الجيش... الذي خسر عقيدته القتالية بالكامل خلال 12 يوماً... فقط...
تختصر الأيام الفاصِلَة بين 27 تشرين الثاني الفائت، و8 كانون الأول الجاري، "قصّة" الجيش السوري خلال العقود الأخيرة، وتحديداً في حقبة ما بين عامَي 2011 و2024.
فلطالما قيل إن الجيش السوري، ومنذ السبعينيات بحدّ أدنى، هو واحد من الجيوش العربية المهمّة، والتي تتمتّع بعقيدة قتالية، وبقدرة على فرض النظام والانتظام في سوريا بعيداً من المذهبية والطائفية.
ولكن اندلاع الحرب السورية في عام 2011 وما تلاها من أحداث، من جهة، والتخلّي الاختياري الواضح لعناصر كثيرة في الجيش السوري عن سلاحها ومراكزها وقواعدها بين 27 تشرين الثاني و8 كانون الأول 2024، وانضمامها للفصائل السورية المسلّحة، والهُتاف بشعاراتها المذهبية والطائفية والإيديولوجية، لا الوطنية فقط... من جهة أخرى، أظهر أن الإيديولوجيا قادرة على أن تغلب العقيدة القتالية، بحسب الظروف.
فهل ان أسباب ما سبق ذكره في سوريا تعود الى تقهقُر القدرات المعيشية للجندي السوري على مدى 13 عاماً، فقط؟ أم ان النَّفَس العقائدي الكامن في الاقتتال السوري الحاصِل منذ سنوات، وطول مدّة الصّراع، تسبّبا بتلك التفسّخات، وبانهيار شبه تام للجيش السوري ولعقيدته القتالية؟ والى أي مدى يمكن لهذا النوع من السيناريوهات أن يتكرّر مع جيوش أخرى غير الجيش السوري في المنطقة مستقبلاً؟
أكد مصدر خبير في الشؤون الاستراتيجية أن "العقيدة القتالية لم تَكُن يوماً العنصر الوحيد القادر على إنشاء وتنظيم وتسليح وتدريب جيش، وقتاله وصموده".
وأوضح أن "هناك أموراً عدة ساهمت بتفتُّت الجيش السوري بشكل كبير مؤخراً. فالمجتمع السوري كلّه بات مُنقسِماً جداً. هذا فضلاً عن أن جزءاً كبيراً من أهالي وأقارب عناصر هذا الجيش تهجّروا أو قُتِلوا بالبراميل المتفجّرة والتعذيب والإعدامات، أو سُجنوا. وهذا ما يجعل الجندي يسأل عمّن أدافع؟ ومن أجل ماذا؟ فعناصر الجيش السوري وصلت الى تلك الحالة. كما أن الجندي السوري بات ينظر الى الأمور كالمواطن السوري العادي، انطلاقاً من أنه كان يرى فساد الضبّاط الكبار، وكيف يعيشون، ويقارن مظاهر البذخ تلك مع أوضاعه المعيشية (الجندي السوري) الصعبة جداً".
وأشار المصدر الى أن "جيش الأسد لم يَكُن من أقوى جيوش الشرق الأوسط ولا في أي يوم أصلاً. فهذا الجيش أصابته الانشقاقات خلال حرب عام 1967 ضدّ إسرائيل، وحتى خلال حرب عام 1973. وهو جيش نظام لا أكثر من حيث الواقع، أي ان الألوية الأهمّ والأكثر تدريباً وقوة فيه، هي تلك المُعدَّة لحماية النظام السوري واستمراريته الداخلية والخارجية. ولكن هذه الألوية قوية في مواجهة اضطرابات محدودة".
وختم:"تجربة الحرب السورية خلال 13 عاماً أضعفت كل فروع الجيش السوري، وهذه ظروف خاصّة بسوريا، يُضاف إليها ضرب معنويات الجيش السوري من خلال الهيمنة الروسية والإيرانية والفصائل التابعة لطهران، على الأرض السورية. فمجموع ما سبق ذكره كلّه حوّل الجيش السوري الى جيش يقاتل شعبه. وما أدى الى هذا الانهيار الكبير مؤخراً هو قرار روسيا بعدم المشاركة في المعارك، وذلك الى جانب الضعف الذي أصاب إيران على مستوى المنطقة كلّها، منذ نحو عام".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|