بالفيديو: الجرافات الإسرائيلية تقطع طريق وادي السلوقي عن وادي الحجير
من حلب الى الضاحية: فتّش عن طريقي الـM4 والـ M5
تتواصل عملية "قضم" نفوذ ايران في المنطقة من قبل اسرائيل وخلفها الولايات المتحدة الاميركية، وقد تمكنت تل أبيب من تكبيد ايران خسائر كبيرة عندما شنّت طائراتها قبل حوالى الشهر هجوما مركزا استهدف مواقع عسكرية واقتصادية وفق ما صرح المسؤولون الاسرائيليون وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي قال في تصريح قبل حوالى الاسبوعين إن الضربة الاخيرة على ايران استهدفت منشآت نووية.
في لبنان سعت اسرائيل الى إنهاء حالة حزب الله العسكرية عبر استهداف المواقع التي حصلت عليها تل أبيب في حربها الدائمة مع الحزب وهي بالمئات وعملت على تصفية قيادات الصف الاول، وفرضت شروطها في الاتفاق الذي أبرمته مع لبنان برعاية أميركية، حتى أن بعض القوى في الداخل اللبناني القريب من الحزب وجد في هذا العقد اذعانا كبيرا بحق لبنان والمقاومة التي كانت تُسوق قبل الحرب لسيناريو اقتحام الجليل وتوسيع رقعة تواجد الحزب هناك، واذ بها توقّع على اتفاق استسلام نلمس تداعياته اليوم في الغارات المتواصلة جنوبا وفرض القيود بحق أهالي القرى الحدودية.
إمساك اسرائيل بالحدود الجنوبية ليس كافيا على المستوى العسكري، اذ أن قدرة الحزب على توجيه منصات صواريخه نحو الشمال ما زالت قوية ومخزونه الاستراتيجي لم يدمر بالشكل الذي تسوق له تل أبيب، وما يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لنتنياهو هو شريان الامداد القادم من ايران نحو العراق مرورا بسورية فلبنان، وهذا الشريان ورغم قصف المعابر غير الشرعية في الداخل اللبناني لا زال قادرا على ضخ السلاح للحزب عبر الانفاق المتواجدة في مناطق لبنانية استراتيجية بالنسبة اليه. ومع توقيع اتفاق الهدنة مع لبنان تحولت الانظار العسكرية الاسرائيلية نحو سورية خط الدفاع الثاني لايران والشريان الاساس لحزب الله، الذي دفع أثمانا باهظة منذ العام 2011 لابقاء النظام متماسكا ونجح بعد تدخله في سورية بتوسيع نفوذه في المناطق المتواجدة على طول الخط مع العراق من منطقة الجزيرة مرورا بحلب ومنها نحو حماة وحمص وتحديدا منطقة القصير الاستراتيجية المتاخمة للحدود اللبنانية. هذا الخط في الواقع السوري يتقاسمه طريق الـ m4 وطريق الـ m5 وهما طريقان يتقاطعان في منطقة حلب وتعمل اسرائيل على فرض سيطرتها غير المباشرة عليهما وتحديدا في منطقة حلب حيث يتقاطعان.
فالطريق الاولM4 يربط ساحل المتوسط بالحدود العراقية ويمتد من ساحل اللاذقية الى معبر يعرب في منطقة الجزيرة فيما يربط الخط الثاني M5 سورية بتركيا ولبنان والاردن، وكان حزب الله المستفيد الاكبر من هذا الخط حيث كانت تصل الاسلحة الى مرفأ اللاذقية وتمر بحلب حماه فحمص ومنها الى الداخل اللبناني، أو من معبر اليعربية على الحدود العراقية وصولا الى حلب ومنها نحو حماه حمص وايضا الى الداخل اللبناني. استفاد الحزب من الشريانين السوريين وكان ينقل جميع أنواع البضائع عبر رجال اعمال سوريين وايرانيين ومن داخل بيئة الحزب، واللافت أيضا أن بعض الفصائل المعارضة أبرمت صفقات بملايين الدولارات مع رجال اعمال تابعين للنظام السوري لتمرير بضائعهم في المناطق التي كانت تحت سيطرتهم في الشمال السوري، فيما نجحت ايران باختراق الفصائل الكردية وقسد لتمرير الشاحنات من مناطق الجزيرة المتاخمة للحدود مع العراق.
مع سقوط حلب بيد الفصائل المعارضة وخلفها الدول المعنية بالازمة السورية وسط توقعات بتورط اسرائيلي مباشر في هذه العملية، يخسر حزب الله شريانا اقتصاديا وعسكريا مهما بالنسبة اليه بالتزامن مع حديث دبلوماسي يؤكد وجود تفاهم روسي اسرائيلي مع النظام السوري لفرض واقع جديد في سورية يبعد ايران عن المنطقة، ويقلص نفوذ حزب الله فيما يحفظ النظام السوري رأسه ويدخل مرحلة التطبيع المتوقعة مع الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|