانيين يرفضون تقديم ضمانات بأن حزب الله لن يخرق بنود إتفاقية وقف إطلاق النار في صيغتها النهائية، وفي مثل هذه الحالة تريد إسرائيل الحصول على إمتيازات في لبنان كالتي تحصل عليها في سوريا، أي مهاجمة أي إستعدادات لحزب الله تخرق الإتفاق.”
وفي هذا الصدد أغارت طائرات إسرائيلية يوم أمس الأربعاء على أهداف لحزب الله والحرس الثوري الإيراني ودمرت مستودعا للذخيرة في المنطقة الصناعية بمدينة تدمر التي تتحكم بالطريق البرية من إيران إلى لبنان عبر العراق مخلفة 36 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً.
وتشن إسرائيل سلسلة من هذه الغارات في مختلف مناطق سوريا من دون التعرض لردع جدي من قبل الدفاع الجوي أو سلاح الجو السوري، ما يوحي بوجود تفاهم غير معلن يتيح لإسرائيل إستهداف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله في سوريا، ومن دون إعتراض عربي، كما حصل مع سليم عياش قاتل الرئيس رفيق الحريري الذي إغتالته مسيّرة إسرائيلية في مدينة القصير السورية في أوائل تشرين الثاني الماضي.
لبنانياً تدور معارك شرسة على الأراضي اللبنانية التي تحتلها القوات الإسرائيلية في القطاعين الغربي والشرقي من الشريط الحدودي الجنوبي، وإحتلت القوات الإسرائيلية بلدة يارين في القطاع الغربي في محاولة للإلتفاف على بلدة البياضة الساحلية لعزل قيادة حزب الله في بلدة الناقورة عن بقية لبنان.
وفي القطاع الشرقي إحتلت القوات الإسرائيلية بلدة حلتا فتمكنت بذلك من إستكمال قوس سيطرتها على مرتفعات كفرشوبا ومزارع شبعا والخيام، ما يتحكم بالطريق إلى سهل البقاع شرقاً وإلى محور قلعة اللورد بوفور أو شقيف أرنون شمالاً.
سياسياً عقد الوسيط الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الأربعاء إجتماعاُ ثانياً منذ وصوله إلى لبنان مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، قال بعده للصحافيين إنه حقق “تقدما إضافياً” في محادثات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وبعد الإجتماع مع بري، إجتمع هوكشتاين والوفد المرافق إلى الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في منزله ببيروت بحضور رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط والنائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور.
وذكر بيان رسمي أنه “جرى بحث في آخر المستجدات السياسية والمفاوضات القائمة لوقف اطلاق النار”.
من جهته هدد أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بالرد “في تل أبيب” على إغتيال المسؤول الإعلامي للحزب محمد عفيف في غارة بمكتب حزب البعث السوري في منطقة رأس النبع ببيروت “… لذا لا بد أن يتوقع بأن يكون الرد على وسط تل أبيب،” معتبراً أنه “لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو إلا وأن يدفع الثمن في وسط تل أبيب.”
وقال قاسم “كنا قد وافقنا سابقا على طرح بايدن – ماكرون على قاعدة أنه يمكن إنهاء الحرب لكنهم اغتالوا الأمين العام”.
وكشف “أن الحزب مر في حالة ارباك لمدة 10 أيام بعدها استعدنا عافيتنا في كل المجالات بعد اغتيال أميننا العام السيد حسن نصر الله”. وقال :”بعد شهرين من الحرب على لبنان النتيجة هي صمود أسطوري للمقاومة”.
عن أي “صمود أسطوري” تحدث الشيخ نعيم وقد زاد عدد النازحين داخلياً إلى مراكز إيواء وبيوت أصدقاء عن 1،2 مليون شخص، إضافة إلى 500 ألف شخص فروا إلى سوريا ومنها إلى العراق وإيران.
وعن أي “وضع جيد” تحدث بري بعد لقائه هوكشتاين يوم الثلاثاء مع أنه إستدرك لافتاً إلى أن “الضمانات فيما يخص الموقف الإسرائيلي هي على عاتق الأميركيين”.
وأوضح بري أن “هوكشتاين يقول إنه نسق مع الإسرائيليين فيما يخص المسودة”، لافتاً إلى “إنها ليست المرة الأولى التي ينكر فيها الإسرائيليون تعهداتهم”.
بغض النظر عن من ينكر تعهداته، أو من يبالغ في إنتصاراته، السؤال المحوري الذي يقلق اللبنانيين هو: “تحت وصاية من سنكون إذا كتب لنا البقاء على قيد الحياة عندما تستوي طبخة وقف إطلاق النار”؟؟؟
محمد سلام -”هنا لبنان”
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|