"المُعاقَبون" تكلّموا في إيران ولكن الحلّ بتلاوة "فعل النّدامة" وبإنهاء حرب أوكرانيا!
بكلام قديم، عمره سنوات، حاولت "قِمَم المُعاقبين"، و"المعزولين" في إيران، أن تسوّق نفسها.
رتيب
فبمعزل عن تركيا، الدولة العضو في حلف "الناتو"، والتي بدا رئيسها رجب طيب أردوغان أقرب الى من يبحث عن عقله "المشتَّت" بين الغرب والشرق، في طهران، من دون أن يجده تماماً، سجّلت القمة الروسية - الإيرانية - التركية مشهداً رتيباً، بكلام كثير حول ضرورة إخراج الدولار الأميركي من التجارة العالمية، ووجوب إخراج الجيش الأميركي من سوريا، وهو ما نسمعه منذ سنوات طويلة.
الصين
أما مناقشة ملفات سوريا، والحرب في أوكرانيا، وأزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، والعقوبات المفروضة على روسيا، فهي قضايا لا يمكن لموسكو أن تحلّها في إيران، ولا مع الأتراك، بل بالعودة الى "بيت الطاعة" الغربي.
وكل ما عدا ذلك، يُفيد بأن لا قيمة لأي حركة يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خارج حدوده، حتى ولو وصل الى كوبا أو فنزويلا، أي على مسافة قريبة جداً من أراضي الولايات المتحدة الأميركية، إلا إذا نجح (بوتين) بعقد لقاء قمة بشكل مباشر في الصين، أو في إحدى الدول الخليجية، أو في إحدى الدول الوازِنَة عالمياً، وليس في إيران، مع توقيع اتفاقيات روسية في بكين، أو الخليج، مثلاً، بما سيشكّل قاعدة لفكّ عزلة موسكو، في مثل تلك الحالة.
ردّ
أما الكلام الذي قيل في طهران، فهو لا يخصّ إلا أصحابه، خصوصاً أن الردّ عليه لا يحتاج إلا لتكثيف العقوبات المفروضة على روسيا، وإرهاق جيشها في أوكرانيا، أكثر فأكثر.
ترتيبات جديدة
رأى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "الحرب الروسية على أوكرانيا ستكون طويلة، وستزداد شراسة، وستغيّر بعض العلاقات الاستراتيجية، والجيوسياسية حول العالم، والتي من ضمنها عزل سوريا عن روسيا. فتقسيم سوريا وفق موازين القوى الجديدة هو أهمّ ما كان في قمة طهران، فيما الباقي لم يشكّل أكثر من كلام يُقال منذ سنوات، على ألسنة الإيرانيين والروس".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأجندة الأساسية لقمة طهران كانت سوريا. فالروس ما عادوا قادرين على احتمال الوجود الواسع لهم فيها، ولا لعب دور الضامن، تماماً كما في الماضي. فأتت القمة لبحث الترتيبات الجديدة، بما يمكّن موسكو من الاحتفاظ بنفوذها هناك، كورقة قوّة في مفاوضاتها مع الغرب، وسط بحث إيراني وتركي عن أدوار ومواقع جديدة لأنقرة وطهران، على الأراضي السورية".
يتمنى... ولكن؟
وأوضح طبارة أن "بوتين يتمنى زيارة الصين. وهدفه الأساسي هو الإعلان عن تحالف روسي - صيني - هندي - إيراني، يُضاف الى مجموعة "بريكس". ولكن لا مصلحة لدى أحد بالتخلّي عن الاقتصاد الأميركي، وعن الاقتصادات الأوروبية، من أجل دولة مُعاقَبَة هي روسيا، ليس لديها ما تقدمه أكثر من الغاز، والقمح، والحبوب".
وشرح:"حجم العلاقات الاقتصادية القائمة بين الصين وأوروبا، وبينها وبين واشنطن، يدفع الى الشكّ بأنه يمكن لبكين أن تختار موسكو على حساب الغرب. وحتى إن الهند، تركّز في اقتصادها على التكنولوجيا بنسبة كبيرة، وهو ما يصعّب أي تحالف روسي - هندي يضرّ بالغرب، لأن التكنولوجيا المهمّة موجودة في أوروبا والولايات المتحدة".
وأضاف:"أما تجمّع دول "بريكس"، الذي كان أحد أهدافه إيجاد بديل من الدولار الأميركي، في التعامُل والاحتياطيات، لم ينجح في ذلك منذ سنوات. فدولة مثل البرازيل، وهي عضو في "بريكس"، تحتاج الى "صندوق النقد الدولي" بشكل دائم، وهو ما يجعلها مع دول أميركا اللاتينية، بحاجة دائمة الى واشنطن".
وأشار طبارة الى أن "المكان الوحيد الذي يمكن لبوتين أن يحلم باختراقه، هو العلاقات النفطية بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية. ولكن لا أعتقد أن الرئيس الأميركي جو بايدن فشل في السعودية، ولا بدّ من الانتظار لأسبوعَيْن أو ثلاثة، لمراقبة مستقبل أسعار النفط".
وتابع:"من غير المرجّح أن تكون السعودية حاضرة للاتّفاق مع بوتين على حساب واشنطن، ولا حتى باقي دول الخليج أيضاً. فالعلاقات الفرنسية - الإماراتية تتعمّق، فيما مصر نفسها هي من ضمن التحالفات الأميركية - الغربية - الخليجية".
وختم:"كل الاتجاهات هي لفصل روسيا عن الغرب اقتصادياً، بشكل مستدام، وذلك للوصول الى علاقات غربية معها، تشبه تلك التي كانت سائدة مع الاتحاد السوفياتي خلال حقبة الحرب الباردة".
انطوان الفتى - أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|