برّي أطلق "رصاصة الرّحمة" على عون: "لبّيك" ميقاتي!
صدق من قال عنه "جنرال المعارك الخاسرة"، فهو كما بدأ مسيرته العسكرية والسياسية أبى إلا أن يختتم سيرته الرئاسية بهذه الصفة... بهذه الخلاصة اختصرت أوساط حكومية نتيجة "الرسالة" التي وجهها الرئيس السابق ميشال عون في نهاية عهده إلى المجلس النيابي فجاءت "ارتداداتها عكسية" عليه، بعدما خلصت رسالة عون نفسه إلى تحصين جبهة الرئيس نجيب ميقاتي الحكومية ومنحته "هديتين نيابيتين مجانيتين" أكدتا على دستورية "التكليف" و"التصريف" في قبضته.
ومَن أبرع من رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اقتناص "الهدايا المجانية" والتقاط الفرصة التي لمحتها "عين التينة"، ليسارع إلى تحويل وتحوير مسار "رصاصة العهد الأخيرة" لتكون بمثابة "رصاصة الرحمة" على عون وعهده، فرفع "مطرقته" تحت شعار "لبيّك" ميقاتي، وانتصر له "تكليفاً وتصريفاً" باسم المجلس والدستور، قبل أن يختتم الجلسة بموعظة "رئاسية" وعد من خلالها بعقد جلسة انتخاب أسبوعية بانتظار حلحلة العقد التوافقية بين المكونات والبلوكات النيابية... و"جميعكم يعرف أين هي العقدة"، في إشارة وضعها بعض المراقبين في خانة "التصويب على عقدة جبران باسيل الرئاسية التي تحول دون حصول اتفاق أو توافق على أي مرشح رئاسي، أقلّه بين صفوف "حزب الله" وحلفائه في قوى 8 آذار".
وإثر انتهاء جلسة تلاوة ومناقشة رسالة عون اتخذ المجلس النيابي موقفاً "بإجماع الحضور" ذكّر فيه بأن تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة أتى بنتيجة "استشارات نيابية ملزمة" قام بها رئيس الجمهورية في حينه، وأنّ أي "موقف يطال هذا التكليف وحدوده يتطلب تعديلاً دستورياً" وهذا ما أكد المجلس أنه ليس "بصدده اليوم" ولا يرغب بالتالي في "الدخول في أزمات ميثاقية ودستورية جديدة"، ليحسم الموقف النيابي من "الرسالة" العونية بإعلان "ضرورة مضي رئيس الحكومة المكلف قدماً للقيام بمهامه كحكومة تصريف أعمال".
أما رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، فتولّى مهمة تطويقه ميقاتي نفسه من خلال إقدامه بدايةً على "سابقة" تلاوة نصّ الرسالة المضادة التي كان قد وجهها إلى رئيس المجلس إثر توقيع عون مرسوم استقالة الحكومة، قبل أن يبادر إلى "فضح" المسار التعطيلي للتأليف الذي سلكه رئيس الجمهورية كاشفاً عن جملة معطيات ووقائع متصلة بكواليس اجتماعاته التشاورية مع عون، بدءاً من معايرته في اللقاء الأول بتكليفه "غير الميثاقي"، مروراً بعدم التجاوب مع طلبه زيارة بعبدا لاستكمال مشاورات التأليف والتسريبات الإعلامية التي تؤكد أنّ "الرئيس لا يريد تحديد موعد" للرئيس المكلف، وصولاً إلى مفاتحته رئيس الجمهورية خلال اجتماعه معه "في 11 تشرين الأول الفائت بحضور وزير الخارجية عبدالله بو حبيب والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير" بالاستعداد لتوقيع مرسوم تشكيل الحكومة "كما هي بشكلها الحالي"، فأجابه عون: "لقد وضعت المرسوم في الدرج وأقفلت عليه ورميت المفتاح"، فضلاً عن التضارب الذي حصل بين نفي عون نيته إصدار مرسوم استقالة الحكومة قبل أسبوع وبين توقيعه قبيل مغادرته بعبدا.
وكما توعد باسيل ميقاتي في الجلسة بإصدار بيان توضيحي رداً على كلامه، صدر ليلاً بيان باسم عون قال فيه: "بلغني ما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مجلس النواب بشأن نقاشات جرت بيني وبينه في موضوع تشكيل الحكومة، أؤكد أنّ ما قاله مجتزأ ويفتقد إلى الكثير من الدقة والصحّة، وأذكّر بما أعلنت عنه للإعلام بعد آخر لقاء بيننا حين أتاني مودّعاً قبل ستة أيام من نهاية الولاية، من انني قلت له أنتظرك لتعود إلى بعبدا لنصدر معاً مرسوم التشكيل، بحسب الأصول لكنه ذهب ولم يعد".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|