عربي ودولي

معارك سوريا... أزمة معارضة أو مشكلة نظام "شاخ" جداً...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بمعزل عن الاعتبارات السياسية، وعن التحالفات أو الصراعات الإقليمية والدولية التي تتحكّم بعلاقة أي جهة مع النظام الحاكم في سوريا منذ عام 1970، يُفيد الواقع بأن النظام السوري "شاخ" جداً، وبات بحاجة الى إعادة تقييم جذرية، والى تغييرات كبرى في بُنيته، وذلك حتى ولو كانت بعض مظاهر التوتّر على الساحة السورية تحصل بالتنسيق معه، أو بقيادة منه في بعض الحقبات والظروف. ومن الأسباب الأساسية لحالة التَّعَب التي أصابته هي أنه لا يزال من دون "تحديث" فعلي منذ عام 2000، بحدّ أدنى.

 أمور غريبة...

فمن حيث المبدأ، يبدو غريباً جداً أن تكون دولة مُقسَّمَة على الأرض كما هو حال سوريا اليوم، وأن يعتبر أي مسؤول فيها أنه حاكم. ويبدو غريباً جداً أن تكون دولة مُستباحة عسكرياً واستخباراتياً كما هو حال سوريا منذ عام 2012 بحدّ أدنى، وأن يعتبر أي مسؤول فيها أنه حاكم بشكل فعلي. كما يبدو غريباً جداً أن تكون دولة ممسوكة من استخبارات روسية قوية جداً، وذلك كما هو حال سوريا منذ عام 2016 بحدّ أدنى، وأن يكون المسؤول الحاكم فيها (الحليف للروس) عاجزاً عن الإمساك بأرضه الى هذا الحدّ.

"شاخ"

قد تكون مشكلة سوريا في الواقع، مشكلة نظام "شاخ" نوعاً ما، بعد 54 عاماً استنفد فيها أوراقه الكاملة. وهذا طبيعي انطلاقاً من أن الأنظمة قابِلَة للتّعب، وتحتاج الى "تحديثات" دائمة تجعلها على تماس مباشر مع كل المتغيّرات العالمية. وهذا ما لم يحدث للنظام السوري تماماً، لا سيّما منذ عام 2000، وهو ما أوصله الى ما وصل إليه في عام 2011، وحتى الساعة.

هدوء إقليمي

فهل من تغيير مُمكِن على مستوى النظام في سوريا انطلاقاً من الأحداث التي تجري هناك الآن؟ وهل ان الإيرانيين والروس يرفضون ذلك فعلاً؟ وهل ان روسيا عاجزة عن إيجاد حليف بديل لها من الأسد في دمشق الى هذا الحدّ؟ وهل من استحالة إيرانية جوهرية في التعايُش مع شريك آخر غير الأسد على الأراضي السورية؟

وماذا عن أهميّة القيام بتحديث كبير على صعيد النظام السوري، يغيّر في بُنيته بشكل جذري، وبما يقود الى هدوء إقليمي عام على مستوى الشرق الأوسط، ولبنان، والملف الفلسطيني؟

توازن داخلي

رأى الصحافي والكاتب والمحلّل السياسي علي الأمين أن "هناك تغييراً يتمّ على المستوى الميداني في سوريا الآن. فالتغيير واضح في حلب مثلاً، بموازاة محاولة لخلق توازن داخلي بين النظام والمعارضة كما يبدو، وذلك بمعزل عمّن يدعم المعارضة أو النظام، ووسط انكفاء إيراني حاصل أيضاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الوضعية التي نراها حالياً قد تفتح الأبواب لتسوية ما في المرحلة القادمة، خصوصاً أن كل الكلام الذي كان يُحكى عن مقرّرات مؤتمرات جنيف وسوتشي وأستانا التي حصلت في الماضي همّشت المعارضة، وفكرة التسوية الداخلية".

تسوية؟...

واعتبر الأمين أن "هناك أُفُقاً يُفتَح على تسوية داخلية مُحتَمَلَة حالياً، انطلاقاً من مجموعة عوامل تساعد على ذلك، وهي توازن القوى الموجودة في الداخل السوري الآن، والانكفاء الإيراني الذي قد يوفّر الفُرَص للخروج بتسوية تغيّر في المعادلة السياسية. فهل يكون بشار الأسد خارج السلطة؟ أو داخلها؟ هذا ليس معلوماً بالطبع حالياً. ولكن هناك تسليماً على الأقل بإمكانية تسوية قد تحصل بين المعارضة والنظام على ضوء ما يجري الآن، ولن يكون هناك أي مُنتَصِر على الآخر فيها".

وختم:"دلالات ما يحصل في سوريا قد تدفع بهذا الاتّجاه. وربما تُمَهَّد الطريق لمثل هذا الخيار مع تسلُّم (الرئيس الأميركي المُنتَخَب دونالد) ترامب الحكم في الولايات المتحدة الأميركية. طبعاً الموضوع السوري مُعقَّد، ولا يمكن الجزم بما إذا كانت تلك التسوية محتومة أم لا. ولكن على الأقلّ، من الواضح أن هناك مساراً مستمراً منذ 13 عاماً، بحيث إن الوضع لم يَعُد قابلاً للاستمرار، ولا بدّ من إيجاد صيغة جديدة معيّنة. وما جرى في لبنان والانكفاء الإيراني في المنطقة قد يعزّزان من فُرَص هذه التسوية".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا